الجمهورية
أحمد شندى
رمضان علي الأبواب
شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، وهو شهر مميز لدى المسلمين حيث أنزل فيه القرآن على النبيّ محمد صلىّ الله عليه وسلّم في ليلة القدر، أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان.

إننا الآن في إنتظار شهر عظيم مبارك، ألا وهو شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى ﷺ وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم.

من الناس من لا يعرف من رمضان إلا الموائد ، وصنوف المطاعم ، وأشكال المشارب ، يقضي نهاره نائماً ، ويقطع ليله هائماً ، سبحان الله جهلوا حكمة الله من الصيام ، إن الحكمة التي من أجلها شُرع الصيام هي التقوى ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " نعم اخوة الإيمان التقوى هي ميزان الأعمال ، يجوع الصائم وهو قادر على الطعام ، ويعطش وهو قادر على الشراب ، لا رقيب عليه إلا الله ، هنا يتحقق الإيمان ، وتظهر التقوى ، ألسنة صائمة عن الفحش والرفث ، وآذان صامة عن سماع الحرام من القول ، وأعين محفوظة عن النظر الحرام ، قلوب منكسرة مخبتة ، إلى الله ناظرة وجلة ، ثوابها عند الله ، قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة (حجاب) ، فإذا كان صوم يوم أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .

أقسام الناس في رمضان :

- قسم ينتظر هذا الشهر بفارغ الصبر وتزداد فرحته بوصوله فيشمر عن ساعد الجد ويجتهد في شتى أنواع العبادة من صوم وصلاة وصدقه وغيرها .. وهذا خير الأقسام .

- قسم يدخل عليه رمضان ويخرج وهو على ما كان عليه قبل رمضان فلم يتأثر من شهر الصيام ولم يزدد رغبة في الخيرات والمسارعة عليها، وهذا ممن فوت على نفسه غنيمة لا تقدر بثمن.

- قسم لا يعرف الله إلا في رمضان ، فإذا جاء رمضان رأيتهم ركعا سجدا، فإذا انسلخ رمضان ولوا على أدبارهم نفورا وعادوا إلى ما كانوا عليه من المعاصي والآثام وأولئك قال عنهم الإمام احمد : " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ".

- قسم يصوم بطنه عن المطعومات ولا يلتفت إلى ما سوى ذلك، فتراه أبعد الناس عن الأكل والشرب في رمضان لكن لا يجد حرجا في سماع المنكرات والغيبة والنميمة والسخرية بل ديدنه في رمضان وغيره.

- قسم جعل نهاره رقادا وليله سمرا ولهوا فلا هو استغل نهاره بالذكر والخير ولا نزه ليله عن المحرمات ، وإلى هؤلاء يقال : اتقوا الله في أنفسكم ولا تفرطوا في خير وصل إليكم .

- قسم لا يعرف الله في رمضان ولا في رمضان، وهذا شر الأقسام و أخبثها وأخطرها فتراه لا يلقى بالا لصلاة أو صيام ويترك ذلك عمدا مع وفور الصحة والعافية.

"اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا يا رب العالمين".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف