السيسي ينتصر للمرأة
"عندما تُثقف رجلاً تكون قد ثقفت فرداً، وعندما تثقّف امرأة فإنما تثقف عائلة بأكملها "، هذه الكلمات وردت على لسان الفيلسوف اليوناني سقراط الذي توفي عام 399 قبل الميلاد، والذي قدر قيمة المرأة ودورها في تعليم المجتمع في كلمات بسيطة، من هنا جاء وصف الرئيس عبدالفتاح السيسي لها في " احتفالية المرأة المصرية" بأتها تبذل الجهد والتضحيات وتشارك فـــــــى بنـــــــــــاء الوطــــــــن" ليتأكد الجميع أن الدولة حريصة على دعم النساء اللواتي تلعبن دوراً محورياً في بناء الأوطان منذ اًلاف السنين، وقد انتصر الرئيس للمرأة منذ توليه الحكم، إذ شهدت مصر فى السنوات الست الماضية تقدماً إيجابياً فى مجال دعم وتمكين المرأة، فصدرت القوانين التي تعطيها حقها في المجالات كافة، وتم إطلاق برنامج «تكافل وكرامة» ليصل إلى 563 قرية و345 مركزاً فى 27 محافظة، ليستفيد منه نحو مليونى سيدة، من بينهن نحو 175 ألف سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تصل نسبة النساء المستفيدات 80% من البرنامج.
إن الاهتمام بالمرأة من أولويات الدول والمجتمعات المتقدمة لأنها تعرف مكانتها في المجتمع وقدرتها على المشاركة في بناء الوطن، إذ إن هذه المجتمعات تستفيد بشكلٍ كبيرمن قدرات المرأة في شتى المجالات، وهذا يدل على أن دور المرأة في تنمية المجتمع مهم جداً، ولذا وجه الرئيس الحكومة أثناء الاحتفالية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إصدار مشروع قانون منع زواج الأطفال «الزواج المبكر» بقانون مستقل، والنص صراحة على السن القانونى للزواج، فضلاً عن قيام وزارة النقل بتوفير أكبر قدر من الأمان للنساء والفتيات في وسائل المواصلات العامة، لإحكام سلامة وأمن المرأة في وسائل المواصلات كافة، بالإضافة إلى إجراءات أخرى من بينها الحد من ظاهرة الغارمات، ويقيني أن مثل هذه الإجراءات ستسهم في زيادة تمكين المرأة لتقوم بدورها الفعال في تنمية المجتمع الذي يحتاج جهد كل فرد فيه بعد أن أثبتت النساء المصريات عن جدارة استحقاقهن مشاركة الرجال في بناء المجتمع.
لقد حققت النساء المصريات قصص نجاح في مختلف المجالات، يعد أن شغلت مقعد الوزيرة وتفوقت في الرياضة وخلقت جيلاً جديداً قادراً على مجابهة التحديات والريادة في مجالات كثيرة، ولذا فإن الاستفادة من إمكاناتها للمشاركة بشكل فاعل في التغيير الذي يعيشه وطننا، يعدّ من أهم أهداف رؤية ، " مصر 2030 "حتى أصبح تمكين المرأة شعارا أساسيا في هذه الرؤية التي تسعى لبناء مصر الحديثة، إن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 تسعى إلى التأكيد على التزام مصر بحقوق المرأة ووضعها موضع التنفيذ وفقاً لما أقرته المواثيق الوطنية والاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية التي التزمت بها مصر، باعتبارهن الفئات الأولى بالرعاية، عند وضع الخطط التنموية من أجل توفير الحماية الكاملة لهن والاستفادة الكاملة من الطاقات والموارد البشرية والمادية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص كما نص الدستور المصرى الذي حرص على إعطاء المرأة حقوقها في المجالات كافة.
وأقول لكم، إن مصر تتحرك بخطى ثابته للاستفادة من كل أبناء المجتمع في رحلة البناء والتنمية وأن تشارك المرأة في جميع المجالات إذ يشمل تمكين المرأة أربعة محاورهيالتمكين السياسي لتتقلد المناصب القيادية في المؤسسات التنفيذية والقضائية والتمكين الاقتصادي من خلال المشاركة في سوق العمل، والتمكين الاجتماعي ومنع التمييز ضدها وحمايتها من خلال القضاء على الظواهرالسلبية التي تهدد حياتها وسلامتها وكرامتها، وأرى أن الدولة حريصة على تحقيق هذه المحاورالأربعة من أجل بناء مجتمع قادرعلى مواجهة التحديات التي تواجهه، وقد نجحت الحكومة خلال السنوات الماضية في تغيير نظرة المجتمع للمرأة بحيث أصبح مشاركتها في كل المجالات مقبولاَ من جميع فئات المجتمع الساعى إلى التقدم ويناء دولة جديدة تمتلك مقومات الحداثة التي تؤهلها لتكون محورية في المنطقة التي تشهد صراعات داخلية في الكثير منها أدت إلى هدم بعضها وخروجها من مصاف الدول المستقرة، وتالياً لم يعد لها تأثير بل صارت نهباً للدول الكبرى التي تسعى إلى الاستيلاء على ثروات المنطقة وقد نجحت في ذلك عقب ما يسمى بالربيع العربي، لكن مصر ظلت صامدة أمام محاولات الهدم والتهميش واستطاعت أن تبنى دولة جديدة بعرق وسواعد أبنائها الشقيانين.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com