الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – فلسفة العواصم الجديدة
فلسفة العواصم الجديدة

خلال المائة عام الماضية، قامت 30 دولة بنقل عواصمها، بما في ذلك البرازيل (برازيليا) وتركيا (أنقرة) وأستراليا (كانبيرا)، ويفكر أكثر من 40 دولة حاليًا الانتقال إلى عواصم جديدة؛ لا يقتصر الأمر على الدول النامية، بل يراود أيضًا الدول المتقدمة مثل اليابان وبريطانيا وكوريا الجنوبية.

الأسباب كثيرة، منها تركز السكان في العواصم القديمة. ففي أمريكا اللاتينية وأفريقيا، يعيش 25٪ من السكان في العاصمة، ويعيش 25 مليون نسمة في القاهرة، أي ربع سكان مصر.

إن إنشاء مدن ومراكز جديدة متميزة له مزايا اقتصادية، وفى إعادة التوطين، والحراك الاجتماعي، وخلق فرص عمل جديدة ويقلل من احتكار العواصم القديمة للموارد والوظائف، فضلا عن الاعتبارات الأمنية والاستراتيجية.

قد تلعب المنافسة الجيوسياسية دورًا في نقل العاصمة. كان بناء البرازيل إلى برازيليا لتقويض تطلعات الأرجنتين للقيادة الإقليمية في أمريكا اللاتينية. وتسعى دول لنقل عواصمها لخطورتها، فهي مناطق نشطة زلزاليًا أو معرضة للفيضانات، مثل طهران ودكا وجاكرتا.

في بعض الأحيان وقد يكون موقع العاصمة بكرا، وليس من قبيل الصدفة أن بناء العديد من العواصم الجديدة وسط المستنقعات الاستوائية ورمال الصحراء مثل واشنطن العاصمة ومكسيكو سيتي وسان بطرسبرج.

لا شك أن الانتقال إلى عاصمة جديدة هو خطوة نحو التطور السياسي، بعدها يصبح مجلس الوزراء والبرلمان أمام خياران، إما توسيع النطاق الجغرافي لمحافظة القاهرة ليشمل العاصمة الإدارية أو تعديل الدستور. حيث تنص المواد 222،191،114 من الدستور على أن "القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية". ومقر الحكومة ومجلس النواب والمحكمة الدستورية.

د.نبيل السجيني

nabil.segini@gmail.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف