الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم - هناك أشياء تستحق القتال من أجلها
هناك أشياء تستحق القتال من أجلها
تثبت الأيام أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، الاستراتيجية لبناء جيش قوى لم تأتي من فراغ بل تهدف إلى الحفاظ على مقدرات الوطن، لأن الخائفون لايمتلكون القدرة على التشييد، والأيدي المرتعشة لا تقوى على تعمير الأوطان، وضع القائد الأعلى للقوات المسلحة، نصب عينيه منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2014 على تطويرالقوات المسلحة لرفع كفاءتها القتالية لتكون على أعلى درجات الاستعداد للدفاع عن أمن الوطن وحماية حدوده على جميع الجبهات، ولذا لم يكن غريباً أن يحتل الجيش المصري المرتبة الأولى في ترتيب وتصنيف الجيوش الأكثرقوة في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تقريرموقع «جلوبال فاير باور، الأمريكي المختص بتصنيفات الجيوش عالمياً لعام 2022»، والذي يرصد الجيوش الأكثر قوة في العالم، إذ حلت مصر في المرتبة 12 عالمياً والأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا، تليها تركيا في المركز 13، وجاءت إيران الـ 14، أما إسرائيل فقد جاءت 18 في الترتيب، وحلت السعودية في المرتبة 20، وذلك فيما يتعلق بتقريره عن الشرق الأوسط والذي شمل 15 من 140 دولة في العالم، ليعلم القاصي والداني أن الجيش المصري عملاق في وجه التحديات ودرع الوطن الذي يصون وطننا.
يعتمد التصنيف الذي أعلنه التقريرعلى 50 معياراً من بينها عدد القوات ومدى حيازتها للدبابات والقطع البحرية والطائرات المقاتلة،وعدد القوات العسكرية العاملة، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول عالمياً و روسيا ثانياً، والصين ثالثاً، والهند رابعاً، واليابان في المركز الخامس، وهو ما دعا واشنطن أخيراً إلى عقد صفقتي أسلحة مع مصر بقيمة 2,56 ملياردولار لزيادة قدراتها الدفاعية،وتتضمن الصفقة الأولى التي تبلغ قيمتها 2,2 مليار دولار بيع 12 طائرة نقل "سي- 130 جيه سوبر هيركيوليز" ومعدات أخرى تابعة لها، أما الصفقة الثانية فتتعلق بشراء مصر أنظمة رادار للدفاع الجوي بقيمة 355 مليون دولار لمساعدتها في التصدي للتهديدات الجوية، في وقت تحرص مصر علي دعم الدول العربية الشقيقة ضد الهجمات المحتملة مهما كان مصدرها، لأن هناك أشياء تستحق القتال من أجلها، يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه القوات الروسية لاجتياح أوكرانيا وسط قلق أمريكي وأوروبي من أن هذا التحرك قد يؤدي إلى حرب عالمية جديدة في حال تصدى حلف الناتو لهذا الهجرم خصوصاً أن روسيا استولت على جزيرة القرم التي تعتبر جزءاً من أوكرانيا منذ فترة، ورغم تصاعد وتيرة المفاوضات بين روسيا وأمريكا للحيلولة دون اشتعال الصراع الذي بات يهدد العالم كله إلا أن ما يعقد مسألة الحوارهو مطالبة روسيا للغرب بالتعهد بعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، ولذا حشد الكرملين نحو 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا استعداداً لحرب هدفها منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، خوفاً من نشر أسلحة فيها تهدد استقرار روسيا وتمنع وصولها إلى البحرالأسود وتالياً المياه الدافئة في المتوسط، لكن عدم الوصول إلى حل حتى الاًن يهدد العالم كله عموماً وأوروبا خصوصاً للخطر، وهوما دفع بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني إلى التحذير من أن غزو روسيا لأوكرانيا يعتبر "كارثة وعملاً مؤلماً وعنيفاً ودامياً". مضيفاً أن الوضع "كئيب للغاية".
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية حلف شمال الأطلسي منذ 73 عاماً والذي تم تأسيسه عقب الحرب العالمية الثانية، ويُعرف اختصاراً بـ (الناتو) أو (nato) ، وهومنظمة عسكرية دولية تأسست في 4 أبريل عام 1949 بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي وقعت عليها اثنتا عشرة دولة لمواجهة التهديد المحتمل من الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت،ويضم حالياً 30 دولة تتوافق على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية، ما دفع الاتحاد السوفيتي إلى الإعلان عن تشكَّيل "حلف وارسو" عام 1955 كرد فعل على قرار الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين إدراج ألمانيا الغربية ضمن منظومة "حلف شمال الأطلسي"، لكن في عام 1991، انهار الحلف، الذي أرعب أوروبا 36 عاماً، عقب إعلان هيئة عسكرية سوفيتية تخليها عن قيادة جيوش دول أوروبا الشرقية، ما أعتبروقتها فقدان سيطرة الاتحاد السوفياتي السابق على حلفائه الأوروبيين عقب انتهاء الحرب الباردة مع أمريكا، وما يخيف روسيا حالياً أن الناتو سبق له عام 1999 ضم ثلاث دول من أوروبا الشرقية هي بولندا وجمهورية التشيك والمجر وتبعهم دول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا واستونيا، والتي كانت جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي المنهار، وهو ما يرجح انضمام أوكرانيا إلى الناتو، في وقت ذكرت تقارير أن روسيا يمكنها اجتياح أوكرانيا خلال 48 ساعة فقط، هكذا تختفي الدول من على الخرائط في ساعات ويصبح شعبها محكوماً من دول أخرى ذات ثقافات وعقائد مختلفة وتذهب ثرواتها لدول محتلة، ويبدو أن " البرت اينشتاين"، كان قارئاً للمستقبل عندما قال " أنا لا أعرف ما هي الاسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة".
وأقول لكم، إن أمريكا وبموجب تشريعات داخلية تصنف مصر بأنها دولة حليفة لها من خارج حلف الناتواعتباراً من عام 1977، وذلك بعد أن فاجأ الرئيس محمد أنور السادات العالم، عندما قال في خطابه أمام مجلس الشعب في 9 نوفمبر 1977 "ستُدهش إسرائيل حينما تسمعني الآن أقول أمامكم إني مستعد إلى الذهاب لبيتهم نفسه، إلى الكنيست الإسرائيلي ذاته"، وبعدها تم إبرام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بواشنطن في 26 مارس 1979 في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، ووقَّع عليها الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، وشهدها جيمي كارتر، رئيس الولايات المتحدة، لتصبح مصر دولة سلام لا حرب، ولذا أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً جمهورياً عام 2017، بإنشاء بعثة مصر لدى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتعيين إيهاب محمد مصطفى فوزي، سفير مصر لدى بلجيكا، مندوبا لمصر لدى المنظمة، وذلك لطرح رؤية مصر الاستراتيجية حول المخاطر المتعلقة بالتهديدات الخاصة بالأمن القومي العالمي والعربي والمصري، وهو ما يدعم موقف مصر في حربها ضد الإرهاب، ولذا حان الوقت ليعلم الجميع قيمة قرار الرئيس السيسي بدعم القوات المسلحة وإعادة بنائها منذ وصوله إلى الحكم بأحدث الأسلحة في العالم وتنويع مصادرها من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي، بعد أن تأكد للجميع أنه من المستحيل دخول حرب من دون تحقيق الانتصار، فمصر لا تريد الدخول في حرب مع أي دولة أوكيان اًخر لأنها دخلت في معارك كثيرة طوال تاريخها وتعرف مدي الكوارث التي تسببها الحروب، لكنه مستعدة في حال إضطرت إلى ذلك بجيش عملاق قادر على مواجهة التحديات، لأن هناك أشياء تستحق القتال من أجلها يأتي في مقدمتها مقدرات مصر وأرضها وأمنها القومي مهما كانت التضحيات.
Aalshamy610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف