احمد الشامى
أقول لكم أتوسل اليكم أن تتحلوا بالشجاعة
روعنا ما حدث في سوهاج وأدمى قلب كل مصري، لكن في مثل هذه الظروف العصيبة، أتوسل إليكم أن تتحلوا بالشجاعة ، فالشجعان فقط هم الذين يسيطعون التفكير وقت الأزمات ويصلون إلى حلول شجاعة لا تتسم بإتخاذ القرارات المتسرعة خصوصاً أن كل الكوارث التي تحدث في العالم من صنع الإنسان، ولا يظن مواطن أن مهملاً قد يكون قد تسبب في وقع الحادث سيفلت من العقاب وهذا ما وعد به الرئيس السيسي بعد وقوع الحادث، إذ أكد عبر تويتر" سينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم»، موجهاً الأجهزة المعنية بإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا، وفي اليوم التالي للحادث، عقد الرئيس اجتماعاً وزارياً وجه خلاله بتطبيق الإجراءات التى من شأنها أن تحقق التوازن ما بين اكتمال مخطط التحديث الجذرى الشامل لمرفق السكة الحديد على مستوى الجمهورية وما يحتويه من نظم اليكترونية حديثة،هكذا يكون تفكير الشجعان الذين يسعون لحل المشكلات دون إصدار قرارات غيرمدروسة.
لن أشق على نفسى من الكتابة عن الإنجازات التي تحققت فوق أرض مصر خلال السنوات الست الماضية، بعد عقود من الإهمال في المجالات كافة وفي مقدمتها السكة الحديد الي كانت تشبه "الخرابة الكبيرة"، وكلكم تعلمون أن تطويرهذه الهيئة كان في مقدمة اهتمامات الرئيس، لقد أعلنت الحكومة أن خطة تطوير السكة الحديد ستتكلف 220 مليار جنيه، وظني أن هذه المليارات لم تفق على تحديث الهيئة منذ إنشائها وتالياً لايمكن أن نصدر أحاكاماً ونحدد المسئولين عن الحادث ونطالب بإتخاذ إجراءات متسرعة لمجرد تصفية الحسابات مع أشخاص حملوا الأمانة في أصعب الظروف وعيروا بالهيئة إلى بر الأمان، فلا يمكن لدولة في العالم أن تنهي الحوادث على أرضيها سواء كانت في البر أو البحر أو الجو لكن تستهدف "تقليل" وليس منع الحوادث، فكلما استيقظ الإنسان من النوم يمكن أن تقع الكارثة في أي وقت لأنها غالباً تكون نتيجة الإهمال من العنصر البشري.
بذلت الحكومة مجهوداَ كبيراً لتطوير السكة وقدمت دعماً للهيئة لم يحدث في تاريخها بهدف تطويرها ومن بين المشروعات التي تم الانتهاء من تنفيذها منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية تجديد قضبان خط الصعيد من القاهرة إلى أسوان، وصيانة 2119.4 كيلو متر لمنع الحوادث الناتجة عن تهالك السكك والتعاقد مع شركة جنرال الكتريك الأمريكية لتصنيع وتوريد 100 جرار جديد بجانب إعادة تأهين 81 جرار آخرين، وصيانتهم وتوفير قطع الغيار اللازمة لهم لمدة 15 سنة بتكلفة إجمالى 575 مليون دولار، فضلاً عن التعاقد مع تحالف روسى مجرى لتصنيع وتوريد 1300 عربة نقل ركاب مختلفة بمبلغ 1.016 مليار يورو، كما نفذت الحكومة مشروع لتحسين 582 عربة سكة حديد مميزة غير مكيفة بورش كوم أبو راضي بتكلفة 139 مليون جنيه، إضافة إلى تحسين 1326 عربة سكة حديد مطورة غير مكيفة. بورش أبو زعبل وطنطا والزقازيق والمنيا بتكلفة 92 مليون جنيه، وتحديث نظم الإشارات بخطوط السكة الحديد بتكلفة تصل إلى 12.5 مليار جنيه.
وأقول لكم، إن الحكومة ماضية في برامجها لتحديث السكك الحديد مهما كلفها ذلك من مليارات لتوفير الأمن والسلامة للركاب، ويتعين أن لا يتسبب حادث عارض أصابنا بالحزن على رحيل 32 شهيداً نقدم التعازي لأسرهم جميعاً ودعواتنا بالشفاء للمصابين من اًبائنا وأبنائنا، في تجاهل ما حدث من تطوير في هذا القطاع الهام الذي كان قبل ست سنوات فقط كما قلت " خرابة كبيرة" ولم يشهد تطويراً منذ إنشائه عام 1834 والتي إذ تعبرالثانية في العالم بعد تأسيس السكك الحديد البريطانية بفترة وجيزة، ويقيني أنها بعد انتهاء خطة التطوير ستعود إلى المكانة التي كانت عليها عند إنشائها وقبل أن تصل إليها يد الإهمال طوال عقود كاملة حتى انطلق اليناء في عهد الرئيس السيسي الحريص على بناء الجمهورية الثانية على أسس حديثة.
Aalshamy610@yahoo.com