احمد الشامى
أقول لكم «الاختيار 3».. قائد مقاتل وشعب عملاق
«الاختيار 3».. قائد مقاتل وشعب عملاق
عندما يقف المرءُ في مُفْتَرَق طرق حرج ليختار ما بين الشيء ونقيضه، الولاء للوطن أو ضياعه، الهروب من ميدان المعركة أومواجهة القتلة، أن يضع روحه فوق كفه ليحمي شعبه من مؤامرات الخونة أو يخشى إرهابهم، عندئذ يتخذ قراراً مهماً يقف عنده التاريخ، هذا ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي إنحاز لبلده وقاد ثورة 30 يونيو لتخليص مصر من أكبر تنظيم دموي في العالم، ستظل بطولات الجيش والشرطة حية فى ذاكرة الأجيال، بعد أن رسخت مبادئ عشق الوطن وضرورة الحفاظ على هوية مصر من الاختطاف، هكذا يكشف مسلسل " الاختيار 3 " حكاية شعب اختار طريق الحرية، فأصبحت قصة كفاحه ملحمة سجل سطورها بحروف من نور بقيادة زعيم غير وجه العالم، اختار الشعب زعيمه، ورفض الفوضى وأخونة الدولة، لذا فأن ما حدث فى 30 يونيو معجزة بكل المقاييس لقد سقط نظام اختار طريق الدم للتعامل مع المواطنين بعد عام واحد من وصوله إلى الحكم، لكنها الإرادة الفولاذية التي تحققت بالتخلص من محمد مرسي الحاكم الخائن الذي لم يكن سوى لعبة في يد المُضلل محمد بديع، لن ننسى أبداً سجل جرائم الجماعة الإرهابية خلال 365 يوماً من الحكم، من يتخيل أن تحاصر جماعة مارقة المحكمة الدستورية العليا وتعتدي على النائب العام ويقيم قيادات التنظيم داخل قصر الرئاسة لوضع خطط أخونه الدولة، وقتل المواطنين الثائرين أمام قصر الاتحادية.
لقد كشفت تسريبات الاختيار3، عن ثورة شعب مصرضد الخونة وحكاية قائد أنقذ الدولة من المؤامرات التي كان يستعد الإخوان لتنفيذها في حال بقائهم في السلطة، إذ تضمن العديد من مقاطع الفيديو التي تبين سعي الجماعة الإرهابية للسيطرة على الدولة ومن بينها تسريب للإرهابي خيرت الشاطر، نائب المرشد الخائن، وهو يكشف عن نيته في تحريض مجموعة كبيرة تصل إلى مليون شخص لحرق مقرات أمن الدولة، قائلاً: «لما يحصل صدام مع جهاز أمن الدولة معنديش مشكلة إن أنا أطلع مليون واحد يحرقوا المقرات ويمسكوا الناس ويحبسوهم هما ويعملوا لهم محاكمة شعبية"، هذا التفكير الشيطاني يؤكد نية قيادات الجماعة حينئذ لإنشاء جهاز أمني موازِ يشبه الحرس الثوري الإيراني، وتتوالى التسريبات الكاشفة لقيادات الإرهاب، إذ يظر المرشد محمد بديع، في تسريب اًخر يتحدث خلاله مع خيرت الشاطر ومحمد مرسي عن السلفيين، إذ وصفهم بـ «الشراذم المسيئين للإسلام»،، بينما قال خيرت الشاطر" كبير كهنة الإخوان، إنه كان يتابع كل تفاصيل تحركاتهم ويزرع مرشدين في وسطهم، وعندما يجد معلومة يقوم بإبلاغ أمن الدولة ضدهم"، فأي خيانة هذه التي تحدث بين فصيلين يتاجران بالدين، لقد عرض المسلسل حتى الاًن خمسة تسريبات من 30 تسريباً لاجتماعات سرية لقيادات التنظيم ستذاع عبر العمل الدرامي طوال شهر رمضان الكريم، لتكشف للشعب المصري والعالم كله كيف أنقذ القائد عبدالفتاح السيسي، الوطن من جماعة سعت لزرع الفتن بين أبناء الشعب، وتحريض المواطنين ضد الجيش والشرطة والأقباط، حتى لا يمر يوم بدون إراقة دماء في الشوارع، وتجرأ على المؤسسات الدستورية، وصنع الأزمات فى كل مكان على أرض مصر خلال عام واحد كأنه دهر.
هكذا يروي الملسل حكاية قائد مقاتل من طراز فريد اختار حماية وطنه من السقوط ورفض أن يبيعه بملء الأرض ذهباً ورفض طلب مرسي بنزول الجيش إلى الشوارع للتصدي للمتظاهرين في الميادين وعند قصر الإتحادية، وشعب أبيّ عملاق لا يهاب الموت ولا يعرف الإستكانه، اختار رئيسه بعد انهيار حكم الإخوان ليعبر به الأزمات، ويسرع الخطى لبناء الجمهورية الجديدة وإقامة المشروعات العملاقة لتحقيق التنمية الحقيقة، فوجه الرئيس السيسي، بحفرقناة السويس الجديدة وإقامة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن تنفيذ خطة شاملة لتطوير الطرق والسكة الحديد ووضع الموانىء المصرية على الخريطة العالمية وتشييد الأنفاق التي تربط سيناء بالوطن الأم وبناء المدن الذكية الجديدة والقضاء على العشوائيات، كما أطلقت مصر مشروع المليون ونصف المليون فدان، وأنهت مشروعات بتكلفة 30 مليار جنيه لحماية أمن مصر المائي وإنشاء أكثر من 3 ألالاف مدرسة، وافتتاح مشروع ظهر العملاق، وإقامة 30 محطة طاقة كهربائية لزيادة القدرة الكهربائية بأكثر من 25 ألف ميجاوات، إضافة إلى توسيع قاعدة مظلة الحماية الاجتماعية عبر ضخ ستة مليار جنيه كاستثمارات في هذا القطاع، وإطلاق مبادرة 100 مليون صحة، وحققت مصر إنجازاً تاريخياً بدحر الإرهاب ومحاربة التطرف وسيطرة الجماعة الإرهابية على مفاصل الدولة وعاد الأمن إلى الشوارع، وتعددت مشروعات التكافل الاجتماعي وفي مقدمتها "حياة كريمة"، و" تكافل وكرامة" وإطلاق إستراتيجية التنمية المستدامة " مصر 2030 "، وانتشرت المدن الصناعية الجديدة بإجمالي استثمارات بلغت قيمتها خمسة مليارات جنيه.
يعتبرتوطين الصناعة الطريق إلى التنمية لأنها قادرة على تحقيق الرخاء لمصروالرفاهية للشعب، إذ جعلت الثورة الصناعية الأولى بريطانيا في القرن الثامن عشردولة رائدة بعد أن صارت منصة التكنولوجيا الجديدة في العالم نتيجة إحلال الميكنة محل العمل اليدوي، ولذا سيطرت على إمبراطورية تجارية عالمية فكانت الصناعة نقطة تحول رئيسة في تاريخ البشرية، وكان من نتيجتها ارتفاع مستوى المعيشة في أوروبا وأمريكا، واستمرت ركيزة التنمية حتى حققت إنجازات لم يسبق لها مثيل أواخر القرن التاسع عشروبداية العشرين بعد أن تسببت في توفير فرص العمل وباتت زيادة الإنتاج الذى يصدر للخارج وسيلة لجمع الأموال اللازمة للتنمية، وبعدها جاء الاهتمام بالزراعة باعتبارها ركيزة أسياسية للصناعة، حيث توفر لها المواد الخام بجانب أنها المصدر الرئيس للغذاء.
لقد إنطلقت الثورة الصناعية في أوروبا بناء على مبدأ أعلن عنه وزيرالمالية الفرنسي رينيه دي فوير، في مقال نشره عام 1751 بمجلة " économique " الفرنسية، وفي خمسينيات القرن الثامن عشر، طور الاقتصادي الفرنسي فنسنت دي جورناي، المصطلح، مطلقًا عبارة laissez-faire, laissez-passer وترجمتها «دعه يعمل.. دعه يمر» وذلك أثناء دعوته لإزالة القيود التنظيمية المفروضة على التجارة والصناعة في فرنسا، فصارت مبدأً اقتصادياً ينص على أن اقتصاديات السوق تعمل بكفاءة مثلى في ظل إطلاق الحرية الصناعية والتجارية لرأس المال، وشرح آدم سميث، في كلاسيكيته الشهيرة «ثروة الأمم»، فلسفة هذ المبدأ قائلاً إن قوى العرض والطلب تسمح لاقتصاد السوق بتنظيم نفسه، ولذا تحرص الحكومة المصرية حالياً على توطين الصناعة باعتبارها ركيزة التنمية، إذ ترتبط بقطاعات أخرى كثيرة يأتي في مقدمتها الزراعة والتجارة والنقل خصوصاً أن 55 مليوناً من شعب مصر يعملون بالزراعة، ولذا تعتبرالماضى والحاضر والمستقبل.
تحرص الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، على الاهتمام بالصناعة والزراعة منذ توليها المسئولية خصوصاً بعد أن أنجزت بنى تحتية بمواصفات عالمية، إذ تتجه حالياً نحو توطين الصناعة الوطنية ولذا تم حصر 133 مكون مستورد يمكن تصنيعها محلياً فضلاً عن إتاحة 83 فرصة استثمارية للتصنيع المحلى بدلاً من الاستيراد، والتوطين يدفع الصادرات للنهوض عقب تحقيقها 32 مليار دولار خلال العام الماضي وهو رقم قياسي لم يتحقق منذ سنوات، وكان نتيجة لعمل دؤؤب ستعود بنتائج إيجابية على الاقتصاد الوطنى، إذ بات توطين الصناعة المحلية وتعميقها وزيادة المكون المحلى فيها هدفاً استراتيجياً للدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحريص على تشييد قلاع صناعية في كل مكان على أرض مصر لتوفير احتياجات السوق المحلي والتصدير للخارج، ما يقلل الاعتماد على المنتجات المستوردة وتالياً ضبط الميزان التجارى، ولذا تم إطلاق العديد من المناطق الصناعية فى المدن الذكية الجديدة ومنها الروبيكى ومدينة الأثاث بدمياط، إذ تقدم وزارة الصناعة الدعم والمساندة لأي مستثمر يرغب فى ضخ استثمارات لتصنيع منتجات يتم استيرادها من الخارج، سواء من خلال ضخ استثمارات جديدة أوإجراء توسعات لمشروعات قائمة، إذ خصصت 100 مليار جنيه عبر المبادرات التمويلية لقطاع الصناعة، لدعم المنتج إضافة إلى مبادرة دعم الصناعات الصغيرة بـ 200 مليار جنيه وتحمل الدولة 3.5 مليار جنيه عن المصانع للضريبة العقارية.
تسابق مصر الزمن في عهد الرئيس السيسي، لأن تصبح عاملاً فاعلاً في عصر الثورة الصناعية الثانية المعروفة بـ "الثورة التكنولوجية"، والتي بدأت في سنة 1870 واستمرت إلى بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914، إذ أدت التطورات في التصنيع إلى ظهور أنظمة تكنولوجية حديثة أهمها أجهزة الكمبيوتروالطاقة الكهربائية والهواتف، ولذا كان التركيز على بناء المدن الذكية القادرة على استيعاب التقنيات الحديثة، فكانت العاصمة الإدراية الجديدة أيقونة المدن في العالم الحديث، وسجلت وسائل الاتصال والمواصلات التي تشيد بأحدث التقنيات العالمية نموذجاً لكل الساعين إلى بناء الدول المتطورة، وشهد قطاع البترول تحول رقمى خلال السنوات الماضية انطلاقاً من تنفيذ رؤية مصر 2030، التي تسعى لوضع الدولة في مصاف الدول الكبرى الناشئة.
وأقول لكم، إن مصر الساعية إلى التقدم وتوفير الرفاهية لشعبها لا تتوقف قيادتها عن وضعها على الطريق الصحيح خصوصاً في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية التي تسببت في وقف ضخ القمح إلى مصر، إذ أعلن مجلس الوزراء من خلال وزارة الزراعة عن إجراءات تحفيزية لزيادة مساحة زراعة القمح " الذهب الأصفر"، وتشجيع المزارعين على توريد الإنتاج لوزارة الزراعة إذ بدأ توريد القمح من أول إبريل الجاري وتستهدف الوزارة توريد نحو 5.5 مليون طن، على أن يتم سداد حقوق مزارعي القمح المالية فورياً ما يوفر رصيداً يكفي لنهاية العام الجاري من ذهب مصر الأصفر الذي صار في الصوامع الاًن، إذ يتم صرف مستحقات المزارعين بعد توريد المحصول مباشرة، في الوقت الذي أصدرت فيه الحكومية قرارات عدة من أجل الإصلاح المالي وتوفير ما تحتاج إليه خلال الفترة المقبلة لحماية المواطنين خصوصاً الفئات الأكثر إحتياجاً من التداعيات العالمية للحرب الروسية الأوكرانية.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yahoo.com