د. نبيل السجينى
نحو الحرية – الجاسوس "بيجاسوس"
الجاسوس "بيجاسوس"
أصبح الهاتف الذكي مصدر قلق كبير للرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين والصحفيين حول العالم خوفًا من الكشف عن أسرارهم، مع ظهور "بيجاسوس"، أقوى برنامج تجسس على الإطلاق، لقدرته على الاختباء في الهاتف المستهدف وصعوبة اكتشافه من قبل المستخدم العادي. واستهدف البرنامج حتى الآن 1400 هاتف، ومصدره إسرائيل، التي باعته عبر الموساد لأكثر من 40 حكومة، تدعي جميعها أن استخدامه يقتصر على تطبيق القانون ومكافحة الإرهاب.
يؤكد خبير الأمن السيبراني تيم ستيفنز أن معظم برامج التجسس السابقة اعتمدت على إجراء اتصال أو إرسال ملفات تجسس عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل أو بالنقر على رابط، بينما لا يحتاج برنامج "بيجاسوس" إلى كل ذلك، فقط مكالمة لم يرد عليها الضحية ليتسلل إلى هاتفه، مستفيدًا من نقاط الضعف في أنظمة التشغيل التي لم تعيرها الشركات المصنعة للهاتف اهتمام لتأمينها. ليبدأ البرنامج مراقبة نشاط الهواتف المستهدفة بالكامل وإحداثيات الموقع وتشغيل الميكروفون والكاميرا والوصول إلى جهات الاتصال وتسجيل المكالمات.
أصبحت "بيجاسوس" وباء تكنولوجي، في ظل عدم وجود تشريع دولي شامل يجرم التجسس واختراق الهواتف، ولا يوجد سوى تشريعات داخلية تخص الدول ومواطنيها، مما يجعل الأمر معقدًا للغاية، خاصة وأن الشركة المصنعة للبرنامج لن تكشف عن عملائها من الحكومات.
وتتطلب مواجهة هذا البرنامج الذي ينتهك الخصوصية وقوانين حماية البيانات تشريعات دولية ملزمة لجميع الدول، وان يمارس المجتمع الدولي والإعلام ضغوطًا كافية لفضحه. اما الشركات المصنعة للهواتف فهى مطالبة بإجراء تحديثات لأنظمة تشغيلها لتأمينها.
د . نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com