د. نبيل السجينى
نحو الحرية - طوق النجاة لإنقاذ الصحافة القومية البريطانية
طوق النجاة لإنقاذ الصحافة القومية البريطانية
في أوائل سبعينيات القرن الماضي، كان 75٪ من البريطانيين يقرؤون الصحف القومية. وبلغت مبيعاتها اليومية مثل "ذا صن" 4.25 مليون، بينما واجهت قلة منها الخسائر.
وبحلول عام 2002 انخفض التوزيع الإجمالي للصحف البريطانية إلى 53٪، لكن المثير أن أرباحها استمرت في الزيادة، بسبب انخفاض تكلفة الطباعة بسبب الثورة التكنولوجية، مثل الديلي ميل، التي زادت ارباحها 330٪ من الإعلانات، وهذه العوامل أرست الأساس لتغيير جذري في اقتصاديات الصحف.
وفي عام 2017، أعلن جاي زيتر، المدير الإداري لصحيفة ديلي ميل، أن الصحافة القومية بين الحياة والموت لتقلص عائداتها، وحذر من التأثير المدمر للإنترنت، الذي استولى على مصادرها الاعلانية، مما قلل من إيراداتها للربع، بينما زاد صافي ارباح فيسبوك وجوجل 300٪، وبالتالي على الصحف السعي لانتزاع شريحة من هذه الكعكة.
وبقاء صناعة الصحف القومية على قيد الحياة، مرهون بإدارة جيدة منفتحة قادرة على تطوير مواقعها الرقمية لتحقق أرباحًا ضخمة تعتمد على الابتكار والصحفيين المتحمسين الذين يؤمنون بمهنتهم قادرون على التكيف في ظل وتيرة التغيير المتزايدة مع تطور التكنولوجيا وتغير سلوك الناس.
الصحف القومية لا تزال مؤثرة للغاية. عليها فقط مواجهة أوجه القصور، وتطوير موادها التحريرية وملاحقها المتخصصة، والاهتمام بمشاكل المواطنين، والطباعة الاقتصادية، والحفاظ على القراء كبار السن، والتقرب من الشباب الذين يعتمدون على الإنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعتماد على الابحاث لتحديد الجمهور المستهدف والمعلنين الذين يوجهون ميزانيات التسويق.
ويمكن للصحف رعاية الشركات الناشئة التي تحتاج للتسويق للانطلاق وتحويل الصحف إلى حاضنات لها لتصبح مصدرًا أكثر ربحية من مبيعات المساحات الإعلانية.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com