الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم « الجنرال الذهبي»
« الجنرال الذهبي»
تمر السنون ولا ينضب حب الوطن في قلوب أبناء مصر تبقى صامدة في وجه المؤامرات وقسوة الأيام،عصية على الأعداء بفضل إيمان قواتنا المسلحة التي تدافع عن الأرض والعرض ببسالة، ترتقى أرواح خير جنود الأرض إلى السماء، فرحين بما آتاهم الله من فضله من شرف الشهادة، إنهم الأوفياء الذين يقدمون حياتهم فداء للرفعة والعزة، يسجلون تضحياتهم بأحرف من نور في سجلات التاريخ، لا تنسى مصرالجنرال الذهبي، الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذى صعدت روحه إلى السماء يوم 9 مارس 1969 وهو بين أبنائه ضباط وجنود الجيش على قناة السويس، فكانت المرة الأولى والأخيرة فى التاريخ العسكرى الحديث التي يضحي فيها قائد عسكري من طراز فريد رئيس أركان حرب قوات مسلحة بروحه على خط النار، فخلدت مصر ذكرى بطولته لتصبح يوم الشهيد،وجاءت الندوة التثقيفية رقم 35 التي شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة الاحتفال بـ " يوم الشهيد والمحارب القديم"، في وقت يراقب العالم الأزمة الروسية الأوكرانية والتي تهدد البشرية بحرب عالمية ثالثة، والذي جاءت كلماته قبلة على جبين الوطن الغالي أكد خلالها أن " مصرغنية بأبنائها الأوفياء جيلًا بعد جيل يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة ومنتصرة بعزة وكرامة".
تثبت الأيام الاًن أن قواتنا المسلحة جاهزة للدفاع عن مقدرات الشعب، لكننا لسنا بمنأى عن الحرب الضروس بين روسيا وأوكرانيا والتي ستكون أكثر إيلاماً للبشر وتقود العالم إلى الفناء في حال لم يتم التوصل إلى حلول لها في أسرع وقت ممكن، فالمنتصرون يكتبون التاريخ ويرسمون خرائط الكرة الأرضية يمحون دولاً ويعيدون أخرى إلى الحياة بطلقات الرصاص، ولذا كان الشرط الأهم للرئيس الروسي فلاديميربوتين، نزع سلاح «النازيين الجدد» من أوكرانيا، معتبراً أنهم إرهابيين يهددون سلامة الأمن القومي الأوروبي عموماً والروسي خصوصاً، وأرى أن " النازيين الجدد" التي تعتبر حركة متطرفة عنصرية سياسياً وأيديولوجياً تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في أوروبا لبث العقيدة النازية وهي حركة سياسية تأسست في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت سبباً في الحرب العالمية الثانية التي اكتوى العالم بنيرانها وخلفت عشرات الملايين من القتلى ودمار غير مسبوق في تاريخ البشرية، ورغم محاربة هذه الفكرة إلا أن الجراح التي خلفتها لم تندمل، إذ إن هذه الأفكار ما تزال موجودة في عقائد وأنظمة بعض الأحزاب والمجموعات اليمينية المتطرفة في أوروبا، وتسمى حالياً بالنازية الجديدة، وهو ما يسعى بوتين للقضاء عليه خلال الحرب على أوكرانيا.
النازية الجديدة لا تقل خطورة عن تنظيم الإرهاب الإخواني الذي يحارب العالم كله ويسعى لفرض الهيمنة والسيطرة على البشرية بالعنف، وكانت بداية انهياره في مصرعقب سقوط محمد مرسي عام 2013 ليتواصل سقوط الجماعة المريع في سوريا والعراق بالقضاء على تنظيم داعش والسودان وتونس والمغرب بعد فشل حزب العدالة والتنمية في الفوز بالإنتخابات البرلمانية وتكوين حكومة جديدة، وتتألف النازية الجديدة ( Neo-Nazism )، من حركات اجتماعية وسياسية ظهرت في أوروبا خصوصاً ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية مطالبة بإحياء المبادئ اليمينية المتطرفة للنازية والتي تدعولنشرالكراهية ضد أصحاب البشرة غير البيضاء والترويج للعنف وإلغاء الديمقراطية، ولذا تم حظرهذه الحركات في أوروبا وأمريكا والعالم كله، لكنها تعود من وقت لاًخر في بعض الدول وهو ما حذر منه بوتين ملمحاً إلى وجود عدد من هذه العناصر في أوكرانيا وأن الحرب مستمرة للقضاء عليهم وهو ما يؤدي إلى التوقع باستمرار المعركة في أوكرانيا لأن الحروب لا تنتهي إلا بعد الوصول إلى نتائج حاسمة بإعلان الدولة المنتصرة وتنفيذ مطالبها، وفي حال استمرار القتال ودخول دول أخرى على خط النار قد نجد أنفسنا أمام حرب عالمية سيكون ضحيتها أوروبا التي يهتز اقتصادها منذ إندلاع الشرارة الأولى.
كشفت وثائق أوروبية أخيراً عن وجود علاقة وثيقة بين أدولف هتلر وجماعة الإخوان الإرهابية بقيادة حسن البنا خلال الحرب العالمية الثانية، وأن عناصر من تنظيم الإخوان حاربت في أوروبا وخارجها لصالح دول المحور وأطلق عليهم »جماعة الإخوان النازيين « وتالياً فأن إرهاب الإخوان ليس جديداً بل تمتد جذوره إلى علاقة الإخوان بالحزب النازى، إذ إن الإرهابي البنا كان مُعجباً بهتلر، وساعده فى توزيع الترجمة العربية لكتاب «كفاحى« الذى يتضمن مذكرات هتلر، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية عمل البنا بشكل مباشر على دعم هتلر وشريكه الزعيم الإيطالى بينيتو موسولينى، وانضم شباب الإخوان لقوات «إس .. إس» النازية، وفى الوقت نفسه كان البنا زعيم الإرهاب ينشئ نظامه الخاص «الجناح المسلح« بدعم مالى وفنى مباشر من الجيش النازى، وهو ما كشف عنه أيضاً الفيلم المصري «إخوان النازي» الذي عرض بالمشاهد المصورة الحقيقية النادرة والوثائق الحكومية البريطانية والألمانية والأمريكية أسرار فرقة «إخوان النازي«، التي شكلها مرشد جماعة الإخوان الإرهابية التي حاربت مع النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وأسرار تشكيل الفرقة مع تفاصيل تجنيد حسن البنا كعميل رسمي إضاقة إلى مُستندات تجنيد البنا وكيف تواصل مُرشد الإرهاب من القاهرة عن طريق الشفرة مع الاستخبارات النازية في برلين.
هنا لابد أن نتوقف ونسأل العالم إذا كان يحارب إرهاب النازيين الجديد ويحظر نشاط حركتهم، فلماذا تحتضن دول أوروبية عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابي وتقدم لهم الدعم المالي والمساندة؟ أليس ما يحدث دليل على ازدواجية الغرب وسياسة الكيل بمكيالين؟ مصر التي لم تنعزل يوماً عن مشاكل العالم ماضية في طريق التنمية في كافة المجالات، إذ شهدت تجليس القاضية رضوى حلمي أحمد، على منصة المحكمة الادارية لأول مرة في تاريخها بعد 76 عاماً من تأسيسها، تنفيذاً لقرارتعيين 98 قاضية في مجلس الدولة، ما يؤكد أن المرأة باتت تحصل على كافة حقوقها القانونية والدستورية وتعيش أزهى عصورها في عهد الرئيس السيسي، الذي يقود مصر خلال فترة تاريخية صعبة وسط عالم مضطرب وصراعات لاتتوقف إقليمياً وعالمياً كان اًخرها اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية ما وضع العالم على حافة الانهيار.
وأقول لكم، إن أبناء مصر الأبطال الذي يضحون بأرواحهم من أجلها قادرين على دحر مؤامرات «إخوان النازي« ومن هم على شاكلتهم، وأن وعي الشعب المصري وإرادته الفولاذية قادران على العبور بوطننا لهذه الأزمة التي تكاد تعصف بالأخضر واليابس في العالم كله بسبب دخول غالبية الدول خصوصاً الكبرى منها على خط المواجهة، ولذا يتعين أن يقول قيادات العالم جميعاً لا لدعاة الحرب، ولابد أن يعمل الجميع على كبح جماحها لا إشعال فتيلها حتى تنجو البشرية من كارثة تهدد بقائها، لكن يقيني أن حكمة الرئيس السيسي ستعبر بنا إلى بر الأمان وهو الذي قاد البلاد للنصر في أكبر معركة شهدتها البشرية ضد أخطر تنظيم إرهابي في العالم وهوالإخوان الذي يصرعلى استغلال هذه الحرب لنشر الشائعات بين المواطنين لكني على يقين أن كل محاولاته ستتحطم على صخرة إرادة المصريين، ولذا يتعين أن يتحمل الجميع مسئولياتهم في هذه الفترة الخطيرة من تاريخ البشرية، إذ لا يكف الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن بحث الملفات الإقليمية والدولية مع الزعماء العرب والأجانب فضلاً عن السعي لتوفير كل إحتياجات الشعب خصوصاً الفئات الأكثر إحتياجاً، فكانت زيارته إلى السعودية ولقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرالدفاع في قصر اليمامة بالرياض، ومباحثاته مع رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمن، في القاهرة لتوطيد العلاقات في كافة المجالات وتنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب وبذل الجهود لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لحماية البشرية من الدمار.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف