الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم - إطلاق رصاصة الرحمة على الإخوان
إطلاق رصاصة الرحمة على الإخوان
يتأهب الرئيس الأمريكي جوبايدن لإطلاق رصاصة الرحمة على التنظيمات التي تستغل الدين لإرهاب الشعوب من أجل الصعود إلى حكم الدول التي تنتمي إليها وخصوصاً ما يطلق عليها جماعات الإسلام السياسي، ويأتي في مقدمتها تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يعتبر أقدمها وأكبرها عالمياً والذي تأسس عام 1928 على يد " المُضلل الأكبر حسن البنا"، بعد أن اكتشف بايدن خلال ابتعاده عن السلطة السنوات الماضية استخدام هذه التنظيمات العنف الشديد والإرهاب الدموي في الكثير من الدول العربية بهدف السيطرة على مساحات واسعة من الأراضى لإقامة دولة الخلافة المزعومة مثلما حدث في سوريا والعراق، فضلاً عن جرائمهم التي يشيب لها الولدان في مصر، ما جعله يصل إلى نتيجة مهمة وهي استحالة توفيق هذه التنظيمات بين أفكارها الرجعية والدولة المدنية الحديثة.
ظن الإخوان الإرهابيون الفارون خارج مصر، أن وصول بايدن إلى حكم أمريكا سعيدهم إلى مصر ليطوق الناس أعناقهم بالورود، متناسين أن الجرائم التي ارتكبتها تنظيمات الإسلام السياسي خلال السنوات الماضية وفي مقدمتها الإخوان داخل مصر وخارجها خصوصاً في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية كشفت عن أفكارهم الرجعية وعدم قدرتهم على التعامل مع الحداثة طوال المائة عام الماضية، إذ يعُرف" "الإسلام السياسي" بأنه مصطلح ظهرَ حديثاً ويشير إلى مجموعة من الأفراد أو الجماعات الذين يدافعون عن تشكيل الدولة والمجتمع وفقاً لفهمهم للمبادئ الإسلامية وخلط الدين بالسياسة.
اتضح للجميع وفي مقدمتهم الإخوان أنفسهم والحزب الديمقراطي الذي كان يقوده أوباما في 2011 وحالياً بايدن إن الإسلام السياسي في مأزق، فالإخوان في مصر، والذين يمثلون أقدم وأكبر منظمة إرهابية دينية في العالم صُنِّفت بأنها إرهابية في الكثير من الدول وفي مقدمتها مصر لم يعد لها وجود على الأرض ولم يبق منها سوى مجموعة من الأبواق الإعلامية المأجورة والخلايا الإرهابية وهوالمصير نفسه الذي وصلت إليه تنظيمات الإسلام السياسي في كل دول العالم من أندونيسيا إلى الفلبين وأفغانستان والعراق وسوريا رغم سيطرتها قبل سنوات على مساحات كبيرة من الأرض في بعض هذه الدول، لقد تأكدت إدارة بايدن قبل وصولها إلى الحكم إنَّ هذه التنظيمات تحاول إقامة دولة خلافة تنتمي إلى القرن السابع الميلادي بينما يعيش العالم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بعد أن تجاوز هذه الأفكار الرجعية التي لا تصلح لبناء دول حديثة قادرة على توفير الرفاهية لسكانها.
لم يعد أمام أمريكا بقيادة بايدن سوى إطلاق رصاصة الرحمة على تنظيمات الإسلام السياسيي وفي مقدمتها جماعة الإخوان، بعد أن أصبحت الصورة واضحة وليست رمادية مثلما حدث بعد 2011 إذ اعتقدت الإدارة الأمريكية وقتها أن هذه التنظيمات قادرة على الاحتواء وبناء دول حديثة، لكن حان الوقت لتدفع هذه التنظيمات ثمن تسييس الدين لدرجة وضعت الإسلام نفسه في موضع الاشتباه من جانب الكثير من الدول خصوصاً الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، وبات الخوف من المسلمين من صميمُ معاداة المهاجرين في القارة العجوز، ما زاد من الاشتباك والالتباس لدي بعض النخب في أوروبا أن الإسلام خصمٌ فكريٌ للإنسانية والليبرالية، رغم أن ذلك غير صحيح بالطبع لكن هذه النتائج المسيئة للدين الحنيف تسببت فيها جماعات الإسلام السياسي التي تخلط الأوراق والأفكار من أجل الوصول إلى الحكم والعودة بالشعوب إلى الخلف.
وأرى أنه لم يعد أمام الإدارة الأمريكية الحالية سوى التخلص من تنظيمات الإسلام السياسي بعد أن تأكد عدم قدرتها على التعامل مع الواقع طوال المائة عام الماضية وقادت العالم الإسلامي إلى الخلف في الكثير من الدول ولم ينجو منها سوى الشعوب التي تخلصت منها، وتجلى ذلك منذ اندلاع ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي حتى الاًن، إذ لم تصل هذه الجماعات لتوافق بين الدين والدولة المدنية الحديثة، وذلك بسبب فقدان هذه الجماعات نخب قادرة على التفكير والتنوير بل أنها جميعاً دخلت في صراع من أجل الحصول على أكبر قدر من الغنائم بعد أن فقدت القدرة على التكيُّف مع الحداثة التي تتسم بها الكثير من الدول الاًن.
وأقول لكم، إن الإدارة الأمريكية باتت على يقين بأنها لا يمكن أن تدعم مثل هذه التنظيمات التي لا تمتلك القدرة على بناء دولة مدنية أو على الأقل التعامل معها بعد أن تسببت في نشر الفوضى، والفساد والركود الاقتصادي في الدول التي حكمتها بعد ما يطلق عليه الربيع العربي، ولذا سرعان ما سقطت مع أفكارها الرجعية التي لم يعد لها وجود في العالم، وتبين أن تسييس الدين وطرح الإسلام كإطارٍ مرجعيٍ لبناء الدولة الحديثة لم يكن الحل كما روجوا خصوصاً في مصر إذ زادت عزلة جماعة الإخوان حتى أسقطتها ثورة 30 يونيوعام 2013 وانتهي شعارها «الإسلام هو الحل» من قاموس السياسة المصرية، بعد كشف العالم زيف هذه الإدعاءات والمحاولات الخبيثة لخلط الدين بالسياسة ولم يعد أمام العالم خصوصاً الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن سوى إسقاط جماعة الإخوان من حساباتها وإطلاق رصاصة الرحمة عليها رغم أنها لا تستحق الرحمة.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف