الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم « إن كان فى أرضك مات شهيد .. فيه ألف غيرة بيتولد »
« إن كان فى أرضك مات شهيد .. فيه ألف غيرة بيتولد »
عاد الإرهاب يطل بوجهه القبيح بعد الضربات الأمنية التي أفقدته توازنه خلال السنوات الأخيرة خصوصاً في سيناء، محاولاً أن يثبت حضوره ووجوده وقدرته على ضرب الاستقراررغم هزيمته على يد القوات المسلحة والشرطة، ساعياً لتنظيم صفوفه للعودة من جديد، لتحقيق «حلم الخلافة» الذي تحول إلى سراب بعد فشل مشروع جماعة الإخوان في حكم مصر وتحويلها إلى ولاية إسلامية، وجاء الهجوم المسلح لمجموعة من التكفريين على محطة رفع مياه شرق قناة السويس والذي أسفر عن استشهاد ضابط و10 مجندين وإصابة خمسة آخرين في سياق هذا المخطط الجهنمي الذي يسعى لإعادة العنف إلى أرض الفيروز، وهو ما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى عقد اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة تداعيات الموقف مطالباً بالضرب بيد من حديد على من يحاولون عودة الصراع إلى ربوع وطننا الذي حقق إنجازات غير مسبوقة في الكثير من المجالات، وكان القصاص بعدها بساعات إذ تمكنت القوات المسلحة من ملاحقة ومحاصرة عدد من العناصر الإرهابية بالمناطق المنعزلة والمتاخمة للمناطق الحدودية في سيناء، ونفذت ضربة جوية مركزة أسفرت عن تدمير عدد من البؤر الإرهابية، وتدمير عربتين دفع رباعى والقضاء على 23عنصراً تكفيرياً وتدمير عدد من العبوات الناسفة المعدة لإستهداف قواتنا، ونتيجة للأعمال البطولية لقوات إنفاذ القانون نال شرف الشهادة ضابط و4 جنود كما أصيب جنديين أخرين، إنها قواتنا المسلحة التي لا تترك حق الشهداء مهما كانت التضحيات، لا ينسى أبطالها كلمات الشاعر إبراهيم رضوان التي صدح بها المطرب الراحل محمد نوح وتقول «مدد مد مدد مدد شدى حيلك يابلد.. إن كان فى أرضك مات شهيد .. فيه ألف غيرة بيتولد».
أكد سيناريو تنفيذ الحادث الدموي، أن الإرهابيين في سيناء لا يزالون يحصلون على الدعم المالي والسلاح من بعض الدول وأجهزة مخابرات عالمية للاستمرار في تنفيذ عملياتهم في مصر لوقف مسيرة البناء والتنمية،وأرى أن عودة الإرهاب إلى سيناء لم يكن مفاجأة في ظل التغيرات والصراعات التي تحدث في أماكن كثيرة من العالم، إذ إن تقاريردولية كثيرة أعلنت خلال الأشهر الماضية أن التنظيم الأكثر دموية في العالم «داعش »، ابن القاعدة تكويناً وتمويلاً إذ إن غالبية عناصره كانوا ينتمون للتنظيم في أفغانستان قبل الإنتقال إلى سوريا والعراق، وحفيد الإخوان فكراً تكفيرياً وعقيدة ظلامية، يعيد هيكلة عناصره بعد هزيمته في العراق وسوريا عام 2019، منذ أعلن الرئيس الأمريكي ترامب، قبل ثلاث سنوات القضاء على التنظيم في الدولتين، والذي أضاف «سنبقى يقظين حتى هزيمته أينما كان، وسنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لسحق الإرهابيين تماماً»، ويقيني أن إنشغال العالم بانتشار فيروس كورونا خلال العامين الماضيين منح التنظيم الفرصة لتنظيم صفوفه وتغييراستراتيجيته، إذ يمتلك ثروة تقدر بنحو 300 مليون دولار على الرغم من انهياره، لكنه لم يعد حريصاً على بناء دولة على الأرض، وقرر العودة إلى المناطق الصحراوية مثل باقي التنظيمات الدموية، لتنفيذ عمليات عنف عن طريق «الذئاب المنفردة» أو«الذئاب المجتمعة»،والهروب بعدها إلى المناطق الصحراوية أوالغابات في حال وجدت بحسب الدولة التي يرتكبون فيها جرائمهم، وأرى أن جماعة الإخوان الإرهابية قدمت تمويلاً مالياً لعناصر الإرهاب خلال الأشهر الأخيرة لتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء، على غرار التي ترتكبها عناصر داعش في سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة، وذلك من أجل الضغط على الدولة والمطالبة بالمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية.
يزعم الإخوان رغبتهم في الحوار مع الدولة، لكنهم لا يعلمون أن الحوار الذي دعا إليه الرئيس يستهدف القوى الوطنية المصرية وليس الجماعة الإرهابية، فالقصاص للشهداء الذين ارتقت أرواحهم إلى السماء أمانة في أعناقنا جميعاً وهو ما حدث بالفعل، ولذا وجه الرئيس السيسي قيادات الجيش بوضع خطة لملاحقة العناصر التكفيرية الهاربة في سيناء والقضاء عليها، واستكمال تطهير شمال سيناء من العناصرالتكفيرية، بهدف القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله، وأرى أن ما بذلته القوات المسلحة من جهود خلال السنوات الماضية منذ سقوط حكم الإخوان في عام 2013 والتي توجت بالعملية الشاملة سيناء 2018 نجحت في القضاء على غالبية الجماعات التكفيريه في شمال ووسط سيناء، ومناطق في دلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل، فضلاً عن أنها تمكنت من إحكام السيطرة على سيناء والحدود و المنافذ الخارجية وتجفيف منابع الإرهاب، واقتلاع جذوره من شبه جزيرة سيناء بالتعاون مع الأهالي الشرفاء، في الوقت الذي انطلقت الجهود لإنجاز المشروعات القومية العملاقة بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة، والتي أعادت أرض الفيروز إلى حضن الوطن بعد أن وفرت لأهالينا في سيناء الاًلاف من فرص العمل.
وأقول لكم، إن عدداً من قيادات الإخوان في الخارج يسعون للمشاركة في الحوار الوطني، لكن شعب مصر قالها صريحة لا تصالح مع الجماعة الإرهابية التي أحرقت مصر عقب سقوط نظام حكم مرسي، والتي يدبر قياداتها المؤامرات لإسقاط الدولة منذ هروبهم حتى الاًن، لكن شعب مصر بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة قادرون على حماية مقدرات الدولة الناهضة ولن يهزهم الإرهاب، ويقيني أن لسان حال أبناء مصر يرددون الاًن قصيدة الشاعر العبقري أمل دنقل التي قال فيها « لا تصالح على الدم، حتى بدم،لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ، أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟ وهل تتساوى يدٌ سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟»، ولذا يتعين أن يكون الحوار وطنياً خالصاً وهو ما دعا تحالف الاحزاب الذي يضم قرابة 40 حزبا سياسياً، إلى إعلان تأييده للدعوة التى وجهها الرئيس السيسي خلال إفطار الاسرة المصرية بتنظيم مؤتمر للحوار الوطنى دون إقصاء أو استثناء لأحد لوضع خارطة طريق للعبور بمصر للجمهورية الجديدة، وظني أن مصر خلقت قبل التاريخ لتبقى شامخة رغم انهيار عشرات الإمبراطوريات حول العالم، ولذا شدد الرئيس السيسي، على أن الحادث الإرهابي الذي حاول استهداف محطة لرفع المياه بغرب سيناء لن ينال من عزيمة الدولة أو الجيش المصري في حربهما ضد الإرهاب، فيما أشاد تقرير صادر أخيراً عن الأمم المتحدة، بنجاح التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب، والحد من أنشطة الجماعات التكفيرية نتيجة تنفيذ استراتيجية وطنية في مكافحة الإرهاب، وزيادة حجم الاستثمارات في مجالات البنى التحتية والنقل والإسكان بسيناء التي صارت عروساً بدوية وسنابل قمح ذهبية، وجداول من عطر رقراق فوق ضفاف وردية، لقد وجه الرئيس السيسي أخيراً بمواصلة العمل بالمشروعات الجارية في العاصمة الإدارية الجديدة وفق التخطيط الزمني والإنشائي المقرر للانتهاء من الأعمال مع الاهتمام بتفاصيل التنسيق الحضاري بكافة الطرق والمحاور والأحياء لتتكامل مع جميع العناصر الإنشائية والهندسية خاصةً ما يتعلق بمقر القيادة الاستراتيجية، ما يؤكد أن مصر ماضية في طريقها إلى التنمية مهما كانت التحديات.


أحمد الشامي
aalshamy610@ yahoo. com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف