احمد الشامى
أقول لكم «الرئيس المُنقذ»
[٦:٠٤ م، ٢٠٢٢/٣/٣١] ا . احمد الشامى: «الرئيس المُنقذ»
تقلد سدة الحكم وسط تحديات أمنية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة في تاريخ مصر، أقام أعمدة بناء دولة حديثة على أسس حضارية، حارب الإرهاب وانتصر، وشيد المشروعات العملاقة لتكون قاطرة التنمية إلى المستقبل، شيد قواعد الإصلاح الاقتصادي حتى حققت نتائج مبشرة، أطلق المدن الذكية والجسور والسدود التي صارت عنصراً استراتيجياً في تطوير البنية التحتية،إنه القائد عبدالفتاح السيسي،«الرئيس المُنقذ»،ابن مصرالبار الذي قضى عمره مضحياً بالمؤسسة العسكرية، فنهل من قيمها وتحلى بروح الانتماء إلى الوطن، حقق حلم سكان المناطق الشعبية فنالت نصيبها من التطوير والتنمية، قاد الشعب لمواجهة المتاًمرين داخل مصر وخارجها، لم يكن يوماً طامعاً في سلطة أوجاه، حريص على توفير سبل العيش للمواطنين، فكان مشروع تكافل وكرامة الذي وفرحياة كريمة لملايين الأسرالأكثرإحتياجاً أيقونة الدعم الإنساني، حافظ على مصر من وباء كورونا الذي قتل الملايين بلا رحمة في أرجاء العالم، وعندما إندلعت الحرب الروسية الأوكرانية تصدى لمواجهة تداعياتها على الأمن الغذائي وقرر إتخاذ إجراءات حاسمة لتأمين السلع الاستراتيجية من المواد الغذائية.
لم تكن مصر يوماً بعيدة عن أمتها العربية، بل أن التوافق وتنسيق المواقف بين القاهرة ودول مجلس التعاون الخليجي لم يتوقف يوماً من أجل دعم الأمن القومي العربي وتحقيق المصالح المشتركة، ولذا لم يكن غريباً أن تعلن السعودية عن إيداع 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري، وجاء ذلك وفقاً لمصادر في المملكة أكدت أن ذلك يأتي «امتداداً للروابط التاريخية الراسخة وأواصر التعاون الوثيقة التي تجمع بين الرياض والقاهرة، وتأكيداً لعمق العلاقات المتجذرة بين البلدين والشعبين الشقيقين»، وجاء رد مجلس الوزراء المصري برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى سريعاً، إذ أعلن أن الاتفاق يهدف إلى تشجيع صندوق الاستثمارات العامة السعودي للاستثمار في مصر ودعم مساهمته في تحقيق أهدافها في جذب استثمارات بالعملات الأجنبية، وجاء ذلك بعد إعلان صندوق أبو ظبي السيادي الاستثمار في عدد من الكيانات الاقتصادية ضمن صفقة بـ2 مليار دولار، فضلاً عن اتفاق مصر وقطر على مجموعة من الاستثمارات والشراكات بإجمالي قدره 5 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وهو ما يؤكد ثقة العالم كله ودول الخليج خصوصاً في الرئيس السيسي، إذ بلغ حجم الدعم والاسثمار الخليجي لمصر منذ ثورة يونيو 2013 حتى عام 2019 نحو 90 مليار دولار، مكنت القاهرة من الانتصار على تنظيم الإخوان الإرهابي وحماية المنطقة العربية من غدر المتربصين الساعين إلى نثر بذور الفتنة في وطننا الساعى إلى التنمية والبناء.
على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات »مقلقة« قد تعصف باستقرارها وتضعها في بؤرة الصراع العالمي، ولذا حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على عقدعدة قمم إقليمية مصغرة لبحث مستقبل العالم في ظل التهديد القادم، ويأتي في مقدمته قرب التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران الذري مع مجموعة الدول « 5+1« وهو ما يعطى لطهران الفرصة لامتلاك أسلحة خطيرة خلال فترة قصيرة، وبات «نووي إيران» المنتظر بمثابة إنذار شديد اللهجة لجميع دول المنطقة في مقدمتها الخليج، ولذا عقد الرئيس قمة في مدينة شرم الشيخ مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لبحث العديد من القضايا العربية والإقليمية في ظل التغيرات التي يشهدها العالم.
«آن الأوان» أن يطرح القادة العرب السؤال الصعب وهو ما مستقبل المنطقة في ظل التحديات الجديدة التي تتزايد يوماً بعد يوم في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالكثير من دول العالم، وأظن أن التعاون العربي ـ العربي الذي صار تنسيق المواقف بين القاهرة وأبوظبي ركيزة له طوق نجاة لتحقيق الاستقرار في حال سلمت نوايا القوى الأخرى الإقليمية والدولية وتوقفت عن النظر إلى الدول العربية على أنها لقمة سائغة يسهل التهامها في أي وقت ودون مجهود لكن يبدو أن الحوثيين أداة إيران في المنطقة لن تتوقف عن تهديد دول الخليج وفي مقدمتها السعودية، فقدأعلنت حركة الحوثي أخيراً أنها استهدفت منشآت شركة أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وهوما يؤكد أن إيران لن تتوقف عن تهديدها للمنطقة إلا عند تأكدها من وجود قوى عسكرية قادرة على الردع وأن ترد لَهُا الصَّاعَ صَاعَيْنِ.
وبعد قمة شرم الشيخ بساعات استضاف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في مدينة العقبة ولم تكن السعودية بعيدة عن اللقاء المهم الذي ناقش التحديات التي تشهدها المنطقة، إذ شارك فيه الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، وزيرالدولة عضو مجلس الوزراء في المملكة، خصوصاً بعد تأكد جميع القادة أن هذه التهديدات فرصة لإرساء وحدة حقيقية بين الدول العربية في ظل تأهب العالم لاستقبال نظام عالمي جديد، واحتمالية رفع "الحرس الثوري" من قائمة الولايات المتحدة للجماعات الإرهابية، ما يعد خطراً جديداً لدول المنطقة، خصوصاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد مراراً وتكراراً أن أمن الخليج خط أحمر لن تقبل مصر بتجاوزه مهما كانت التضحيات، كما بحث القادة الجهود المبذولة لتعزيز الحوارالإسرائيلي الفلسطيني للتوصل إلى حل نهائي للصراع والذي أدى إلى تفاقم الإرهاب في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حتى بات تهديداً للعالم كله، ولذا كان مشروع "الشام الجديد" الذي يعتبر بمثابة تحالف أمني اقتصادي بين الأردن والعراق ومصرعلى مائدة المفاوضات وهو ما سبب إزعاجاً لطهران التي تخشى عودة بغداد إلى الحضن العربي مجدداً، إذ يسعى التحالف إلى تزويد العراق مصر والأردن بالنفط، مقابل مشاركة الشركات المصرية والأردنية في عملية إعادة إعمار العراق، وتزويد العراق بالكهرباء، في ما يعرف بالنفط مقابل الإعمار، إضافة إلى استفادة مصر من فائض قدرات التكرير لديها، لتكريرالنفط العراقي وتصديره إلى أوروبا، وستلعب الأردن دور الممر في معظم هذه المشروعات، ولذا من شأن هذا المشروع أن يطيح برغبة إيران الانفراد بإعادة إعمار العراق، حيث ستتولى شركات مصرية وأردنية هذه المهمة.
وأقول لكم، إن التاريخ يعلمنا أن الحروب تبدأ عندما تعتقد الحكومات أن ثمن العدوان رخيص، وهو ما دفع روسيا لاجتياح أوكرانيا بعد أن خطط قادتها للاستيلاء عليها خلال 48 ساعة، لكن تدخل الولايات المتحدة وحلف الناتو لدعم كييف أدى لإطالة أمد النزاع، ولذا أرى أن الدول العربية عليها أن تتأهب للدفاع عن نفسها ولا تنتظر دعماً من أحد وتغيير ما يقال عنهم من الغرب إنهم " يرعدون ولا يمطرون .. ويدخلون الحروب ولا يخرجون"، فقد صارت الاًن أكثر تفهماً للمخاطر التي تحيط بها وجاهزة للرد على أي عدوان، ولذا لم يكن غريباً أن يطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، في إطار زمني مناسب بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي استنادًا إلى قواعد القانون الدولي، ومقررات مجلس الأمن، داعياً خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الرواندي بول كاجامي، قبل أيام أهمية التعاون المشترك، بين كافة دول حوض النيل من منطلق الحرص على المصالح المشتركة، وعدم الإضرار بأي دولة منها، ورفض مصر لأي إجراءات أحادية، من شأنها المساس بمقدرات الشعوب لاسيما تلك التي تعتمد على هذا النهر كرافد أوحد للحياة والتنمية.
ا . احمد الشامى جريدة الجمهورية
Aalshamy @yahoo.com