احمد الشامى
أقول لكم «عيد بطعم الحرية »
«عيد بطعم الحرية »
انقشعت الغيوم وصفت الأجواء، وأضاء نورالفجر كل مكان في وطننا،غادرالعشرات من السجناء الحياة خلف القضبان وتذوقوا طعم الحرية، يشتمون نسماتها ويفوح عبقها ليملأ الأرجاء، فَرِحِينَ بِمَآ تحقق من وعود الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي لم يخلف يوماً موعده مع أحد، مستبشرين بمستقبل مشرق في دولة واعدة قادرة على تحويل الأحلام إلى حقائق، وكانت دعوته للحوارالسياسي بمثابة تحطيم للأغلال والقيود وأوهام العقول وفتح صفحة جديدة في العمل السياسي مع كافة أبناء المجتمع من أجل تنويع الرؤى وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تهدد العالم كله وحماية للأمن القومي المصري، فجاء قرار الرئيس بإعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمرالوطني للشباب، في الوقت المناسب، إذ بدأت في توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية في الدولة،لتنطلق مصر إلى مرحلة جديدة من الحوار البناء الذي يستهدف التفاهم والتلاقى على مساحات مشتركة، والتوصل إلى نتائج إيجابية ترسم مستقبل وطننا وشعبنا المتطلع إلى اًفاق غد جديد، إنه عيد فطر بطعم الحرية والأمل والعمل، وحياة جديدة لمن ظنوا أنهم منسيون ولن يتذكرهم أحد، لكنها مصر التي لا تظلم أحداً ولا تؤلم القلوب الصادقة والأيادى البناءة التي تتلاقى دائماً من أجل رفعة دولتنا الفتية التي تسرع الخطى مثل قطار فائق السرعة للوصول إلى تحقيق أماني المصريين في الميعاد دون تأخير.
بعد ساعات فقط من دعوة الرئيس للحوار السياسي، أخلت وزارة الداخلية سبيل 41 من سجناء الرأي والسياسة كانوا محبوسين احتياطيا على ذمة قضايا، في الوقت الذي ستشهد فيه الفترة المقبلة مراجعات قانونية وإنسانية للإفراج عن مزيد من المحبوسين احتياطيا أو المحكوم عليهم ممن ينطبق عليهم شروط العفو الشرطي أو الرئاسي، لتؤكد قيادة الدولة من جديد أنها حريصة على فتح أبواب الحرية لكل من لم تخضب أياديهم بدماء المصريين للعودة إلى الحياة من جديد، وبعدها بساعات فقط أعلنت وزارة الداخلية الإفراج عن 986 من النزلاء المحكوم عليهم إثر عفو رئاسي بمناسبة عيد الفطر، بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر وإنفاذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي، وتنفيذا لقراره الصادر بشأن الإفراج بالعفو عن باقي مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم الذين استوفوا شروط العفو، وتتويجاً لنهج اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتطوير منظومة السجون وتأهيل المفرج عنهم للانخراط في المجتمع نتيجة تحويل السجون إلى مؤسسات لتهذيب وإصلاح أصحاب الجرائم لتأهيلهم وتعليمهم الحرف التي تناسب قدراتهم ليصبحوامواطنين صالحين بعد خروجهم وعودتهم إلى الحياة الطبيعية إذ يتم توفير فرص عمل لمن يرغب منهم.
كشف تقرير مجلس الذهب العالمي عن مفاجأة سارة عن الاقتصاد المصري، إذ أعلن أخيراً اتجاه البنوك المركزية حول العالم إلى زيادة الاحتياطي من الذهب لديها بواقع 84 طناً في الربع الأول من العام الجاري 2022، ووصف المجلس البنك المركزي المصري بأنه أكبر مشترٍ للذهب في العالم خلال الربع الأول من العام، إذ حاز بمفرده على 44 طناً من الذهب خلال شهر فبراير الماضي، ما يعني أن مصر اشترت أكبر من نصف كمية الذهب التي تم عرضها للبيع في الأسواق الدولية ما يؤكد متانة الاقتصاد المصري وقوته في مواجهة الظروف الصعبة التي تواجه العالم حالياً، ليرتفع حجم الذهب لدى البنك المركزي بمعدل 54% ليصل إلى125 طناً بنهاية فبراير، أو ما يعادل 19% من إجمالي احتياطيات العملة الأجنبية، والتي تعد الأعلى في الشرق الأوسط، رغم معاناة العالم كله من وباء كورونا والأزمة الأوكرانية الروسية التي تهدد البشرية كلها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، جاء تقرير وكالة " فيتش للتصنيف الائتماني" الأمريكية، ليصنف مصر عند "B+" مع نظرة مستقبلية مستقرة مدعوماً بسجلها الأخير في الإصلاحات المالية واقتصادها الكبير ونموه القوي، متوقعة زيادة الإيرادات من السياحة في السنة المالية 2021-2022 مقارنة بسابقتها، في الوقت الذي أكدت فيه مؤسسات اقتصادية ومالية عالمية أن الدين العام لمصر تحت السيطرة وارتفاعه لا يثير القلق لأنها قادرة على سداد الأقساط المستحقة في مواعيدها بفضل الاستثمارات الخارجية والداخلية في المشروعات التي أقامتها خلال السنوات الماضية، خصوصاً المدن الذكية والصناعات المتنوعة والتوسع في الزراعة، فضلاً عن تنوع الاقتصاد وتعدد مصادر النقد الأجنبي للبلاد، الذي يحقق أكثر من 30 مليار دولار سنوياً من تحويلات العمالة الخارجية، إضافة إلى دخل قناة السويس الذي يزيد على 6 مليارات دولار والسياحة التي تحقق 9 مليارات دولار سنوياً رغم الظروف الصعبة عالمياً، وهو ما دعا وكالة " ستاندرد آند بورز" لتصنيف مصر عند "B/B" مع نظرة مستقبلية مستقرة، إضافة إلى توصيات مجلس النواب للحكومة، خلال مناقشة وزير المالية الحساب الختامي للموازنة للعام المالي 2020 ـ 2021 بضرورة استغلال المنح والقروض التي تحصل عليها مصر من الخارج في تمويل مشروعات ذات عائد ووفقا لجدول زمني محدد، ووضع حد أقصى لسقف الدين.
إن تطويرالعقول هو الذي يمنح الإنسان بريق الفكرة، وبها تتقدم الأمم وتنهض المجتمعات لتحقق ما سعت من أجله وضحت بالأرواح من أجل الوصول إليه، ولذا حذرت مؤسسات دولية من مجاعة قد تهدد العالم في الفترة المقبلة، نتيجة توقعات بأن يطول أمد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لكن الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لا تتوقف عن متابعة إحتياجات المواطنين، إذ تعقد لجنة مواجهة تأثير الأزمة العالمية الراهنة على السلع الاستراتيجية، اجتماعات متتالية لاستعراض موقف الأرصدة من السلع الأساسية، مؤكدة أن الإحتياطى مطمئن للغاية، إذ إن القمح يتوافر مخزون منه يكفى الاستهلاك المحلى لمدة 2.6 شهر قبل الحصاد في الموسم الجديد الذي سيرفع المخزون إلى ستة أشهر إضافية على الأقل، فيما يكفي مخزون السكر 5.6 شهر، إضافة إلى الزيت فيكفى المخزون منه حاجة الاستهلاك المحلى لمدة 5.9 شهر، والأرز 5.9 شهر، والدواجن تكفي 7.8 شهر، فى حين يكفى الرصيد من اللحوم الحية لمدة 16.6 شهر.
وأقول لكم، إن مصر صاحبة التاريخ والحضارة لا يمكن أن تنكسر، بل أنها قادرة على عبور أي أزمة مهما كانت صعوبتها بفضل قيادتها المسئولة وإرادة شعبها التي لا تلين وتدفعه نحو تحقيق هدفه، ليصل إلى النتائج التي ترضيه بعد أن عاش عشرات السنوات منسياً، فجاء الرئيس السيسي ليطلق المبادرات التي تبني الإنسان المصري وتحفظ مستقبله من أجل حياة كريمة، يجد خلالها كل ما يتمناه من صحة وتعليم وفرص عمل مناسبة ليسهم في بناء الوطن بعد أعوام التراجع التي قضاها نسياً منسياً لا يشعر به أحد ولا يسأله عن إحتياجاته، لكن العصر الجديد الذي يعيش فيه المصريون جعلهم يثقون بقدراتهم وفي مستقبل بلدهم، فنحن نسقط لكي ننهض وعندما نهزم في المعارك نقف لنحرر نصراً أروع، لقد أكد الرئيس السيسى خلال احتفالية عيد الفطر بحضور أبناء الشهداء أن "كل كلمة اتقالت فى مسلسل الاختيار كانت واقعا حقيقياً، موضحاً أن الجيش تعرض للتهديد المباشر 3 مرات قبل 30 يونيومن جانب الإخوان، وأن خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة هدد البلد بالقتل في حال إذا لم تستمر في حكم مصر، ويقيني أن ما حدث في 30 يونيو لم يكن مجرد ثورة بل معجزة أنقذت الوطن من الضياع بفضل تلاحم الجيش والشرطة والشعب للتخلص من أكبر تنظيم دموي في العالم.
أحمد الشامي
Aalshamy 610@yahoo.comm