الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «السرب»
«السرب»
تمرالأيام والسنون ويمضي العمرمثل قطارفائق السرعة لا يتوقف إلا في محطته الأخيرة فقط ، وتبقي انتصارات قواتنا المسلحة يفوح عطرها في ربوع الوطن من جيل إلى جيل، ولما لا وقد كتبت بحروف من نور وتضحيات مؤلمة وكفاح بطعم المراراة، لتنتهي بأفراح وبهجة وتذوق حلاوة النصر، إنها أعياد مصرالتي تظل محفورة في عقول وقلوب أبناء المحروسة، ويعتبر فيلم " السرب"، الذى يتوقع عرضه قريباً أحد الانتصارات المصرية الحديثة على تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بعد استشهاد 21 مصرياً من شباب مصر الأبرياء، وهوبمثابة شعاع ضوء يظهربطولة القوات الجوية في مواجهة الإرهاب داخل مصر وخارجها، والذي يقوده تنظيم الإخوان بكل ضراوة في محاولة لإسقاط الدولة.
كان قرارالرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقصاص الفوري وقبل مرور 24 ساعة على استشهاد المصريين في ليبيا، شجاعاً وتاريخاً لا يصدر إلا من قائد قادرعلى حماية وطنه ولديه قوات جوية عابرة للحدود، إذ كشف تامر مرسي ، رئيس المجموعة المتحدة للإعلام، يوم 15 فبراير الجاري عن إنتاج الفيلم، فى ذكرى ثأرمصر عام 2015 من تنظيم"الدولة الإسلامية" في ليبيا بعد يوم واحد من نشر فيديو ذبح 21 شاباً مسيحياً مصرياً، حيث سطر بيان صادر عن القوات المسلحة وقتها فصول الملحمة وجاء فيه" قامت القوات المسلحة المصرية فجر اليوم الإثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تدريب ومخازن وذخائر تنظيم داعش الارهابي بالأراضي الليبية"، وتابع البيان أن "الضربة حققت أهدافها بدقة وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة"، وجاء ذلك بعد ساعات من كلمة ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد فيها أن مصر تحتفظ بحق الرد "وبالأسلوب وبالتوقيت المناسبين للقصاص من هؤلاء القتلة المجرمين المتجردين من أبسط قيم الانسانية".
يروي الفيلم قصة بطولة القوات الجوية التي لا تهاب الموت منذ فجر التاريخ، إذ خاضت مصر بحسب كتب التاريخ 955 معركة ضد مئات الجيوش المعتدية وكان بدايتها مع الهكسوس وانتصر فيها المصريون في عهد أحمس، إنها معارك وجود لا تقبل القسمة على اثنين، ورغم الأحزان التي أصابت مصر والشعور بالألم من هول ما أصاب أبنائنا الشقيانين الذين سافروا إلى ليبيا من أجل لقمة العيش، إلا أننا سرعان ما عبرنا المحنة وشعرنا بالسعادة بعد أن دفع هؤلاء المجرمين الثمن على يد قواتنا الجوية اليد الطولى للقوات المسلحة المصرية،هكذا تمضى حياة المصريين ما بين فرح وحزن، ألم وسعادة وأيام الانتصار لا تنسى بعد أن يتأكد الجميع أن مصر لا تترك أولادها فريسة للإرهاب مهما كان موقعه في الداخل أوالخارج، لتضيع المرارة سريعاً ونعيش مع جيشنا المنتصرأجمل الأيام وأسعدها.
لقد نجحت القوة الناعمة للفن المصري في زيادة الوعي الوطني منذ عشرات السنين وكان في مقدمتها مسلسلات دموع في عيون وقحة ورأفت الهجان واًخرها مسلسل الاختيار وهي قصص بطولة من ملفات المخابرات العامة التي أظهرت تضحيات القوات المسلحة في الحرب على الإرهاب ليحصد المسلسل مشاهدة واسعة خلال شهر رمضان الماضي، ويتأكد الجميع كيف يسعى الإخوان إلى خلط الأوراق لتسويق مظلوميتهم بأنهم تعرضوا للظلم في مصر قبل أن يغادروا إلى تركيا وقطر لتسويق إعلام مضلل ولذا هاجموا مسلسل الاختيار بضراوة، في محاولة لتقليل التأثير الوطني للمسلسل على المواطنين، بعد أن أظهر المسلسل جرائم الإخوان وحقيقة حكمهم لمصر وسنوات الإرهاب في سيناء وكافة أنحاء مصر وليبيا، و يمكن القول أن "الاختيار" قضى على المظلومية الإخوانية،التي يسعى الإخوان لاعتمادها بين المصريين، وهو ما سعى الإخوان إلى الترويج له عند عرض مسلسل الجماعة عام 2010، لكن الشعب تأكد من الحقيقة ولم يكن في حاجة إلى الإستماع لمظلوميات الإخوان.
وأقول لكم، إن معركة الوعي مستمرة بين الدولة وتنظيم الإخوان الإرهابي ومن يموله لتحسين صورته من أجل العودة إلى مصر، لكن حان الوقت لنسترجع بطولة القوات الجوية في عمل فني يضم كبار النجوم وأبطال السينما، لنهدى الذكرى إلى أولاد الضحايا وأحفادهم، وشعب مصر، وسيعرض «السرب» بطولة أحمد السقا، وإنتاج تامر مرسى قريباً ليظهر رسالة الفن كما تعلمنا في توثيق الأحداث التي يمر بها الوطن مهما كانت مؤلمة لتبقى الذكرى كما يحدث فى الحروب التقليدية، أو الحروب التي تشنها مصر ضد الإرهاب منذ سنوات والتى تعتبر بمثابة حرب حقيقية، خصوصاً أن قصة الفيلم تجسد قرارالرئيس عبدالفتاح السيسى الذي وعد بالقصاص ، ولم تمر 24 ساعة حتى انطلق نسور الجو فجراً لتدك مراكز تدريب الإرهابيين فى ليبيا ومخازن الذخيرة الخاصة بالإرهابيين الدواعش، إذ يوثق الفيلم واقعة القصاص التي تحدث خلال ساعات لأول مرة في تاريخ مصرالحديث، والحالة العامة التى عاشتها مصر بعد استشهاد عدد من شبابها الأبرار بهذه الطريقة البشعة، لكن عاش اللى قال الكلمة وأصدر القرار بحكمة وفي الوقت المناسب.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف