د. نبيل السجينى
نحو الحرية – فضيحة الجيش الإثيوبي
فضيحة الجيش الإثيوبي
إن سقوط أكثر من سبعة آلاف جندي من الجيش الإثيوبي في الأسر على أيدي عدد محدود من مقاتلي جبهة تحرير تيجراي واستعادتهم "ميكيلي" عاصمة الاقليم، فضيحة وعار بكل المقاييس العسكرية. وهو ما يعكس مدى ضعف الجيش الإثيوبي الذي لا يتمتع بأي احترافية. اضاعت هيبة الدولة الإثيوبية وسمعة جيشها، خاصة أن الهزيمة المشينة جاءت على يد قوات غير نظامية، وهو ما لا يتناسب مع التصريحات المتغطرسة لمسؤولي وزارة الدفاع الإثيوبية ضد مصر.
لقد انقلبت الحرب في إثيوبيا رأسًا على عقب مع استعادة مقاتلى تيجراي العاصمة، وعلى الرغم من الألم ورائحة الموت في كل مكان، رقص الناس في الشوارع، مبتهجين بانتصار مقاتليهم الذين عادوا بعد فرارهم إلى الجبال عندما اجتاح الجيش الإثيوبي مدينتهم قبل ثمانية أشهر.
أسفرت الحرب الأهلية، التي أشعلها أبي أحمد، عن نزوح مليوني شخص، وتعرض أكثر من 400 ألف للمجاعة، و1.8 مليون آخرين على شفا المجاعة، وخسائر تقدر بنحو 2.3 مليار دولار وهي تعادل 20٪ من ميزانية الدولة. ولم يكتفى بذلك بل دمر جسرين رئيسيين لمنع دخول المساعدات الإنسانية كسلاح حرب، لخنق وتجويع شعب تيجراي.
يبدو أن توريط الجيش الإثيوبي في الصراع الدائر سيصبح المسمار الأخير في نعش نظام أحمد، بل وانهيار الدولة وتفككها، بعد ان أصبح مقاتلي تيجراى لهم اليد العليا في هذا الصراع ،خاصة بعد اعلان الحكومة الفيدرالية وقف القتال من جانب واحد.
نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com