مؤشرات زوال النظام العالمي

تمثل الحرب الروسية الأوكرانية توقفًا في تطور الاقتصاد العالمي ونقطة تحول تشير إلى زوال وشيك للنظام العالمي الذي تقوده واشنطن وستدفعها إلى توخي الحذر أكثر عندما تتدخل في حرب أوكرانيا بل في كافة الازمات الدولية المستقبلية ولن تكرر سيناريو تورطها في صراعات التسعينيات وبعد أحداث 11 سبتمبر في البوسنة ورواندا والصومال وأفغانستان والعراق والسودان.

إن إحجام الولايات المتحدة الأخير عن التدخل بالقوة ليس مسألة قناعة فقط، بقدر ما يرجع إلى ضعف نفوذ واشنطن وعدم قدرتها على الردع بعد الحرب الباردة، ورغبتها في التركيز على صراعها مع الصين.

في ظل خلل النظام العالمي، فهناك مناطق أخرى قابلة لاشتعال الحرب فيها اليوم بعد أوكرانيا مثل تايوان وإيران، الأمر الذي يتطلب سياسة أمريكية وقرارات حاسمة واضحة ومتسقة لا تتأرجح من إدارة إلى أخرى. بشأن قضايا مثل الحروب بالوكالة، ودعم الأطراف المتنافسة في الصراعات الداخلية كما يحدث في سوريا وليبيا، والهجمات الإلكترونية، وتزوير الانتخابات، وحقوق الإنسان، ومبيعات الأسلحة.

رسمت هذه الحرب خطاً أحمر يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، بل وتأسيس نظام أوروبي جديد من شأنه أن يمنع توسيع الناتو باتجاه الشرق.

قد يؤدي وقوع حادث أو سوء تقدير من جانب أحد الأطراف إلى نشوب حرب عالمية ثالثة أو على الأقل حرب باردة جديدة وزوال النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة.

د. نبيل السجيني

nabil.segini@gmail.com