الأهرام
د. نبيل السجينى
قادش أول انتمصري على إسرائيل
قادش أول انتمصري على إسرائيل

في هذه الأيام تحل الذكرى الخامسة والستون للعدوان الثلاثي على مصر الذي قادته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا ردا على تأميم قناة السويس وإسقاط النظام الملكي في مصر، ودعم الرئيس جمال عبد الناصر ثوار الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي وحظر مرور السفن الإسرائيلية القناة.

بعد أكثر من ستة عقود، تعترف الصحف الإسرائيلية بانتصار مصر السياسي بلا منازع وهزيمة إسرائيل في عدوانها على شرم الشيخ والعريش وغزة، والذي أطلقت عليه عملية "قادش"، في إشارة إلى المعركة التي دارت بين الملك رمسيس الثاني والحيثيين.

كان لهذا العدوان تداعيات جيوسياسية جذرية على المنطقة وعلى العالم بأثره. حيث عززت الأزمة بقوة سيطرة مصر على قناة السويس وموقعها القيادي للعالم العربي ضد الاستعمار الغربي. وغربت الشمس على الإمبراطوريات القديمة لصالح القوى الصاعدة، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

ووقف المجتمع الدولي بقوة إلى جانب مصر وانهالت الإدانات الدولية القوية في أعقاب الغزو وأدانت الولايات المتحدة سلوك إسرائيل وفرنسا وبريطانيا، وهدد السوفييت والكتلة الشرقية بإطلاق صواريخ على الدول الثلاث وإرسال قوات تحارب إلى جانب مصر، ورد العالم العربي بقسوة، وفرضت السعودية حظراً نفطياً على كل من فرنسا. وبريطانيا.

ويؤكد العدوان الثلاثي أن المعارك بين الدول لم تعد فقط في ساحات القتال بل هناك حروب على طاولات التفاوض والانتصارات فيها ليست عسكرية بل سياسية ودبلوماسية.

ستنتصر مصر مرة أخرى في معركة سد النهضة دبلوماسيا وتنتزع حقوقها العادلة دون حلول عسكرية؟

د. نبيل السجيني

nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف