احمد الشامى
أقول لكم الرصاصة لاتزال في قلبي
الرصاصة لاتزال في قلبي
تحقق النصر ورفع الفلسطينيون رايات المجد واحتفلوا في ساحات المسجد الأقصى بوقف إطلاق النار مع إسرائيل على وقع دعم مصر، بعد أن طرحت رؤيتها وتدخلت في الوقت المناسب لإتهاء الحرب على غزة، فمصر الكبيرة لا تنسى زعامتها وريادتها ودورها التاريخي في حماية أمتها العربية ونصرة قضاياها وفي القلب منها تحريرفلسطين، التي خاضت من أجلها العديد من الحروب منذ عام 1948 حتى أكتوبر 1973 ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن مائة ألف من شبابها فأصبح في كل بيت بمصر جرح وألم نتيجة التضحيات التي قدمها لتظل القضية الفلسطنية صامدة حتى الاًن في ضميرالإنسانية لم ينساها العرب ولا العالم، وصار لسان حال كل عائلة مصرية يردد الرصاصة لا تزال في قلبي، وليس مستغرباً أن الحرب على غزة نكأت جراحاً قديمة عن قوي ودول لا تزال تدير ظهرها للقضية الفلسطنية ولم تتغير مواقفها رغم مرور السنين لأنها اعتادت على الحروب الكلامية بعيداً عن تقديم الدعم للفلسطنيين.
أثبتت القيادة المصرية أنها صاحبة رؤية ثاقبة فسعت إلى إتهاء هذه الحرب من أجل حقن الدم الفلسطيني ولذا لم يكن غريباً أن توجه القادة الفلسطينية الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، والأجهزة المعنية المصرية على تكثيف الاتصالات بقادة الدول الكبرى في العالم والمؤسسات الدولية والأممية لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، فضلاً عن فتح المستشفيات المصرية أبوابها لعلاج الجرحى الفلسطينيين في مصر، ولذا يمكن القول إن الجهود المصرية في لحل الأزمة شملت أكثر من محور، جاء في مقدمتها إنهاء الحرب والبدء في إعادة إعمار غزة وصولاً إلى حل سياسي يتمثل في إقامة دولتين، ليكون بمثابة بداية النهاية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، في ظل الاتصالات المصرية الأمريكية الساعية إلى الحل نفسه لخلق شرق أوسط جديد بلا حروب.
أثبتت القيادة المصرية أن تدخلها لحل الأزمة جاء وفق رؤية شاملة لعدم تفاقم الحرب في المنطقة الملتهبة بسبب صراعات داخلية، ولذا فأن الدور المصري فاق التوقعات المحلية و والدولية حرصاً على استقرار المنطقة بالكامل وحماية الأمن القومي المصري، إذ انطلقت الجهود المصرية مع مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسي في باريس، ليصل قطار التهدئة إلى غزة في الوقت المناسب، لتبدأ بعدها مرحلة الإعمار لإعادة بناء ما دمرته حرب الـ 11 يوماً التي أكدت أن السلام هو الحل، وأن الشجعان فقط هم القادرون على إتخاذ القرارات المصيرية من أجل شعوبهم، لأن قرار السلام صعب ويحتاج إلى مجهود وإرادة مثل الحرب لأنه بمثابة معركة لها جيوش وخطط وأهداف ويتم التوصل إليه بإرادة حقيقية وهذا ما تسعى إليه مصر حالياً.
وأقول لكم، إن ما بذلته مصر من جهود لوقف إطلاق النار في غزة أثبت ثقل القيادة وأكد بما لا يدع مجالاً للشك موقف مصر التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية منذ عام 1948، إذ لم تتوقف عن تقديم المساندة للشعب الشقيق، ولذا كان من الطبيعي أن تسعى مصر لوقف إطلاق النار في غزة لعودة التهدئة مجدداً إلى الساحة الفلسطينية بعد أن انطلقت الشرارة الأولى عقب تهجير الفلسطينين من حي الشيخ جراح، إذ كللت المبادرة المصرية لوقف النار بالنجاح لتواصل تقديم المساعدات الطبية والغذائية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وبعدها تبدأ اتصالات مصرية بالإدارة الأمريكية وغيرها من دول العالم لدعم حل الدولتين لتودع منطقة الشرق الأوسط الحروب وتبدأ مرحلة البناء والتنمية في جميع الدول لتلحق بالدول المتقدمة التي ودعت الصراعات والحروب منذ سنوات، ولذا جاء قرارالرئيس السيسي بتقديم 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة بمثابة عودة الروح للفلسطنيين.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com