لماذا تخفض الدول عملتها؟
العملة القوية ليست دائما في مصلحة الدولة. ففي ذروة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، قررت بكين في عام 2019 خفض قيمة عملتها وعولمة اليوان ، فلماذا تخفض الدول قيمة عملتها؟

قد تلجأ بعض البلدان إلى استراتيجية تخفيض قيمة عملتها لاكتساب ميزة تنافسية في التجارة العالمية ولجعل المصدرين أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق العالمية، ونمو أسرع للناتج المحلي الإجمالي، وفي الوقت نفسه جعل الواردات أكثر تكلفة وتقليل أعباء الديون السيادية بمقدار النصف إذا كانت بالعملة المحلية، لكنها تزيد من عبء الدين على القروض المقومة بالعملات الأجنبية

تعاني العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، من اختلالات مستمرة عامًا بعد عام. على المدى الطويل، يؤدي ذلك إلى مستويات خطيرة من الديون يمكن أن تشل الاقتصاد الأمريكي، لكن تخفيض عملتها يمكن أن يساعد في زيادة الصادرات وتقليل الواردات، وبالتالي تصحيح ميزان المدفوعات وتقليل هذا العجز.

ولكن لا يؤدي تخفيض قيمة العملة دائمًا إلى الفوائد المرجوة، وخير مثال على ذلك البرازيل التي شهد اقتصادها تباطؤًا في النمو بسبب ارتفاع فاتورة السلع الأساسية والفساد، وفقدان البرازيليون الثقة بعملتهم المحلية

يتوقف نجاح قرار تخفيض العملة على اتخاذ تدابير محددة تتخذها الدولة لتقليل التأثيرات السلبية على مواطنيها بسبب انخفاض القيمة الشرائية للعملة، كذلك دعم الانشطة الإنتاجية خاصة وارداتها من المعدات والآلات الرأسمالية التي تقفز أسعارها بصورة كبيرة نتيجة خفض قيمة العملة وارتفاع فاتورة الاستيراد.

د. نبيل السجيني

nabil.segini@gmail.com