المصرى اليوم
هناء موسى جاد الله
وباء التحرش
كيف وصلنا لتلك الصورة المثيرة للشفقة من التلوث الأخلاقى؟ كيف تركنا خلفنا حلقات بناءة وأفرغناها بجهل أفكارنا وتعصبنا وأفعالنا الفتاكة لأرواحنا وما المكسب من ورائها؟ كل يوم نكتشف كارثة جديدة من تنمر يؤدى لقتل، واختطاف أطفال للتسول بهم من أجل المال أو للاتجار بأعضائهم، وفى الأساس اغتصاب حقوقهم  وقتل أرواحهم بداخلهم.

وبشر انتزعت منهم الضمائر ليتحولوا إلى وحوش مفترسة، لينقضوا على فريستهم بمكر وخداع، وكأنهم لم يولدوا يومًا آدميين! كاد لسانى ينفجر قهرًا وتنهمر دموعى من القلب كالبركان يعصف نيران الاشمئزاز من أفراد غاصوا فى بئر الدونية وحسرة مدوية على مجتمع يكاد يفتك به ليس وباء الكورونا وإنما وباء التحرش فتكًا مبينًا!هل وصلنا لتلك الصور بمرور الوقت مع نسيان إرجاع حقوق سابقات انتهكت حريتهن مع حقوقهن فى التعايش بسلام بإرغام الخرس، من صمم المجتمع عن حقهن؛ فانتشر ذلك الوباء، وببشاعة، بتلك الصورة المهينة ليس على ضحايا ذلك العمل المتدنى والمنعدم الإنسانية فقط، بل على أنفسنا أيضًا. فنحن نُهين أنفسنا بالسكوت، وعدم وجود قانون رادع حتى الآن لمن يتحرش أو ينتهك حق طفل أو امراة فى سلامة حياتهن. فلابد من عقوبة رادعة تؤذيه بمقدار إيذائه.

هناء موسى جادالله
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف