المحرضون ضد مصر
تتعرض مصر لحملة إعلامية ممنهجة يقودها بعض الأبواق الإعلامية الإخوانية المدفوعة، بهدف التحريض ضد قيادتها السياسية والإساءة إلى مواقف القاهرة التاريخية تجاة القضية الفلسطينية، إذ اعتادت نشر الأكاذيب والأباطيل منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين التي تزعم أن مصر لم تتخذ موقفاً قوياً لحماية الشعب الفلسطيني من الإعتداء الغاشم، والغريب أن هذه الشائعات لاقت قبولاً لدى بعض الأشخاص الذين لا يفهمون طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، خصوصاً أن هذه الأحداث الأخيرة اشتعلت في السابع من مايو الجاري نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح إلى الجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس لصالح إسكان مستوطنين إسرائيليين.
لقد خاضت مصر مئات الحروب على مر التاريخ منذ العصر الفرعوني وصولاً للعصر الحديث من أجل حماية المنطقة من الغزاة الذين سعوا للاستيلاء على خيراتها، فضلاً عن بسط النفوذ المصري في ربوع الأرض حفاظاً على حضارتنا، وتعد القوات المسلحة المصرية النظامية منذ نشأتها الحديثة في عهد محمد على في طليعة الجيوش العربية إذ تشكل القوة الأساسية في الدفاع عن الأمن القومي العربي، لذا فقد شاركت في الدفاع عن فلسطين منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948 وحتى عام 1973، إذ خاضت مصر خمسة حروب ضد إسرائيل خلال هذه الفترة بدأت في عام 1948 بعد إعلان وثيقة قيام دولة إسرائيل وهي وثيقة كتبت في 14 مايو 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان ديفيد بن غوريون الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية عودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية، ثم تواصلت حروب مصر ضد إسرائيل في أعوام 1956 و 1967 ـ وحرب الاستنزاف من 1967 إلى 1970، وحرب أكنوبر 1973 التي أعادت الكرامة العربية، كما خاضت حروباً في هذه الفترة أيضا ضد الجيشين البريطاني والفرنسي، وضحت مصر بـ 120 ألف ضابط وجندى من خيرة شبابها من أجل أن تظل القضية الفلسطينية في وجدان كل عربي والعالم كله حتى الاًن ، كما سعت لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي سلماً في عهد الرئيس السادات ومن خلفوه في رئاسة مصر بعد ذلك إلا أن الظروف حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الاًن.
إن من يوجهون سهامهم إلى مصر عليهم أن يعلموا أنها طاشت وأن مصر الكبرى لا يمكن أن تتأثر بهؤلاء المرتزقة الذين يصطادون في الماء العكر ويصبونالزيت على النار، فقد سعى الإخوان منذ سقوط نظام حكمهم البائس إلى استغلال كتائبهم الإلكترونية لنشرخطاب تحريضي ضد مصر لخلق الأزمات ونشرالفتن في المجتمع، إذ تواجه مصر حرباً منظمة من الجماعة الإرهابية منذ ثورة "30 يونيو"، المدعومة من دول أجنبية وأجهزة مخابرات عالمية لا ترغب في استقرارمصر، لوقف خططها الساعية للتنمية الاقتصادية والسيطرة الأمنية وتحقيق التقدم في مجالي السياسة والثقافة، ولذا فأن حرب الشائعات على مصر لم تعد ضد مؤسسات الدولة فقط، لكنها تمتد الاًن إلى إطلاق الشائعات عن مواقف مصر السياسية بهدف إثارة القلق بين المواطنين، لكم مصر بمواقفها التاريخية تمتلك القدرة على تخطى كل هذه الحروب مهما كان من يقف خلفها ويدعمها.
وأقول لكم ، إن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح خطير في يد الكتائب الإلكترونية للجماعات الإرهابية الكارهة لمصر في بث الشائعات، ولذا على كل مواطن أن يكون لديه الوعى المناسب لعدم تصديق كل ما يصل إليه عبر " فيس بوك وتويتر" من هذه الكتائب التي تستهدف الترويج لتلك الشائعات، لزيادة انتشارها بين المواطنين بهدف تحريضهم ضد الدولة المصرية، ولذا فأن حرب الشائعات على مصر لن تتوقف طالما شعر المواطنون بالاستقرار وجني ثمار ثمار التنمية، وعلى الجميع أن يعلم أن عدد الدول العربية و الإسلامية 57 دولة وهي المنضوية تحت سقف منظمة التعاون الإسلامي، ويمتد العالم الإسلامي على مساحة 32 مليون كيلو متر ويبلغ عدد الملسمين في العالم في عام 2021 أكثر من مليارى شخص ولكن ما قدمته مصر لدعم القضية الفلسطينية يفوق كل هذه الدول تقريباً وتالياً فكل هذه الدول مطالبة بالتحرك لمساندة الفلسطينيين ووقف الإعتداء عليهم، بعد أن باتت مصرتخوض مهمة وطنية لمواجهة حروب الجيل الرابع، التي تتمثل في إطلاق الشائعات والأكاذيب لإثارة القلاقل بين الشعب المصري، لكن الدولة تراهن على وعي المواطنين.
Aalshamy610@yah00.com