الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم الرئيس الوطن
الرئيس الوطن
عندما تتشابك الأزمات وتتعقد المواقف ويفقد الناس قدرتهم على أن يستوعبوا ما يحدث حولهم داخلياً وخارجياً، يبقى هناك قائد واحد قادرعلى إدارة دفة الأمور والوصول ببلادنا إلى برالأمان، إنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، القادر على فهم شعبه وقيادته في الاتجاه الصحيح الذي يحقق مصالحه ويعلي من شأن بلاده، فأصبح الوطن والحصن والملاذ لكل المصريين، لا يكفون عن مناشدته لتحقيق الأمنيات التي كانت مستحيلة خلال عصور سابقة في أسرع وقت ممكن، لتصل دولتنا إلى المستقبل مثل قطار فائق السرعة، نعم مصر تستطيع بعد أن صمدت وتصدت للغزاة اًلاف السنين وتحطم على صخرة إرادتها كل مخططات الشر والتخريب، وفي كل يوم يتأكد الشعب أن حكمة الرئيس والجيش الصنديد قادران على حماية أرضنا المقدسة بكل شجاعة وبسالة وتوفير الأمن والأمان للشعب ضد كل مايحاك ضده من مؤامرات أوإعتداء من قوى الشر في الداخل‏ والخارج بعد أن إبرم الرئيس العديد من صفقات السلاح لتنويع مصادر تسليح القوات المسلحة حتى تكون جاهزة للدفاع عن مقدرات الوطن في أي وقت، بالتزامن مع اقتحام مجال التصنيع لنصل إلى الاكتفاء الذاتي.
يقول الحكماء نحن نعيش في عصرلا يوجد فيه دولة بعيدة عن السياسة وما يحدث في العالم يتأثر به الجميع، فكل الأزمات هي في الأساس ذات جذور سياسية، ولذا فالحمقى فقط هم من يتسرعون ويصدرون الأحكام، وأرى أن بعضهم انتقد شراء مصر أسلحة حديثة خصوصاً الأبواق الإعلامية الإخوانية العميلة التي تسعى لتخريب مصر، لكني على يقين الاًن أن الغزوالروسي لأوكرانيا واعتراف بوتين بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك والذي وضع العالم على شفير حرب عالمية ثالثة، الاًن فقط شعر الجميع بأن رؤية الرئيس السيسي الثاقبة تحمي الوطن مما يحدث في العالم من صراع، وجاء اجتياح روسيا لأوكرانيا دليل دامغ على أن الرئيس شيد وطناً جديداً ليعيش فيه المصريون في أمان وليس ريشة في مهب الريح مثل دول أخرى لا تستطيع حماية نفسها من أعدائها، خصوصاً أن تطوير قدرات الجيش تزامن مع كشف وثائق بريطانية أن مصرأعدت قبل أكثر من سبعة عقود مشروعاً طموحاً لتصنيع السلاح محلياً عقب حرب عام 1948 عبرإنشاء مصانع لإنتاج الطائرات المقاتلة والذخيرة والأسلحة الصغيرة، وشراء عدد ضخم من الطائرات والمعدات وقطع الغيار لتحديث السلاح الجوي المصري، وهو ما لم يحدث إلا في عهد الرئيس السيسي، الذي أيقن منذ تولية رئاسة الجمهورية قبل ثماني سنوات أن منطقة الشرق الأوسط تعيش في واقع خطير تكثر فيه الحروب والخلافات بهدف تفكيكها، لكن توفير الأمان لبلادنا لن يحدث إلا من خلال تنويع االسلاح استيراداً وتصنيعاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه ضمن استراتيجية وطنية لحماية الشعب والحفاظ على أمنه وسلامته.
لقد جاءت زيارة الرئيس إلى الكويت قبل أيام في الوقت المناسب، إذ تعتبر الأولى من نوعها في عهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، أمير الكويت وحرص من جانب القيادة المصرية على التأكيد أن أمن منطقة الخليج خط أحمر لايمكن لأي دولة أن تتجاوزه في ظل التعاون الذي تشهده العلاقات المصرية العربية لمواجهة المخاطر التي يمر بها العالم والتي يُمكن أن تلحق بالمنطقة في أي وقت، في ظل تأكيد الرئيس على أن الأمن القومي المصري يمتد إلى الخليج، خاصة في ظل المخاطر التي يشهدها الشرق الأوسط، إذ إن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ليست بعيدة عن المنطقة، خصوصاً أن الكويت حريصة على المشاركة في التنمية وتطوير الاقتصاد المصري إذ تجاوز حجم الاستثمارات الكويتية في مصر 19 مليار دولار، وتعتبر ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة، من هنا تحرص مصر على مراقبة ما يحدث في الدول العربية والعالم تحسباً لأي تطورات، ولذا جاءت زيارة الرئيس للكلية الحربية بعد ساعات من عودته من الكوبت في ظل التحديات الإقليمية المختلفة، وتبرهن على رغبة الرئيس في إعداد جيل جديد من القادة العسكريين القادرين على حفظ أمن مصر من أي إعتداءات خارجية، في وقت أكدت الحكومة على أن مصر لديها احتياطي كاف من القمح لمدة تزيد على 4 أشهر، كما يتوقع بدء الموسم الجديد لتوريد القمح المحلي خلال شهر إبريل المقبل، فضلاً عن أن مصر في طريقها لدخول قائمة أكبر موردي الغاز المسال للأسواق الكبرى بعد الاكتفاء محلياً إذ جاءت في المركز الـ 14 عالمياً والخامس إقليمياً والثاني إفريقياً في إنتاج الغاز عام 2020، بحجم إنتاج سنوي بلغ 58.5 مليار م3،، يأتي ذلك في في وقت تحصل فيه مصرعلى مكاسب جديدة تعود بالفائدة على المواطنين، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اختيار مصرللحصول على التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج لقاحين عالميين من أجل توفير ما يكفينا للقضاء على فيروس كورونا، وهو ما يعني أننا نستعد لمرحلة جديدة من الانطلاق الاقتصادي وبدء مرحلة جديدة بعد أن نجحت خلال فترة الجائحة في إنجاز معدلات نمو لم تحدث في الكثير من دول العالم خصوصاً المتقدمة.
لقد استجاب الرئيس لنداء أبناء مصر ونفذ من أجلهم اًلاف المشروعات التنموية، ووضع أهالي الريف في القلب وأصدر توجهاته بتطوير قراهم عبرالمبادرة الرئاسية لتطويرالقرى"حياة كريمة"، والتي تستهدف ملايين المواطنين في الصعيد والدلتا ومن المتوقع أن تصل قيمة المشروعات لنحو 900 مليار جنيه قابلة للزيادة خلال الفترة المقبلة، إذ يستفيد منها نحو 60 مليون مواطن، غالبيتهم في محافظات جنوب مصر بعد أن تعرضت إلى التهميش طوال مئات السنين وهو ما يؤكد رؤية القيادة السياسية ورغبتها في تحقيق ما يتمناه الشعب الذي تحولت أحلامه إلى أوامر لإحداث تنمية غير مسبوقة في الريف بإقامة اًلاف المشروعات الصغيرة والمتوسطة ليتحول إلى مجتمع منتج قادر على الاعتماد على نفسه، وبلغت قيمة المشروعات فى محافظات الجنوب 100 مليار جنيه، وفرت 1.5 مليون فرصة عمل، وتزامن ذلك مع إنفاق ما يقارب تريليوني جنيه على تطوير النقل في الصعيد ليزاد ارتباطاً بكل مكان في مصر لتسهيل الحركة والوصول إلى موانئ التصدير الجافة البحرية.
ولم تتوقف مسارات التنمية عند هذا الحد فقد أصدرالرئيس السيسي توجيهاته لتنتهي وزارة السياحة والآثارمن تنفيذ العديد من المشروعات الأثرية العالمية خلال العام الجاري من أجل إعادة السياحة إلى سابق عهدها، ومن بينها المتحف المصري الكبير، و قصر محمد علي بشبرا، ومشروع الجلالة، ومدينة العلمين، ومشروع التجلي الأعظم في سانت كاترين، ومتحف العواصم في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الادارية الجديدة، وهو ما دفع المحللون الاستراتيجيون في بنك "غولدمان ساكس" الأمريكى إلى التوقع بأن تتجه السياحة المصرية إلى التعافي خلال العام الحالي وهو ما يتزامن مع اتجاه الأسهم المدرجة في البورصة المصرية نحو الانتعاش، إذ تشير بيانات البنك المركزي المصري، إلى أن قطاع السياحة كان يسهم بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي قبل الجائحة، وشهد المزيد من التعافي خلال العام الماضي وارتفعت الإيرادات بنحو 20% في النصف الأول من 2021 مقارنة بالعام السابق، وهو ما يتوقع أن تحصده مصر من السياحة خلال العام الجاري، وتزامن ذلك مع ارتفاع الصادرات المصرية إلى مستويات قياسية في عام 2021 مسجلة 31 مليار دولار.
وأقول لكم، إن القادم أفضل بفضل رؤية الرئيس السيسي، الذي يضع مصلحة الوطن نصب عينيه، ليصبح للشعب بمثابة الرئيس الوطن الذي يحتوي الجميع وأكد مراراً وتكراراً أن مصر صممت سياساتها التنموية واضعة مصلحة المواطن في القلب، لكن علينا جميعاً أن نعي ما يحدث حولنا في العالم من توترات تصل إلى حد القلق من نشوب حرب عالمية ثالثة وهوما يفرض علينا مواجهة تحديات دولية شديدة الخطورة تؤثرعلى العالم كله وتالياً لا يمكن فصل مصر عنها، لكن ما يجعلنا نزداد ثقة في قيادتنا ما تحقق من إصلاح اقتصادي وإقامة مشروعات عملاقة أكدت صواب الرؤية المصرية داخلياً وخارجياً وقدرتها على التعامل مع جميع الملفات حتى حققنا الكثير من طموحات المصريين خلال السنوات الماضية.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف