د. نبيل السجينى
نحو الحرية – سر المعجزة الكورية.. التصدير او الموت
سر المعجزة الكورية.. التصدير او الموت
يجب ألا تمر زيارة الرئيس الكوري مون جيه لمصر الأسبوع الماضي مرور الكرام. فقد تحولت كوريا الجنوبية من مستعمرة يابانية قائمة على الزراعة، الى رائدة التكنولوجيا العالمية. ويتجلى ذلك في تحويل محل بقالة صغير في عام 1938 إلى أكبر شركة مصنعة لرقائق الكمبيوتر والهواتف والتلفزيون في العالم تنتج حاليًا ما يقرب من 15 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
كانت القيادة العسكرية التي قادت البلاد في ستينيات من القرن الماضي سلطوية وقمعية، لكن التزامها العملي والمرن بالتنمية الاقتصادية حولها إلى "معجزة نهر هان" حيث انطلقت التنمية الاقتصادية بقيادة الجنرال بارك تشونج على السلطة عام 1961.رافعا شعار "التصدير أو الموت" وأجبر الفاسدين والأثرياء في البلاد على الاستثمار في الصناعة الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية. وحظر استيراد السيارات المستوردة واستبدالها بالسيارات الوطنية حتى تلك التي يستخدمها كبار المسؤولين.
كان الدعم القوي للبحث والتطوير محوريًا في خطته التنموية الأولى عام 1962 بتأسيس المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا ووزارة العلوم والتكنولوجيا. وكانت ثمرة "التعاون الوثيق بين الحكومة والصناعة والجامعات" ان أصبحت رائدة على مستوى العالم في البحث والتطوير والإلكترونيات والاتصالات وتصدير الصناعات الثقيلة والسيارات.
مطلوب من مراكز الأبحاث والمؤسسات المصرية تحليل التجربة الاقتصادية الكورية بعناية لفهم أسرارها وكيف قفزت في غضون بضعة أجيال، من دولة من العالم الثالث ذات اقتصاد زراعي متخلف يعتمد على المساعدات الخارجية لدولة من العالم الأولى لتمثل اليوم القاعدة الصناعية الأكبر والدور الفعال الذي تلعبه المؤسسات السياسية في دفع عجلة الاقتصاد ومواجهة الفساد؟ وحماية القطاعات الرئيسية للاقتصاد، وكيف يستفيد الاقتصاد المصري من المعجزة الكورية؟
د. نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com