احمد الشامى
أقول لكم « اقبضوا على أحلامكم »
« اقبضوا على أحلامكم »
عندما تتوه الحقيقة في أوقات الأزمات، وتنزف من طعنات الكارهين، تأكد أن الوطن يتعرض لمؤامرة، لا تــسمح لأحـد أن يـحطم آمـالـك ويهدم إنجازاتك، لا تتوقف عن العدو، انطلق في طريقك إلى المستقبل، لا تنظر خلفك حتى لا تسقط، دعوا الأيادى تتشابك والأفئدة تتعانق، واقبضوا على أحلامكم، فما حققته مصر خلال ثمان سنوات ونجاحها في إقامة أعمدة الجمهورية الجديدة جعلها درة تاج الشرق، لذا يسعى الحاقدون للنيل من كبريائها وعظمتها، إذ بدأ موسم الهجوم على مصر بمجرد إصدار قرارات لتخفيف أعباء التداعيات الاقتصادية العالمية على المواطنين لكبح جماح ارتفاع الأسعار عالمياً،وتوفيرالسلع الأساسية بالكميات والأثمان المناسبة، من خلال التوسع فى إقامة المعارض والمنافذ المختلفة في جميع محافظات الجمهورية، لتلبية إحتياجات المواطنين من تلك السلع، وهذه إجراءات لم تتخذها سوى الدول الكبرى في العالم ومنها مصر التي تعتبر في صدارة الاقتصادات الناشئة.
والسؤال الاًن ما الذي حدث ليجعل البعض متخوفين من ارتفاع أسعارسلع لم تتحرك أثمانها منذ سنوات وينساق خلف شائعات المغرضين؟ لقد أصدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء حزمة إجراءات فورية لتخفيف آثار التداعيات الاقتصادية على المواطنين، يأتي في مقدمتها زيادة المرتبات والمعاشات، فضلاً عن تدبير 2.7 مليار جنيه لضم 450 ألف أسرة جديدة للمستفيدين من برنامجي » تكافل وكرامة«، ويبلغ عدد المستحقين من هذه المبادرة حالياً نحو 3.8 مليون أسرة مستفيدة بما يعادل 14 مليون مواطن، منهم نحو 400 ألف أسرة تحصل على معاش الضمان الاجتماعي والباقي نحو 3.4 مليون أسرة تحصل على تكافل وكرامة، إنها مصر التي لا تنسى أبناءها، فلا تسمحوا لأحد أن يشككم في نعمة الوطن الآمن الذي ضحى بالاًلاف من أبطال الجيش والشرطة الذين نالوا الشهادة وارتقت أرواحهم إلى السماء لينتشرعطر تضحياتهم في ربوع مصر من أجل استقرارها، بعد أن أصبحوا عظماء يتحاكى عنهم التاريخ على مر الزمن، فلا تتركوا الخونة يزرعون الشك في نفوسكم ويحرضونكم على إسقاط وطنكم، فجراح ما حدث بعد 25 يناير لم تندمل حتى الاًن، وعبق الدماء الذكية التي دافعت عن أمننا لازال يفوح في الميادين والشوارع والأزقة والحواري.
لقد أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء زيارته لمقـر أكاديميـة الشـرطة قبل ساعات حـواراً مفتـوحاً مع الطلبـة،فـي حضوراللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وقيادات الأكاديمية تناول جهود الدولة لاحتواء تداعيات الأزمات العالمية بإقامة المشروعات القومية العملاقة، وهو ما اعتدنا عليه من الرئيس في مثل هذه الظروف، ما يؤكد حرصه على متابعة منظومة إعداد وتدريب أبناءه من طلبة كلية الشرطة لتخريج ضباط قادرين على متابعة ما يواجه وطنهم من تحديات، ولذا يمكن القول أن الرئيس لم يبعد يوماً عن أبناء وطنه أوقضايا أمته، ظل وفياً للمصريين الذين اختاروه قائداً لهم ومنحوه الثقة، مخلص في وعوده، إنه »ابن الشعب« الحريص على أن يكون وسط المواطنين في الشوارع والميادين كلما زادت عليهم ضغوط الحياة يحاورهم ويوضح لهم الحقائق، لم يكن لقاء الرئيس بالمواطنين في منطقة مصرالقديمة أثناء متابعته سيرالعمل في عدد من المشروعات القومية قبل أيام الأول ولن يكون الأخير، فقد اعتاد أن يكون بين الناس يستفسرعن أحوالهم المعيشية ويستمع لمطالبهم في كل وقت، إذ تحدث لهم عن الجهود التي تبذلها الدولة لخفض الأسعار في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية التي أثرت سلبياً على العالم أجمع وأفقدت غالبية الدول القدرة على ضبط ارتفاع أثمان السلع والخدمات،واستجاب الرئيس السيسي لعلاج سيدة مسنة قائلاً لها: »والله العظيم تحت أمرك.. أي حاجة هنعملها عشانك«، وهو ما يؤكد حرص الرئيس على استمرارسياسة »الباب المفتوح« بينه والمصريين لا يعكر صفوها أي موقف طارئ أو تحديات تواجه العالم كله.
من حق مصر وقيادتها أن تفخر بما حققته من إنجازات خلال سنوات قليلة من عمر الزمن، ويأتي في مقدمتها الإنتصار على تنظيم الإخوان الإرهابي الذي أشعل النيران في مصر عقب ثورة 30 يونيو، وظن أنه سيعود إلى مصر من جديد، حتى أفقدته الضربات الأمنية المتلاحقه القدره على الاستمرار، لكن ما حدث في تركيا وإنجلترا أخيراً يجعلنا نتذكر ما قاله الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي (303هـ-354هـ/915م-965م)، أن ما شهده في زمانه كان كما وصفه من »المضحكات المبكيات«، فقد احتفلت الجماعة الدموية بالذكرى الـ 94 لتأسيسها في مقرين مختلفين وبلدين مختلفين بسبب الإنقسام الذي ضرب التنظيم نتيجة التنافس على المال، فأصبح الصراع علنياً بين جبهتي إسطنبول بقيادة محمود حسين ويمثلها مصطفى طلبة القائم بعمل المرشد، ولندن بقيادة إبراهيم منير الذي أعلن أيضاً أنه القائم بعمل المرشد، نضحك على هؤلاء المجانين الذين يظنون أن الجماعة لازالت موجودة على أرض الواقع، ونبكى حزناً على شهدائنا الذين أراق عناصر الجماعة المجرمة دمائهم الطاهرة، ونحن نرى القتلة مصرون على الاحتفال بالذكرى الـ 94 لتأسيسها على يد الإرهابي حسن البنا، لكن الغريب أن الجبهتين رفعتا شعاراً متشابهاً، إذ كان في لندن » اعتزاز بالمنهج وتجديد للعهد «، بينما أعلن جناح اسطنبول أن منهجهم »أصالة واستمرارية«، ومعنى ذلك أن الفصيلين المجرمين مصران على الاستمرارفي تبني فكر الجماعة الدموي على وقع الصراعات التي لا تتوقف رغم الاتهامات المتبادلة بالاستيلاء على أموال التنظيم خصوصاً التبرعات التي تصل إليهم من بعض الدول ومخابرات عالمية تسعى لإسقاط مصر في ظل الصراع على القيادة بين إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد بعد القبض على محمود عزت، ومحمود حسين الذي ردت جبهته بعزل منير من منصبه وتعيين مصطفى طلبة بدلاً عنه.
من هنا يمكن القول أن تنظيم الإخوان يا سادة الذي يبيع قيادته الأوطان بأبخس الأثمان من أجل جمع المال في ظل الحرب الروسية الأوكرانية سيسعى إلى الاستفادة منها في وقت تتأرجح بين الاستمرارأوالانسحاب بعد تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أعلنتها موسكو، فيما قال مسؤولون أمريكيون إن روسيا تجند سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن، للقتال في أوكرانيا لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية، لكن مسؤولين ليبيين أكدوا أن أنشطة مشبوهة وتسهيلات تُقدم لجذب شباب ليبي وسوري للذهاب أوكرانيا للقتال ضد روسيا، إذ يروج تنظيم الإخوان الإرهابي لأن روسيا "أسهمت في العدوان على طرابلس وقتل الليبيين"، إذ أعدت قيادات إخوانية إرهابية قوائم بأسماء عناصر قتالية استعدادا لنقلهم من ليبيا إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا.
وأقول لكم، إن الدول العربية بقيادة مصروالسعودية والإمارات، باتت مطالبة بأن يكون لها دوراً مهماً في عالم متعدد الأقطاب، خصوصاً في ظل تخلى واشنطن عن دول الخليج وسعيها لعقد اتفاق نووي مع إيران خلال الفترة المقبلة سيتيح لطهران إمتلاك قنبلة ذرية خلال الفترة المقبلة ما يعرض الدول العربية للتهديد المباشر، ولذا لم يكن غريباً أن تحشد السعودية مصر ودول الخليج لمواجهة التحديات الإيرانية خلال الفترة المقبلة في ظل التصعيد الأمريكي ضد المنطقة العربية التي تمتلك كل مقومات القوة، وتحتاج فقط إلى التنسيق والتلاحم والعمل معاً من أجل مواجهة ما يتوقع أن تتعرض له من مخاطر، لكن يقيني أن مصر والسعودية والإمارات يرفضون أي محاولات من قوى عالمية أو إقليمية تهدف إلى التدخل في شؤون الدول العربية أوتهديد استقرارها بالتحريض أوالإرهاب، وغلى أبناء مصر أن يقبضوا على أحلامهم في إقامة الجمهورية الجديدة وسط هذه التحديات التي لا تتوقف.
ا/ أحمد الشامى
aalshamy610@yah00.c0m