احمد الشامى
أقول لكم - 25 يناير: عيد الشرطة..لا ذكرى الثورة
25 يناير: عيد الشرطة..لا ذكرى الثورة
على وقع الانقسام الإخواني بدأ إعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للجماعة في التحرض على الفتنة في 25 ينايرالمقبل رغم العداء المتنامي لمثل هذه الدعوات من قبل المصريين الذين ذاقوا مراراة الإرهاب والخراب والدمار الذي طال الكثير من مؤسسات الدولة عقب أحداث يناير، فأصبح الاحتفال بهذا اليوم باعتباره عيد الشرطة فقط لاذكرى ما يطلق عليها الثورة التي خفت بريقها بعد أن كسرت قلوب المصريين وباتت تشعل أوجاعهم إذ ظلت الدولة سنوات بعدها في مهب الريح لا تقوى على العودة من جديد لأن الأحلام لا تتحقق بالتمنيات إنما بالإرادة التي تصنع المعجزات، وهوما فعله المصريون الذين صاروا يحتفلون بعيد الشرطة الذي عاد ليتذكروا ما حدث في صباح 25 يناير 1952، عندما رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية للقوات البريطانية، ما أدى إلى وقوع معركة بين رجال الشرطة والقوات البريطانية وأسفر ذلك عن استشهاد 56 شرطياً مصرياً وإصابة 73 اًخرين، و في فبراير 2009، أقرّ الرئيس الأسبق مبارك باعتبارهذا اليوم عيداً للشرطة.
بصراحته المعهودة حذرالرئيس عبدالفتاح السيسي، من تكرار سيناريو 2011 مرة أخرى لما له من آثار سلبية على الدولة التي ذاقت مرارة الهزيمة نتيجة ما حدث في 25 يناير، قائلاً خلال افتتاح مصنع اليوريا ونترات الأمونيا في مدينة كيما بمحافظة أسوان خلال أسبوع الصعيد " أنا لن أنسى 2011.. لن أنساها والمفروض يا مصريين متنسوهاش أبداً في كل إجراء وخطوة بتتعمل..اللي أنقذكم ربنا وحده اللي أنقذ البلد دي من مصائر الدمار والخراب لأجل خاطر الـ 100 مليون والناس الغلابة ولحكمة إلهية، طيب أكرر المسار ده تاني، لا والله"، هكذا جاءت رؤية قبطان سفينة الوطن الذي يرى ما لايراه الجميع، ولذا على المصريين أن يستمعوا وينصتوا إليه فالعالم كله وفي القلب منه مصر يواجه تحديات كثيرة، ودولتنا تحديداً في مرمى نيران الإرهاب الإخواني ودول كبرى تسعى لوقف مسيرتنا نحو المستقبل ولذا فأن التهديدات التي تواجهها تجعلها أكثر حرصاً على امتلاك القدرة الشاملة للحفاظ على مقدرات الشعب الساعي إلى تحقيق التنمية التي غابت عنه طوال عشرات السنين والدولة حريصة على إتخاذ ما يلزم من إجراءات صارمة لحماية حقوقها ومكتسباتها وشعبها.
إن التحديات التي تواجه مصر حالياً لم تمر على بلادنا من قبل بعد أن باتت سياسية واقتصادية واجتماعية، ولذا على الشعب أن يعلم ما يحاك ضده من مؤامرات ويمضى في تنفيذ رؤية القيادة لبناء وطن متقدم قادر على التصدى والتحدي وحماية إنجازاته بعد أن تنوعت التحديات بين خارجية وداخلية لم تشهدها مصر علي مر التاريخ أصبحت تحارب على كل الجبهات الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية في اًن واحد، عبر وكلاء ينفذون أجندة الهدف منها كان ومازال حصار الدولة المصرية ومحاولة إسقاطها وتفكيك مؤسساتها الوطنية، لإعادة التنظيم الإرهابي إلى مصر بعد أن باعها بأوراق البنكنوت، ليحقق للخارج هدفه الأسمى في إسقاط الدولة وتقسيمها لكن يقيني أن الشعب قابض على حلمه ولن يتركه لهؤلاء المرتزقة ليحرقوه.
وأقول لكم، إن ما تشهده محافظات الصعيد من تنمية حالياً يعتبر إنجازات غير مسبوقة لم تحدث من قبل، إذ دشن الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من المشروعات القومية العملاقة في كافة محافظات الجنوب الذي كان مهمشاً مئات السنين، ولم يتوقف التحديث على الصعيد فقط بل طال كل مكان على أرض مصر، إذ أنشأت وطورت الحكومة 6600 كيلو متر من الطرق، والتي يأتي في مقدمتها إنشاء محاور التنمية على النيل في الصعيد ويصل عددها إلى 14 محوراً بتكلفة 23.5 مليار جنيه، فضلاً عن تنفيذ 365 جسراً ونفقاً بتكلفة 50 مليار جنيه، بما يسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي والنفاذ إلى الأسواق والصادرات، وتزامن ذلك مع تطوير السكك الحديد بتكلفة 32 مليار جنيه، وإنشاء 14 مدينة جديدة من الجيل الرابع في الصعيد فقط، إذ تتبنى مصر استراتيجية شاملة لتحسين مناخ الاستثمار وإنشاء بيئة مواتية وحاضنة تشجع مجتمع الأعمال على التوسع في الإنتاج، وهو ما يدعم التوقعات الإيجابية لآفاق الاقتصاد المصري في عام 2022، لا سيما مع التغلب على تداعيات جائحة كورونا وانعكاساتها على المؤشرات الاقتصادية، بشهادة عديد من المؤسسات الدولية إذ توقع صندوق النقد الدولي، أن يصبح الاقتصاد المصري ثاني أكبر اقتصاد على المستوى العربي والإفريقي في 2022، وذلك بقيمة 438.3 مليار دولار، وتشير توقعات الصندوق إلى تحقيق مصر معدلات نمو تصل إلى 5.4 بالمئة خلال العام نفسه ، كما تشير تقديرات البنك الدولي إلى ارتفاع معدل نمو الاقتصاد المصري في العام المالي 2021-2022 إلى 5 بالمئة، وذلك مقارنة بـ3.3 بالمئة في العام المالي السابق عليه، هكذا أصبح الاقتصاد المصري قوياُ بشهادة المؤسسات الدولية، بعد أن كان منهاراً عقب 25 يناير 2011 ولذا على كل مصري أن يفخربوطنه وما تحقق فيه من إنجازات لم تحدث منذ اًلاف السنين.
أحمد الشامي
AALSHAMY610@YAH00.COM