الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم حروب الجيوش الإلكترونية
حروب الجيوش الإلكترونية
وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، خريطة طريق لدعم الشعب العراقي للخروج من أزماته التي تكاد تعصف بمستقبله وقدرته على تحقيق الاستقراروالبناء،إذ وجه رسائل عدة مهمة إلى قيادات وأبناء الأمة، ناصحاً إياهم بكلمات رقيقة قائلاً " حافظوا على بلدكم "، وهذه الكلمات لا تصدر إلا من قائد حريص على حماية وتقدم وطنه، وهذا هو الهدف الأسمى من عقد مؤتمر" بغداد للتعاون والشراكة في العراق"، السبت الماضي والذي شارك فيه عدد من زعماء دول الشرق الأوسط إضافة إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، الساعي إلى إقرار التطور والأمان والسلام في هذه المنطقة الملتهبة من العالم بعد قرار واشنطن بالإنسحاب منها خصوصاً من العراق وأخيراً من أفغانستان ما سيعطي الفرصة لإنتعاش الإرهاب بعد مجهود كبير بذلته غالبية دول المنطقة خلال السنوات الماضية لمحاربة تنظيمات العنف.
لقد حان الوقت لوضع استراتيجية إقليمية ودولية لمكافحة التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط فضلاً عن ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام ودعم الجهود والمساعي الدائمة من أجل التعاون للتصدى لمحاولات العديد من تنظيمات العنف التي يقودها الإخوان للسيطرة على دول المنطقة لإقامة دولة الخلافة المزعومة في ظل مجتمع مُعَوْلم، تسيطر عليه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال شبكة الإنترنت التي باتت تستخدم هذه التكنولوجيات لارتكاب الأعمال الإرهابية أو التحريض عليها أو التجنيد لها وتمويلها والتخطيط لها، ما جعل كل دول العالم مطالبة بالتعاون إقليمياً ودولياً من أجل وقف تمدد العنف في العالم خصوصاً في الشرق الأوسط الذي باتت عدد من دوله ملاذات اًمنة للإرهابيين بل وتقدم لهم الدعم وقنوات تليفزيونية لنشرالفتنة في الكثير من الأماكن.
لقد باتت الكثير من دول العالم تحشد جيوشاً مختلفة لمواجهة "الإرهاب" الرقمي بمؤازة القوات المسلحة التي تحارب على الأرض، إذ شرعت الكثير من دول العالم في بناء جيوشها الخاصة بالهجمات الإلكترونية، وهو ما يطلق عليه " الأمن السيبراني" وهي تعتبر بمثابة جيوش جديدة لمواجهة "الإرهاب" الرقمي الذي ينتشر حالياً خصوصاً بين الدول الكبرى وتستخدمه بعض التنظيمات الدموية، إذ تقود بعض الدول هجمات إلكترونية على أخرى بهدف تعطيل الأجهزة الإلكترونية أو الاستيلاء على معلومات مهمة تفيد الدولة المعتدية، وهو ما دفع البيت الأبيض أخيراً إلى مطالبة كبرى شركات التكنولوجيا والمؤسسات المالية وبعض شركات البنية التحتية، بذل المزيد من الجهود للتغلب على التهديد المتزايد الذي تشكله الهجمات الإلكترونية على الاقتصاد الأميركي، فيما تمكنت شركة أمريكية من تصنيع جهاز للأمن السيبراني في السعودية وأثبتت أبحاث أمريكية أن طبيعة الحرب نفسها قد تغيرت ما تسبب في سباق تسلح رقمي جديد يتحدى أساسيات المجتمعات، خصوصاً بعد أن باتت " الأسلحة السيبرانية" متاحة لأغراض إرهابية في أيادي الكثير من التنظيمات الدموية لأغراض هجومية.
لفد استولت حركة طالبان على أعداد كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية الأميركية من قوات الأمن الأفغانية في الوقت الذي تسرع الجماعة من سيطرتها على البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية فجأة بعد 20 عاماً من دعم الرؤساء الشرعيين للدولة، وباتت طالبان الآن تمتلك مركبات عسكرية ومدافع مضادة للطائرات ودبابات مدرعة ومدفعية أميركية الصنع وذخائر تستخدمها في شن هجمات على المعارضين في الدولة، ومن المعروف أن أول من تحدث عن " الأمن السيبراني" مع بداية الألفية الجديدة المفكر الأميركي جوزيف. اس. ناي، صاحب رؤية "القوة الناعمة"، والذي يرى أن هناك عدة قوى حول العالم إضافة إلى الدولوشركات السوشيال مديا تمثل العناصر المحركة الرئيسة في هذا المجال، مضيفاً أن الجماعات الإرهابية، والعصابات الإجرامية تستخدم هذا الفضاء لسرقة المعلومات وتسهيل كل ما هو غير مشروع من ارتكاب عمليات العنف إلى تجارة البشر والسلاح، من خلال الإنترنت.
الاًن أصبح الشرق الأوسط مسرحاً لحروب الجيوش الإلكترونية التي تشنها تنظيمات الإرهاب لبث حملات الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي لتخويف المواطنين في دولة ما وقتلهم أحياناً لإثارة الفوضى وتحقيق أهدافها التي لا تخلو من محاولات السيطرة على الدول وتنفيذ أفكارها الهدامة إذ تستخدم هذه التنظيمات سلاح الهواتف الذكية وتطبيقات السوشيال ميديا خصوصاً فيس بوك وتويتر، إذ يلجأ تنظيم الإخوان الإرهابي إلى تشكيل ما يسمى بـ " اللجان الإلكترونية " وهم "مجموعة من الأفراد تنتحل هويات مزيفة من أجل المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي ومنتديات الإنترنت لتبعث برسائل وشائعات للمواطنين بهدف التشكيك في مقدرات الدولة".
وأقول لكم، إن مصر من واقع قيادتها لمكافحة الإرهاب في العالم، حرصت على المشاركة في مؤتمر بغداد لدعم الشعب العراقي وفي الوقت نفسه مطالبة كل دول العالم بالتحضر وزيادة الوعي لمواجهة الإرهاب العابرللحدود والذي بات يتلقى دعماً من دول وجهات كثيرة خصوصاً أن العراق كانت ولا تزال هدفاً مهماً لهؤلاء الإرهابيين الخونة الذين يسعون لفرض سيطرتهم عليها وعلى الكثير من دول المنطقة لكن عليهم أن يعلموا أن مصر ستفسد كل مخططاتهم الإجرامية وسيعود الشرق الأوسط بقيادة مصر أكثر استقراراً مهما كانت مخططات الكارهين الذين لا يتوقفون عن بث الفتن بين الشعوب التي دفعت ثمناً باهظاً لانتشار هذه التنظيمات في الكثير من دول الشرق الأوسط، وأخيراً أصبحت أفغانستان فريسة لهذه التنظيمات الساعية إلى نشر الفوضى في العالم.

أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف