الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – جمهورية الموز
جمهورية الموز

لن يذكر التاريخ الرئيس الأمريكي ترامب سوى أنه كان ديكتاتوراً أتت به انتخابات حرة لحكم أعظم ديمقراطية في العالم، وسيكون اسمه في كتب التاريخ جنباً إلى جنب مع الطغاة، مثل هتلر،موسوليني ،تيتو ،ستالين، بوكاسا ،عيدي أمين.

ولو كان هؤلاء الطغاة على قيد الحياة الآن لكانوا نصبوه ملكًا عليهم، لقد نجح فيما فشلوا فيه جميعا وهو تدمير النموذج الديمقراطي الغربى وفضح زيف وهشاشة شعاراته ..الحرية والعدالة، والإرادة الشعبية، والحكم الرشيد والانتخابات النزيهة.

لم تختلف الانتخابات الأمريكية كثيرًا، عن الانتخابات فى جمهوريات الموز من عنف انتخابي ونتائج متنازع عليها ودعاوى قضائية بالتزوير، ورفض الاعتراف بالنتائج الرسمية، وحث أنصاره على رفض النتيجة واقتحام الكونجرس.

لم يعترف ترامب بالديمقراطية التي أتت به من اجل مقعد، مضحيا بسمعة أمريكا وصورتها أمام العالم بوصفها كسلطة أخلاقية للكون تعاقب كل من يخالف القيم الديمقراطية في أي مكان في العالم بترسانتها العسكرية وعقوباتها الاقتصادية.

لكن لماذا فشل الديكتاتور المهزوم، ورحل، وانتصرت الديمقراطية في النهاية؟

الجواب بكل بساطة أن هناك دولة مؤسسات حقيقية،مجتمع مدني نشط ،وسيادة القانون ،وفصل وتوازن بين السلطات ،هيئة انتخابية مستقلة رغم أن الديكتاتور هو من اختار أعضائها ،وجيش محترف ومحايد. على الرغم من أنه هو قائده الأعلى، لكن الجيش كان ولاؤه وانحيازه للدستور وليس للديكتاتور، وقد أشرف على الانتخابات بشفافية وعلى الانتقال السلمي للسلطة من أجل أن تسود الديمقراطية.

هناك اعلام حر ومستقل ومؤثر يراقب سير الانتخابات دقيقة بدقيقة ويعلن نتائجها للعالم قبل إعلانها رسميا. وكان لترامب وعائلته بالمرصاد منذ لحظة دخولهم البيت الأبيض.

نبيل السجينى

Nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف