د. نبيل السجينى
نحو الحرية – العيش معا يحصنهم من "الموت الاجتماعي"
العيش معا يحصنهم من "الموت الاجتماعي"
يصادف الأول من أكتوبر اليوم العالمي لكبار السن، الذين يمثلون أكثر من 12٪ من سكان العالم، يعيش معظمهم في وضع خطير مع انتشار جائحة كورونا التي أودت بحياة خمسة ملايين شخص ثلثهم كان فوق سن 65، بسبب ضعف جهاز المناعي والأمراض المزمنة.
وتتفاقم هذه الظاهرة في مصر والمنطقة العربية مع تزايد عزلة كبار السن وسط إهمال من جانب غالبية الأبناء والأقارب الذين يحجمون على رعايتهم والإقامة معهم ليعيش الإباء والأمهات مرارة الوحدة دون أن ينعموا بزيارة الابناء أو حتى مكالمة هاتفية لفترات طويلة، مما يشعرهم بالاكتئاب فضلا عن معاشاتهم المنخفضة التي لا تمكنهم من الترفيه والسفر ليصبح مصير هؤلاء "الموت الاجتماعي".
وأظهرت أبحاث فرنسية هذا العام أن هناك أكثر من مليوني فرنسي مسن لم يلتقوا أبدًا بأقاربهم أو عائلاتهم أو أصدقائهم أو جيرانهم، وهو ضعف العدد في عام 2017.
هناك تجارب رائدة في الغرب أثبتت فعاليتها لحل هذه المعضلة ومنها ربط دور المسنين بدور الأيتام حيث يساعد ذلك كبار السن على تخليصهم من الشعور بالوحدة وفي نفس الوقت يقدمون طواعية الرعاية والتعليم للأطفال الأيتام.. لماذا لا تستعين الدولة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية بهذه التجربة؟.
إن تعايش الأيتام وكبار السن معًا في مكان واحد يوفر بيئة أسرية صحية تعوض الطرفين عن غياب وفقدان الحياة الأسرية واستغلال أوقات فراغهم بطريقة إبداعية. عبر أنشطة حرفية بسيطة مثل انتاج المواد الغذائية والحيوانية يمكنهم كسب لقمة العيش بكرامة وإنقاذ الايتام والمشردين من الضياع.
د.نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com