احمد الشامى
أقول لكم أمن الإمارات.. «خط أحمر»
أمن الإمارات.. «خط أحمر»
تجسد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الإمارات الكثير من المعاني، وتحمل العديد من الدلالات، إذ جاءت في وقت يتصاعد خطرتهديد أمن منطقة الخليج من بعض الدول والجماعات المارقة، خصوصاً ميليشيا الحوثي الإرهابية التي استهدفت منشآت مدنية في أبوظبي خلال الأيام الماضية بصواريخ بالستية، ولذا تعد الزيارة رسالة للتأكيد على أن أمن دولة الإمارات «خط أحمر» لن تسمح مصر بتجاوزه، إذ إن مصرحريصة علي دعم الدولة الشقيقة حكومة وشعباً ضد الهجمات الإرهابية مهما كان مصدرها، وأن استراتيجية "مسافة السكة" لحماية أمن الخليج جاهزة للتنفيذ لصد أي عملية حوثية أو من أي دولة أخرى تجاه الأراضي الإماراتية، ولذا جاءت مباحثات الرئيس، مع سموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الوقت المناسب للتأكيد على أن الأمن القومي لمصرمرتبط بالأمن القومي للإمارات وكافة دول الخليج التي نحرص على استقرارها من أجل التنمية في منطقة الشرق الأوسط التي صارت بؤرة للصراعات في العالم بسبب تشابك مصالح الدول الكبرى فيها ولذا تحتاج إلى قادة حكماء قادرين على التصدي والمواجهة وتحويل الرؤي إلى حقائق.
تشهد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تطوراً قوياً على كافة الأصعدة منذ تولى الرئيس السيسي الحكم عام 2014 خصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولذا فأن القاهرة لا يمكن أن تتغاضى عما تتعرض له أبوظبي من عمليات إرهابية لضرب استقراردولة الإمارات المتصالحة المتسامحة مع الاًخرين، منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبرعام 1971 عقب اتفاق تم بين المغفورلهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي في ذلك الوقت، إذ أعلنا قيام اتحاد يضم أبوظبي ودبي انضم إليه بعد ذلك إمارات أم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة والشارقة وعجمان، لتتحول إلى دولة عملاقة خلال 50 عاماً فقط، لقد أكد الرئيس السيسي، خلال لقاء مع ملك البحرين حمد آل خليفة، ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، في قصر الوطن بالعاصمة الإماراتية، أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام الهجمات الحوثية ولن تقبل بتهديد أمن الإمارات واستقرارها ومواطنيها، فضلاً عن دعم مصرلكل ما تتخذه الإمارات من إجراءات للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم إرهابي حوثي يستهدفها وفقاً لمبدأ «الدفاع عن النفس» الذي يعطى لأى دولة الحق في الرد على من يهدد أمنها.
إن الدعم المتبادل بين الدولتين تجلى في أزهى صورة في وقوف القيادة الإماراتية مع الشعب المصري خلال ثورة 30 يونيو 2013، من أجل وأد الفكر المتطرف الذي تمثل في وصول الإخوان إلى حكم مصر، وواصلت الإمارات دعمها للقاهرة اقتصادياً إذ تستثمر1165 شركة إماراتية في العديد من المجالات الصناعية والتجارية ما جعلها شريكاً في التنمية التي تحققت في مصرخلال السنوات الماضية من أجل مواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط التي تهددها اضطرابات خطيرة نتيجة الصراعات في الكثير من الدول، لكن العلاقات بين البلدين التي انطلقت عام 1971 بعد إعلان قيام دولة الإمارات تحت قيادة المغفورله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أوصى أولاده بمصرقائلاً: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم وهي بالنسبة للعرب القلب، وإذا توقف القلب فلن يكتب للعرب الحياة ".
لقد جاءت زيارة الرئيس للإمارات عقب ساعات من الاحتفال بعيدي الشرطة وثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي دعا خلالها الجميع لاستنهاج الهمم من أجل مستقبل أفضل تستحقه مصر، إلا أن قوى الشر والظلام كان لها رأي اًخر، إذ بث أحد عناصر الإخوان الإرهابية الهارب في أمريكا فيديوعبر صفحته على " فيس بوك" زعم أنه يحتوى على مقطعين لوقائع تعذيب في أحد أقسام الشرطة، لكن وزارة الداخلية نفت صحتهما وقالت في بيان، " إن المقطعين تم فبركتهما بهدف نشر الشائعات والأكاذيب"، ليتأكد للجميع إن هذه الجماعة التي لا تقل خيانة عن الحوثي ولن تتوقف عن نشر الأكاذيب والشائعات ظناً منها أنها من الممكن أن تسقط الدولة المصرية لكنها لن تتمكن من اغتيال الوطن والاستيلاء على مقدراته وهو ما سعت إليه منذ وجود التنظيم عام 1928 حتى سار عقيدة الجماعة الإرهابية عبرنشر الفوضى والفكر التفكيري لمؤسس التنظيم حسن البنا والقيادي سيد قطب".
وأقول لكم إن، القائد العظيم يقود الشعب الأعظم وهوالذي يمتلك القدرة على التغيير للأفضل، ولذا فالرئيس السيسي حريص على استقرار المنطقة وليس مصرفقط، وسنظل نحارب الإرهاب في كل مكان داخل الحدود أو خارجها، إذ يظن تنظيم الإخوان الإرهابي أن ما حدث عقب 25 يناير 2011 من تخريب من الممكن أن يتكرر ولذا لا يتوقف عن التحريض ضد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة وذلك من خلال الاتفاق بين قيادات الجماعة الهاربين في الخارج وشركات علاقات عامة في أوروبا وأمريكا لإنشاء قنوات تليفزيونية ومواقع تواصل وكتائب إلكترونية إرهابية لنشر وفبركة الفيديوهات عن إدعاء حدوث تعذيب في السجون ليظل ملف حقوق الإنسان مفتوحاً في محاولة لتشويه سمعة مصر في الخارج فضلاً عن التشكيك في الإنجازات والإساءة إلى الجيش والشرطة والقضاء، لكن كل هذه المحاولات تتفتت على صخرة إرادة الشعب الحريص على المضى إلى المستقبل وعدم العودة إلى الخراب.
Aalshamy610@yah00.com