حروب المياه
هناك 286 نهراً دولياً عابراً للحدود في 148 دولة، يعيش حولها 40٪ من سكان العالم. وبدأ الترويج لـ "حروب المياه" عام 1995، عندما أعلن نائب رئيس البنك الدولي السابق إسماعيل سراج الدين أن "حروب القرن المقبل ستكون حول المياه ومع ذلك، لم تشن أي دولة حتى الآن حربًا على خلفية الصراع على الموارد المائية. بل على العكس من ذلك، فقد دعمت الأنهار المشتركة دائمًا روابط التعاون والتآزر فيما بينها أكثر من محركات الصراع.
على سبيل المثال، حوض نهر الدانوب، الذي تشارك فيه 19 دولة أوروبية، لم نسمع عن صراع فيما بينها. وقامت دول الجنوب الأفريقي بتسوية مشكلاتها الخاصة بالمجاري المائية المشتركة بتوقيع بروتوكول 1995. باستثناء نهر النيل، الذي تتدفق مياهه بين 11 دولة أفريقية، فإن دولة واحدة فقط تزرع بذور الصراع وتحاول احتكاره والاستئثار بها وحرمان باقي الدول منه. منتهكة عقد كامل قانون الأنهار الدولية.
إثيوبيا، الملقبة بـ "نافورة إفريقيا"، لكثرة انهارها، حيث يتدفق بها 11 نهرا و12 بحيرة. تستخدم المياه كسلاح لفرض هيمنتها على الدول التي تشترك في الأنهار التي تنبع من أراضيها بمنع تدفقها عبر السدود. تحت ستار التنمية وهذه السياسة العدائية الملتوية، لا تتبعها إثيوبيا مع مصر والسودان ودول حوض النيل فقط، بل تمارسها أيضًا على جميع الأنهار الأخرى التي تنبع من أراضيها. مع الصومال وجيبوتي وكينيا وأوغندا، وهو ما يقود إلى حروب المياه لأول مرة في العالم وستكون هي الخاسر في النهاية، إذ يحتل الجيش المصري المرتبة الثالثة عشرة عالميا بينما، يأتي الجيش الإثيوبي في المرتبة الستين.
نبيل السجينى
Nabil.segini@gmail.com