احمد الشامى
أقول لكم فض رابعة .. رواية واحدة لا ثلاث
فض رابعة .. رواية واحدة لا ثلاث
اًثار مسلسل " الاختيار 2" الجدل من جديد حول فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013 بعد سقوط نظام الجماعة الإرهابية بقيادة مرسي، والذي رافقه حرق عشرات الكنائس واستشهاد عدد كبير من رجال الشرطة والمواطنين، عاد المشككون من جديد لممارسه هوايتهم الدائمة لمحاولة نسف الحقائق غير مقدرين قيمة ما حدث وكيف عادت مصر إلى أهلها بعد أن كانت مخطوفة طوال عام كامل، والغريب أنهم يزعمون أن لعملية الفض ثلاث روايات الأولى الرسمية التى أعلنتها وزارة الداخلية، والثانية الحكاية التى يروجها أعضاء الإخوان المجرمين، والثالثة الذين يمسكون العصا من المنتصف مرتدين ثوب الحكمة من النشطاء ودكاكين حقوق الإنسان، والغريب أن الفض وما وقع قبله وأثناء المواجهة مع الملسحين وبعده من أحداث لم يكن سرياً بل حدث أمام العالم كله الذي سجل كل شئ بالصوت والصورة، ومحاولات الحكومة فض اعتصامي رابعة والنهضة دون إراقة نقطة دماء واحدة لدرجة تدخل دول ومنظمات أممية للوصول إلى حل لكن دون جدوي، فقد كان قيادات الجماعة الموتورة يصرون على عودة مرسي الخائن إلى القصر والأهم من ذلك خلق " مظلومية جديدة " لاستخدامها في محاولة البقاء على قيد الحياة، بعد أن ضاع حلمهم في الحكم.
كانت ثورة 30 يونيوشعبية بإمتياز بعد أن أيقن المواطنون خلال عام كامل محاولة التنظيم الإرهابي السيطرة على المؤسسات وأخونتها لإقامة دولة الخلافة المزعومة، ولذا حماها الجيش، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع في ذلك الوقت، لتحقيق طموج الشعب بإقامة دولة مدنية تتخذ من الحداثة منهاجاً لها، لا تعود إلى الخلف وعهود الفكر الظلامي الي حرم المصريون من بلدهم وحولها إلى دولة تابعة محرومة من خيراتها نحو ثمانية قرون ونصف القرن، عقب الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 641 م إبان خلافة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، إذ تناوب على حكم مصرثمان دول هي الأموية والعباسية وتلتها الدولة الطولونية ثم الإخشيدية و الفاطمية والأيوبية والمماليك والعثمانية التي حكمت مصر من عام " 1517 إلى 1923 م" وبعدها ينفرد بعدها الإنجليز بحكم مصر، تاريخ من الكفاج للشعب المصرى الذى قدم الدعم لثورة يوليو 1952 ثم عاد ليثور على الإخوان في عام 2013 الذين خططوا لخطف الدولة ودفعها في الظلام إلى الهاوية، لحماية الهوية المصرية من الإندثار على يد جماعة مارقة لا تعرف سوى تحقيق مصالحها مهما كلفها ذلك حتى لو باعت الوطن.
والروايات الثلاث الي يرددها البعض عن فض اعتصام رابعة المسلح تبدأ بما ساقته وزارة الداخلية من حقائق والتي اعتبرها " القصة الحقيقية" لأنها لم تسرد سوى الشواهد التي سجلها التاريخ فالإخوان أصروا على عدم الفض سلماً وتحولت شرق القاهرة إلى منطقة " مشلولة خارج نطاق الخدمة"، ولو تأخر الفض عن ذلك أسابيع لأصبح من المستحيل فضه، إذ كان يقوده أمام الكاميرات المضلل محمد بديع و محمد البلتاجي، وعصام العريان، وصفوت حجازي، الذين هربوا قبل دخول قوات الأمن لفض الاعتصام وفي مقدمتهم محمد بديع متنكرين في أزياء نسائية، أما القيادة الأخطر التي كانت تقود الجناح المسلح فهو الدكتور محمد كمال عضو مكتب الإرشاد الذي كلف عناصر من الجماعة بتجنيد عناصر شابية وتدريبهم للتصدى لقوات الأمن أثناء الفض، وبعدها تم تجميعهم وتدريبهم وضمهم لتنظيمات مسلحة لتنفيذ عمليات اغتتيال مسلح في القاهرة وسيناء ومحافظات أخرى.
لا أحد يزايد على الحكومة ووزارة الداخلية بالتحديد أثناء فض الاعتصام التسجيلات موجودة وسوف تظل الحقيقة واضحة مضيئة بمطالبة المعتصمين بالخروج من الممر الاًمن، والذي كان له دور كبير في خروج الشباب الذين جندهم محمد كمال أثناء الاعتصام، ويقيني أن الداخلية تعاملت بأخلاق نبلاء وفرسان مع المعتصمين، ولو كان لديها وقت كاف لسمحت للنساء والأطفال فقط بالخروج وألقت القبض على كل الشباب الذين كانوا داخل الاعتصام لأنهم تحولوا إلى مشاريع إرهابيين على يد السفاح محمد كمال وعصابه إذ تمكن من جمعهم بعد الهروب من رابعة وتكوين عدد من التظيمات المسلحة لنفيذ عمليات الاغتيال، وفي عام 2015 وفي ظل هروب محمد كمال شكل ما يعرف يـ" كتائب العمليات النوعية الإخوانية"، بهدف "الإنهاك والإرباك" لقوات الأمن، وكلفها بتقجير المحاكم والمنشآت الأمنية خصوصاً أقسام الشرطة، واغتيال قضاة ورجال شرطة وتفجيرمحطات وأبراج كهرباء، وبعد فشل هذه الخطة أسس الإهابي كمال تنظيم "سواعد مصر"، المعروفة اختصارًا بـ"حسم"، وتولى قيادته وتمكن من تنفيذ عدد من عمليات الإغتيال لضباط شرطة وغيرهم وفى أكتوبر 2016، تمكنت وزارة الداخلية من تحديد مكان الإرهابي كمال في إحدى الشقق بمنطقة البساتين وبعد معركة مسلحة ورفض السفاح تسليم تفسه تم تصفية أخطر إرهابي إخواني بعد ثورة 30 يونيو وهو محمد محمد كمال، وأحد مساعديه ويدعى ياسر شحاتة على رجب، وكشفت التحقيقات أن كمال ومساعده أشرفا على اغتيال النائب العام السابق الشهيد هشام بركات، في 29 يونيو2015 والعقيد وائل طاحون، وعدد من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحاولة اغتيال المفتى السابق الدكتور على جمعة.
أما أعضاء الجماعة الإرهابية البارعون في تزييف الحقائق وفبركة التاريخ فقد انتشروا في منابرهم الإعلامية الخائنة بالتزامن مع عرض مسلسل " الاختيار2" لسرد الرواية الثانية عن الاعتصام، يتحدثون عن سلميتهم ونسوا أنهم تسببوا بغبائهم في مقتل عدد كبير من المواطنين الأبرياء من أجل " مظلومية جديدة" تكون بمثابة طوق نجاة لهم من الإندثار بعد أن علم الجميع بنيتهم وتخطيطهم لبيع الوطن من أجل إقامة دولة الخلافة المزعومة والعودة بمصر إلى الخلف مئات السنين، لكنها قوة الفن وفن القوة الناعمة، إذ إن المسلسل وثّق الأحداث بالصوت والصورة حتى لا ننسى ما حدث في مصر في أعقاب ثورة يونيو، وكان الإرهابي صفوت حجازي، أول من اعترف بوجود أسلحة وذخيرة مع أنصار الجماعة الإرهابية في الاعتصام، قائلاً " اللي هيرش مرسي بالمية هنرشه بالدم»، فيما بلغ عدد شهداء الشرطة 43 شهيداً، منهم 18 ضابطًا، كان من بينهم اثنان برتبة لواء واخران برتبة عقيد، و15 آخرون و9 من المجندين، بجانب موظف مدني، كما أصيب 211 فردًا من رجال الشرطة من بينهم 55 ضابطًا و156 آخرين، في فض الاعتصام المسلح، فمن الذي وجه رصاصات الغدر لكل هؤلاء، أما الرواية الثالثة الي يحكيها النشطاء ومنتفعي دكاكين حقوق الإنسان فهم لا يشاهدون الحقيقة بل يتعاملون مع الأوراق والأرقام والأحلام وكأنهم لا يعيشون في مجتمعهم ولم يشاهدوا ما حدث والمحاولات التي استمرت أسابيع لفض الاعتصام سلماً، لكن الإخوان كان يعلمون أنهم كانوا يمتلكون القرابين وهم المواطنين المغيبين الذين ضحت بهم الجماعة الإرهابية في الاعتصام من أجل أن تظل على قيد الحياة، وهؤلاء وعلى رأسهم البرادعي كانوا يعتقدون أن الانتظار من الممكن أن يصل إلى حل، وكل ذلك يؤكد عدم معرفتهم بتاريخ الجماعة الدموى وان الانتظار كان سيجعل رايعة ولاية إرهابية في قلب القاهرة بعد أن تلقت الجماعة دعماً معنوياً ومالياً لمواصلة التصدى لقوات الأمن,
وأقول لكم، إن فض اعتصام رابعة له رواية واحدة هي القصة الحقيقة التي أعلنتها وزارة الداخلية والتي شهدها العالم كله عبر شاشات التليفزيون، أما الروايات الأخرى فمكانها مزبلة التاريخ، فالجماعة، لم يعد لها مكان في وطننا بعد أن قال الشعب كلمته أمام العالم ورفض محاولات الجماعة الخبيثة لخلط الدين بالسياسة، لكنها لاتزال تواصل جرائمها ضد الوطن و التحريض المستمر ضد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، فقد أقدم الإرهابيون في سيناء قبل أيام على إعدام المواطن القبطي “نبيل حبشي”، خادم كنيسة بئر العبد، ونشروا فيديو لعملية قتله وإعدامه، رميا بالرصاص بعد 6 شهور من اختطافه بشمال سيناء، وبعدها ردت الداخلية بقتل ثلاثة من منفذي العملية، إنها الحرب المقدسة على الإرهاب التي لن تتوف إلا بنهاية التنظيم الإرهابي في العالم.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com