احمد الشامى
أقول لكم 3 يوليو من الثورة إلى الدولة
3 يوليو من الثورة إلى الدولة
على وقع أزمات الشرق الأوسط تثبت مصرقدرتها على حماية مقدراتها، إذ جاء تدشين قاعدة 3 يوليو العسكرية في منطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر قرب الحدود الليبية قبل أيام في حضورالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، دليلاً جديداً على تنامي قوة القوات المسلحة التي تنمو بسرعة غير مسبوقة حتى باتت تشكل تهديداً مباشرة لكل دولة تسعى إلى إثارة غبار المشكلات مع مصر الحريصة على السلام في المنطقة وتدعو لتسوية كافة الأزمات من خلال المسارات السياسية التي تحترم قواعد الشرعية الدولية، ما يعني أن مصرتتجه من عصر ثورة 3 يوليو التي أعادت الأمل إلى الشعب في مستقبل جديد إلى بناء دولة عصرية قادرة على التعامل مع العالم في جميع المجالات.
وتضمن افتتاح القاعدة البحرية العديد من الرسائل للداخل والخارج، إذ إن مشاركة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في افتتاح القاعدة يعني أن مصر حريصة على تحقيق الأمن في ليبيا وحمايتها من أي إعتداءات خارجية وسعي بعض الدول إلى الاستيلاء على ثرواتها، فيما كانت مشاركة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي تأكيداً على عمق العلاقات المصرية الإماراتية ومتانتها منذ عشرات السنين، كما أن وجود عدد من شباب وأطفال عائلة آل زايد، يؤشرعلى أن العلاقات المصرية الإماراتية ستصبح أكثر قوة في المستقبل وتأكيد على أن مصر ركيزة الأمة العربية في مواجهة التحديات، كما يعتبر تدشين القاعدة رسالة ردع لإثيوبيا ولأي دولة تفكرفي السعي إلى الإضراربمقدرات الوطن وهو ما تؤكد عليه القيادة السياسية دائماً إنها ليست من دعاة الحرب، وهو ما يؤكد عليه التاريخ الذي يؤكد أن مصر لم تكن أبداً ساعية إلى الحرب لكنها لا تفرط في حقوقها مهما طال الزمن، إذ لا يختلف إثنان على مكانة جيشنا الوطني في وجدان كل مصرى نتيجة لعقيدته القتالية في الدفاع عن مصر، إذ يعتبر شعاره " الموت أو الشهادة " نبراساً يضئ الطريق لكل مصري ولذا فالشعب كله على قلب رجل واحد، ولذا يحتل الجيش خلال السنوات الأخيرة مركزاً متقدماً في قائمة التصنيف العالمى لموقع "جلوبال فاير باور" الأمريكى المتخصص في تصنيف أقوى جيوش العالم، من 138 دولة.
هذا ما دفع عدد من مركز البحث العالمية إلى نشر مقالات عن صحوة الجيش المصرى ووصوله إلى هذه المرتبة القتالية المتقدمة تحت عنوان " الجيش المصرى.. العملاق المُستيقظ من سباته" تؤكد فيه أن القوات المسلحة المصرية باتت تشهد تطوراً ملحوظاً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعكس هذا اعتبارات عدة وهى التهديدات الأمنية المحلية والإقليمية المكثّفة، إذ يعمل الرئيس السيسي على الدفع لإدخال تغييرات طال انتظارها على عقيدة الجيش المصري وعملية شرائه للأسلحة، وقابليته للعمل المشترك مع القوات المتحالف معها"، ويقينى أن ما يذهب إليه التحليل يحمل كثير من الدقة ، إذ إن الجيش بات حائط الصد الأول للإهاب في مصر والعالم الذى إنطلق بعد أحداث 25 يناير محاولاً إسقاط الدولة خصوصاً في عام حكم الإخوان، ولايزال يسعى إلى إثبات وجوده من وقت لاّخر بعمليات متباعدة في سيناء رغم أنه أصبح يحتضر على أرض الفيروز مثلما حدث في أماكن كثيرة في مصر.
وأقول لكم إن ، إن مصر الحريصة على احترام تعهداتها وجيرانها ولا يمكن أن تهاجم إلا من يحاول الإعتداء عليها، لأن الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب مبدأ حريص على تطوير الجيش من أجل الدفاع عن مصالح مصر الاقتصادية براً وبحراً وجواً، وعلي الرغم من من التدخلات الخارجية في ليبيا إلا أنه لم يسعى للتدخل العسكرى فيها حفاظاً على العلاقات التاريخية بين البلدين وحرصه على الوصول إلى حل سياسي بين أطراف النزاع حتى تعود إلى أهلها في ظل محاولات تأجيج الصراع وتدويله ووجود مرتزقة لاشعال فتيل الأزمة بين فئات الشعب الليبي، إن مصر بتاريخها العريق وجيشها القوى الذي يتم تطويره كل يوم بأحدث الأسلحة في الوقت فيما تجهز وزارة الإنتاج الحربي خطة متكاملة لتطوير ورفع قدرات تصنيع السلاح والمعدات والذخائر بقيمة 7.3 مليار جنيه إذ وضعت الوزارة خطة تتضمن توفير احتياجات القوات المسلحة المصرية في الفترة من " 2020 - 2030 " مع تصدير الفائض عن الحاجة للخارج في الفترة من " 2025 – 2030"، كما تم تجهيز خطة لتطوير صناعة الذخيرة بالتنسيق مع وزارة الدفاع بقيمة 2.8 مليارجنيه وتتضمن رؤية الوزارة المستقبلية إطلاق منظومة متكاملة للدفاع الجوي متوسط المدى، إنتاج دبابة مصرية، وتصميم وتصنيع منظومة حماية للدروع والمركبات القتالية المدرعة وهو ما سيجعل مصر من أكبر الدول المصدرة للسلاح في العالم مستقبلاً.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com