الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم الجمهورية الثانية .. العبور الثاني
الجمهورية الثانية .. العبور الثاني
تثبت الأيام أن التاريخ يكتبه المنتصرون والبناؤون وليس المرتزقة والسفاحين، أبداً لم يسقط الشعب المصري صريعاً من الضربة التي وجهها له تنظيم الإخوان الإرهابي عندما وصل مرسى إلى الحكم، بل خلقت منه أبطالاً، وظن بائعوالأوطان أن شمس الأحلام غابت فنشروا الخوف والفزع في ربوع الوطن حتى تبدد الأمل وأصبح اليأس يجوب شوارع المحروسة، لكن لم يقبل المصريون بمرارة الإنكسار، وجاءت ثورة 3 يونيو 2013 لتبدد الظلام ويبزغ نور الفجر، بعد أن تعالت أصوات الثوار ضد نظام الإخوان في كل مكان " يسقط .. يسقط حكم المرشد"، عادت الفرحة إلى القلوب بعد سقوط السفاحين، لتبدأ بعدها مرحلة البناء والتعمير بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليصلح ما أفسده نظام حكم فاسد جائر قسم الشعب إلى نصفين ومنح صكوك الغفران للمقربين الملوثين الذين يدعمون فكرة إقامة دولة الخلافة، ويؤسس الرئيس السيسي الجمهورية الثانية وهي دولة المواطنة بعد أن شيدت قواعدها ثورة شعبية بامتياز.
ظل المصريون يواجهون التحديات حتى سقط الأبطال صرعى ضربات الخيانة الإخوانية، فراحوا يقاتلون بأرواحهم الطاهرة وسيرتهم العطرة، إنها مصر التي لا تقبل الضيم لتنتهي رسمياً الجمهورية الدموية بسقوط حكم مرسي الذي قاد التنظيم الإرهابي لإخونة الدولة، ولذا فأن إعلان الرئيس خلال كلمته أثناء الاحتفال بيوم الشهيد قبل أيام، أن افتتاح المدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة سيصحبه إقامة الجمهورية الثانية في مصر جاء في الوقت المناسب،إذ سيتم تدشين 12 مدينة جديدة ذكية، فضلاً عن العمل بدستور جديد تأسس عقب ثورة يونيو، ولذا فأن محاولات " البرادعي" الصيد في الماء العكر بلا قيمة، إذ تحدث عبر تويتر مدعياً أن تصنيف الجمهوريات يرتبط بتغيير شامل لشكل نظام الحكم والدستور، وهنا أسأل السيد البرادعي هل الدستور المصري لايزال كما هو قبل ثورة يونيو؟،والسؤال الثاني، ألم يحدث تغيير شامل في نظام الحكم من نظام إرهابي يتاجر في الدين بقيادة مرسي إلى دولة مدنية تتخذ من الحداثة شعاراً لها؟ والسؤال الثالث وهو الأهم هل شاهدت ما حدث في مصر من بناء وتنمية طوال السنوات الست الماضية التي تعيش خلالها في أوروبا بقصرك المنيف تتاجر باًلام الغلابة في مصر؟، اعتقد من الأفضل لك أن تصمت فقد فقدت القدرة على متابعة الزمن وما يدور حولك في العالم خصوصاً في مصر في زمن تحارب الدول الاًن من أجل تحقيق الرفاهية للشعوب، ولذا فأن حفظ النظريات من الكتب وترديدها بلا وعي لن يقدم أو يؤخر، ويقيني أن الكتاب الذي استعنت به لتتحفنا بهذه الأفكار النيرة منه انتهى عصره، فالعالم يعيش حالياً حرب الأفكار والتجديد في كل المجالات.
إن ما تحقق في مصر من إنجازات يعتبر بمثابة " العبور الثاني" بعد " العبور الأول" الذي تحقق في حرب أكتوبر المجيدة، فالثاني عبور من الجمهورية الأولى بأخطائها الجسيمة التي لم تحقق للشعب طموحاته، إلى البناء والتنمية والدولة المدنية الحديثة التي يباهي بها المصريون الأمم، أما العبور الأول فكان بمثابة الإعجاز العسكري الذي لايزال يدرس في جميع المؤسسات المؤسسات العسكرية في العالم، ولذا لازالت كلمات الرئيس الراحل أنور السادات وهو يلقى خطاب النصر يوم 14 أكتوبر عام 1973 أمام مجلس الشعب ترن في وجدان كل مصري، ولا ننسى كلماته عندما قال " ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء"، إنها كلمات الفخر التي طوقت رقبة كل مصري بعناقيد النصر وجعلته منذ ذلك الوقت يشعر بالفخر وأنه شريك في صنع هذه المعجزة العسكرية يتحدث عنها كل أبناء الوطن بحب حتى من لم يتابعوا هذه الفترة من تاريخ مصر المضئ.
وظني أن ما تحقق في مصر من إنجازات عظيمة خلال حكم الرئيس السيسي يستحق منه أن يقف شامخاً أمام مجلس النواب في مقره الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة عقب الاقتتاح، ليلقي "خطاب النصر" الجديد، يتحدث فيه عن التضحيات التي بذلها الشعب من أجل بناء الدولة الحديثة وتحقيق التنمية، ويؤكد أن المصريين جميعاً أصحاب الإنجاز الحقيقي بسواعدهم رغم التحديات التي واجهتها مصر كل في موقعه، نعم لقد خرج الأبطال من كل مكان على الأرض الطيبة ليحملوا مشاعل النور للعبور من اليأس إلى الرجاء، لقد أسهم كل أبناء الوطن في الإنجاز الذي ما كان ليتحقق لولا وعيهم وعشقهم لكل مكان من الحواري والأزقة والقرى، وحاربوا أكبر تنظيم إرهابي في العالم، وسقط الشهداء من أبطال الجيش والشرطة والمواطنين لتعلو راية البناء في الوطن، ودعوني أقول ما أحلى أوقات النصربعد جهد وكفاح، لايزال جيل أكتوبر يتذكر صوت الرائعة سعاد حسني وهي تشدوللنصر من أشعار أحمد فؤاد نجم وكلمات كمال الطويل أثناء العبور، " دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين، دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين، دولا الورد الحر البلدي يصحى يفتح اصحى يا بلدي، دولا خلاصة مصر يا ولدي، دولا عيون المصريين"، لقد حان الوقت ليشدو مطربينا للعبورالثاني ويتأهب الشعب ليفرح ويعلم كل مواطن في موقعه صغيرأو كبيرمزارع أوعامل خفير أو وزير، أنه شارك في صنع معجزة البناء من أجل العبور الثاني إلى الجمهورية الثانية، كما شارك كل أبناء مصر في العبورالأول أثناء حرب أكتوبر.
وأقول لكم، إن الاحتفال يوم الشهيد، يعتبر بحق يوم العزة والكرامة إذ يوافق التاسع من مارس من كل عام منذ الإعلان عنه عام 1969 تخليداً لذكرى استشهاد رئيس أركان حرب الجيش الفريق عبد المنعم رياض الملقب بـ " الجنرال الذهبي"على الجبهة، الذي نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة فريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبرأكبر وسام عسكري، يؤكد أن مصر لا تنسى أبنائها الشهداء، وأن إعلان الرئيس السيسي خلال الاحتفال بهذ اليوم أن مصر تسير نحو إعلان الجمهورية الثانية كان بمثابة ضربة قاضية لأهل الشر الذين يسعون لإسقاط الدولة بالأكاذيب والشائعات عن الأوضاع في مصر خصوصاً في ملف حقوق الإنسان، لكن العالم كله يعلم الاًن أن مصر لم تعد ضعيفة كما كانت قبل سنوات أيام الفوضى ولذا فأن مؤسساتها قادرة على تفنيد البيان المشترك الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول حالة اوضاع حقوق الإنسان في مصر، وأن تشرح للعالم ما تحقق من إنجازات في المجالات كافة، وأن قيادتها لا تسمح بالتدخل في الشأن الداخلي بعد أن مضى عصر الخائن مرسى وعصابته بلا رجعة.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف