الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – القتال في إثيوبيا يدخل العالم الافتراضي
القتال في إثيوبيا يدخل العالم الافتراضي

منذ اندلاع المعارك العسكرية في إقليم تيجراي في نوفمبر من العام الماضي، اندلعت معارك أخرى بالتوازي على الإنترنت وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة بين أنصار الحكومة المركزية في مواجهة المعارضة بقيادة جبهة تحرير تيجراي.

تشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد إلى أن الجبهة الجديدة على الإنترنت تهدف إلى السيطرة على الخطاب السياسي الإثيوبي، حيث يسعى نشطاء تيجرايان إلى رفع مستوى الوعي بالنزاع والتأثير على الرأي العام الداخلي والمجتمع الدولي ووسائل الإعلام الأجنبية لكشف الواقع على الأرض.

وسعى أنصار رئيس الوزراء أبي أحمد في أديس أبابا إلى تشويه سمعة أي محتوى يتعارض مع رواية الحكومة الفيدرالية باعتباره معلومات مضللة، حتى التغطية الأجنبية. بينما تضمنت الحملات الإعلامية الحكومية خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والدعاية السوداء.

أنفقت حكومة أديس أبابا ملايين الدولارات لتجميل صورتها في الداخل والخارج، بلا طائل وفشلت وسائل الإعلام الحكومية في أن يكون لها أي تأثير يذكر على المواطن الإثيوبي أو المجتمع الدولي لإقناعه بشرعية وعدالة ممارسات الحكومة القمعية، وأصبح أغلب الأثيوبيين يتشككون من أي تصريحات تأتيهم من المسؤولين الحكوميين.

والغريب أن الحكومة الفيدرالية تعتبر التغطية الإخبارية الغربية للقتال في تيجراي منحازة ومتعاطفة مع المعارضة. في حين أن "معظم عناوين الصحف الإثيوبية ومحتواها ما زالت تنكر وتغض الطرف عن حرب الإبادة التي يمارسها الجيش الإثيوبي في تيجراي وتتهم في الوقت نفسه المعارضة بإحداث الفوضى وتهديد استقرار البلاد.

من سينتصر في معارك الإنترنت الحكومة أم المعارضة الاثيوبية؟

د. نبيل السجيني

nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف