د. نبيل السجينى
نحو الحرية – "الفلافل" والسياسة
"الفلافل" والسياسة
السياسة دائما لا تترك شيئا صغيرا أو كبيرا في حياتنا خارج معادلتها حتى لو كانت "الفلافل"(الطعمية).. فقد أثار فوز إسرائيل الأخير كأفضل دولة تقدم الفلافل في العالم غضب العديد من المواطنين في مصر والشام، الذين يعتبرون أنفسهم مخترعي الكرات المقلية.
وهم يعتبرون فوز إسرائيل في هذه المسابقة نهبًا جديدًا للتراث الثقافي والغذائي للأمة العربية بعد أن استولت على أراضي ومنازل الفلسطينيين، فقد جعلت "الفلافل" الطبق الوطني للإسرائيليين الأغنياء والفقراء، الصغار والكبار، السفارديين والأشكنازي. لدرجة أن وزارة الإعلام الإسرائيلية طلبت من الإسرائيليين عدم افشاء سر تناولهم الفلافل في وجباتهم الثلاث يوميا الى جانب "ورق العنب "المحشي".
لا تحظى الفلافل بشعبية في إسرائيل فقط. بل غزت الفلافل العالم حتى أصبحت من الوجبات الأساسية خاصة الأثرياء بعد انتشار النظم الغذائية النباتية في معظم الدول الغربية بعد أن تخلى مواطنوها عن تناول البروتينات. ويتم تقديم الفلافل كوجبة رئيسية في معظم المطاعم النباتية في أوروبا والأمريكتين. وبلغ سعر القرص الواحد في بعض المطاعم 50 جنيهاً. ويرصد محرك جوجل ملايين عمليات البحث لطلب هذه الكرة النباتية المقرمشة
الفلافل اختراع مصري أصيل يجب تأصيله. ووصولها إلى إسرائيل كان بواسطة اليهود الذين عاشوا في مصر لقرون، وقد أحبوها وأخذوها إلى إسرائيل، تمامًا مثل الهامبرجر، فهو ليس اختراعًا أمريكيًا، ومع ذلك فهو وثيق الصلة كثيرا بالثقافة الأمريكية.
د. نبيل السجيني
nabil.segini@gmail.com