الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – الصحافة للحوار والنقاش
الصحافة للحوار والنقاش

في ظل عالم يسوده الشك وعدم اليقين والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، يبحث المجتمع عن مؤسسات تدعمه تضمن له الوصول إلى المعلومات الصادقة، وأهمها الصحافة المستقلة، التي تعد منارة للديمقراطيات وضامنها.

لكن المفارقة أن الصحافة والإعلام الغربيين يشهدان حاليًا تراجعًا كبيرًا بسبب الرقابة الذاتية والأزمات الاقتصادية التي تهدد بقائهم واستمراريتهم، وهو ما ينعكس في انعدام الأمن الوظيفي للعاملين في هذا القطاع. حتى وسائل الإعلام الأمريكية المهنية مثل سى ان ان وفوكس نيوز تقدم آراء دون حقائق أو أدلة وتلون الأخبار الخاصة بالاقتصاد الأمريكي، وتتلاعب بأعداد ضحايا كورونا وتقلل من شأنها، بينما تعمل على تضخيمها في دول أخرى مثل الهند للتغطية على ما حدث و يحدث في بلدهم.

الصحفي أو الإعلامي إنسان عليه قيود وقد يخطئ ويتبنى آراء متطرفة، لكنه ليس عدوًا ولا يجب تصنيفه على أنه خائن لبلده. دعونا لا نغلق أبواب الحوار والنقاش، ولا نكون أنانيين بحجب الأفكار مهما كان تطرفها ونترك الصحافة لتواجهها وتدحضها بدلاً من انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتتلقفها المنصات المرتبطة بالحركات الإرهابية المتطرفة لتوصيل خطابها المسموم لتدميرنا، علينا أن نثق في الصحافة والدفاع عن حريتها، سواء كانت جيدة أو سيئة، فهى في النهاية صحافة مهنية تدعم الدولة.

هناك صحف وقنوات وصحفيون وكتاب رأي ومذيعون ومحللون وخبراء ،لكن القارئ لن يقرأ ولا يشاهد أو يستمع إلا لمن يحترم منهم عقله وينشر الوعي والحقيقة.

د . نبيل السجيني

nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف