الماسونية!
إسرائيل، إنجلترا، أمريكا منذ وعد بلفور ودور بريطانيا وعائلات اليهود وروتشيلد والمثلث الإسرائيلى الإنجليزى الأمريكى لم ينفك، وكان شارل ديجول فصل فرنسا عن هذا المثلث وكذلك ألمانيا بحكم أنها ذاقت الويل ولولا عقدة اضطهاد اليهود ما لفتت ألمانيا نظرة واحدة لإسرائيل وهى البلد الذى كان «هتلر» فيها يعتبر اليهود والعرب أجناساً أقل من النازى وقتلهم مباحاً، ومع أن العرب -خاصة المغرب العربى- خاضوا مع فرنسا الحرب العالمية وموارد مصر كلها تحت أمر الجيش الإنجليزى بطرق المعاهدة وموارد الدعم اللوجيستى للجيش البريطانى بحكم الاحتلال حتى معركة العلمين التى انتصر فيها الحلفاء على النازى نتج بعدها مثلث «إسرائيل - أمريكا - إنجلترا» المخابراتى المؤامراتى، وقد جاء «بايدن» ومن قبله أوباما على خلفية دعم اللوبى الصهيونى مدعياً حماية حقوق فلسطين، ونعرف جميعاً وأنا ممن اختلط بالساسة الأمريكان والأوروبيين بعدة مؤتمرات دولية إجابتهم قبل أن ينطقوا، ولهذا من حق مصر أن تحمى نفسها من عملائهم فهذه العمالة حقيقية وواقعية، و«يناير» كانت حلقة من مئات حلقات المؤامرة للمثلث المخابراتى فى كل المجالات، ولعل تطبيع دول عربية مع إسرائيل يكون أحد عوامل تخفيف حجم المؤامرة على المنطقة العربية فضلاً عن ضياع حقوق الفلسطينيين وسط آلاف النزاعات التى ضربت العالم فضلاً عن كورونا، بروتوكولات حكماء صهيون أو قواعد حكماء صهيون، هى وثيقة يدعى اليهود أنها مزيفة بعد أن تم الكشف عنها، تتحدث عن خطة لغزو العالم أنشئت من قبل اليهود وهى تتضمن 24 بروتوكولاً، فى عام 1901 كتب هذه الوثيقة ماثيو جولوڤينسكى مزور ومخبر من الشرطة السياسية القيصرية وكانت مستوحاة من كتاب «حوار فى الجحيم بين مونتسكيو وميكافيلى» للمؤلف موريس جولى الذى يشير فى كتابه إلى وجود خطة زائفة ومسبقة لغزو العالم، وقد أصدر الباحث اليهودى نورمان كوهين كتابه «إنذار بالإبادة» الذى يوضح فيه أن أسطورة الهيمنة العالمية هى فكرة فرنسية ظهرت خلال القرن التاسع عشر ولم تتضمن أى إشارة تدين اليهود، إن بروتوكولات حكماء صهيون وقد تسمى أحياناً البرنامج اليهودى لغزو العالم ظهرت فى وقتين ونسختين متقاربتين.
أولاً: فى عام 1901 نشرت لأول مرة فى روسيا بجريدة «زناميا» فى مدينة سانت بطرسبرغ وقد طبعت بناء على طلب من القيصر نيكولا الثانى وأوكرانا الشرطة السرية للإمبراطورية الروسية بهدف تعزيز السياسات المعادية للسامية.
ثانياً: فى عام 1905 نشرت فى نسخة كاملة بواسطة سيرج نيلوس، وفى الخمس سنوات التالية دارت البروتوكولات فى دائرة مقيدة بين الشرطة السرية والمعادين للسامية فى روسيا، ثم قاموا بترجمتها إلى اللغة الألمانية منذ 1909، وقُرئت فى اجتماع البرلمان فى فيينا.
وبعد اندلاع الثورة الروسية 1917 وفرار الكثير من معارضى الثورة إلى أوروبا الغربية، وسِع مجال تأثير البروتوكولات ومع ذلك لم تصبح معروفة دولياً إلا فى عام 1920 عندما انتشرت فى ألمانيا (فى يناير) وترجمت إلى عدة لغات منها اللغة الإنجليزية (فى فبراير) ثم إلى اللغة الفرنسية، نشرت بروتوكولات حكماء صهيون فى نسختها الأمريكية على هيئة مقالات بجريدة «ديربورن إندبندنت» التى كان يمتلكها هنرى فورد تحت عنوان «اليهودى العالمى.. أخطر مشكلة» وذلك عام 1920، ثم أعاد «فورد» نشرها فى كتاب وصل توزيعه إلى 500 ألف نسخة، ومنذ أن طرحت هذه البروتوكولات على الساحة العامة وهى فى موضِع الشكوك وقد كثرت التساؤلات عن مدى صحتها.. فى عددها الصادر، ويوم 8 مايو 1920 قامت جريدة «تايمز» بلندن بكتابة مقال افتتاحى تحت عنوان «الخطر اليهودى كتيب مزعج طلب للتحقيق»، وصدر هذا المقال فى الوقت الذى كان مؤيدو السلطة فى روسيا على وشك خسارة الحرب الأهلية عام 1918 وفى نفس الوقت الذى يخطط فيه رئيس الوزراء البريطانى لويد جورج للتفاوض مع البلاشفة، فكان يتوجب على الثابتين من الحزب المحافظ أن يشوهوا سمعة رؤساء الكرملين الجدد، وفى نفس العام نَشَرَت صحيفة «لندن بوست» 18 مقالاً عن المؤامرة اليهودية، وقام ڤيكتور ماردسن (أحد الصحفيين بجريدة بوست) بترجمة البروتوكولات إلى اللغة الإنجليزية، وكتب مُقدمة تهاجم اليهود ووصفهم من وجهة نظره بأنهم يشعلون الحروب والثورات بهدف الاستيلاء على السلطة خلال حالة الفوضى التى يعملون بدأب وإصرار كى تعم العالم، وفى عام 1934 قام الطبيب السويسرى زاندر Dr. A. Zander بنشر سلسلة من المقالات يصف فيها البروتوكولات بأنها حقيقة تاريخية، ولكنه تعرض للمحاكمة لنشره تلك المقالات، وخلال الثمانينات من القرن الماضى، عملت الجامعات الإسلامية على توزيع البروتوكولات فى كل مكان وعرضت للبيع فى المعارض الإسلامية باستوكهولم وفى مسجد بارك بلندن، وقد أصبحت هذه البروتوكولات مصدراً كبيراً للدعاية ضد اليهود فى العالمين العربى والإسلامى بشكل خاص.
عناوين البروتوكولات الــ24 هى:
- الأول: الفوضى والتحررية والثورات والحروب.
- الثانى: السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة.
- الثالث: إسقاط الملكية والأرستقراطية.
- الرابع: تدمير الدين والسيطرة على التجارة.
- الخامس: تفريغ السياسة من مضمونها.
- السادس: السيطرة على الصناعة والزراعة.
- السابع: إشعال الحروب العالمية.
- الثامن: تفريغ القوانين من مضامينها.
- التاسع: تدمير الأخلاق ونشر العملاء.
- العاشر: وضع الدساتير المهلهلة.
- الحادى عشر: السيطرة العالمية.
- الثانى عشر: السيطرة على النشر.
- الثالث عشر: تغييب وعى الجماهير.
- الرابع عشر: نشر الإلحاد والأدب المرضى.
- الخامس عشر: الانقلابات والخلايا السرية.
- السادس عشر: إفساد التعليم.
- السابع عشر: تحطيم السلطة الدينية.
- الثامن عشر: تدابير الدفاع السرى.
- التاسع عشر: إشاعة التمرد.
- العشرون: إغراق الدول فى الديون.
- الحادى والعشرون: إغراق الدول بالقروض الداخلية.
- الثانى والعشرون: الذهب.
- الثالث والعشرون: البطالة.
- الرابع والعشرون: سيطرة اليهود.
وختاماً: فإن مثلث (المؤامرات والمخابرات والماسونية) لن ينفك بسهولة ولن ينتهى مهما كانت الآمال، فأى جهاز مخابرات فى العالم وظيفته تحقيق تكليفات دولته، ولطالما استمرت الدول الكبرى طامعة فى موارد ومكاسب الدول الصغرى سيظل الهدف الرئيسى لهذه الدول ومخابراتها هو منع الدول المتوسطة أن تناطح الدول الكبرى، وإذا اعتبرنا مصر بين دول مثل إيران وباكستان وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا فى السكان والموارد، علينا أن نحدد دورها فى التمكين الإقليمى والدور الدولى دون خيال يهدد بالانتحار ولا إهمال يسبب التفريط فى حق مصر فى دورها الإقليمى والدولى.