الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم مصر تواجه الأزمة بـ « قرارات جريئة»
مصر تواجه الأزمة بـ « قرارات جريئة»
يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى،إلى خروج مصر من الأزمة الاقتصادية العالمية في أسرع وقت ممكن، ولذا يحرص على إتخاذ « قرارات جريئة» تكون بمثابة عبور إلى المستقبل يمكن وصفها بـ «إجراءات ثورية» لبناء الجمهورية الجديدة التي يحلم بها المصريون منذ مئات السنين، وجاءت توجيهات الرئيس بتأسيس الشركات عن طريق الإخطاررقمياً وتسهيل شروط إقامة شركات الفرد الواحد، والتوسع في إقامة المناطق التكنولوجية الاستثمارية الحرة، في الوقت المناسب إذ تسهم في جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية لزيادة قدرات الدولة على مواجهة التحديات التي تهدد العالم عبر خطة تعافي تطمح إلى زيادة الإنتاج الصناعي وإحلال المنتجات المصرية بديلًاً للمستورد وترشيد الاستهلاك فضلاً عن توطين التكنولوجيا وتحقيق العدالة بين جميع الشركات العاملة في مصر، وهو ما أكد عليه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده قبل أيام، إذ أعلن إنه تم إصدار 51 ألف رخصة تشغيل صناعى وفرت 2.5 مليون فرصة عمل خلال السنوات الأربع الماضية، داعياً القطاع الخاص إلى المشاركة في أصول مملوكة للدولة بـ 40 مليار دولار.
وأرى أن الحكومة تتصدى للأزمة العالمية بـ » فكرجديد» رغم أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت على كافة الاقتصاديات للدول الكبرى وأيضاً الناشئة منها مثل مصر، التي استطاعت أن تصمد بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى الذي تبنته الحكومة خلال السنوات الماضية وقاد الدولة من الفوضى والظلام إلى النور، ومعدلات التنمية غيرالمسبوقة التي تحققت منذ عام 2014 حتى الاًن، ولذا فنحن في مفترق طرق وعلينا أن نتكاتف جميعاً من أجل الحفاظ على وطننا من السقوط والتصدى للمؤامرات الخارجية، وجاء الوقت لتعزيز دور القطاع الخاص وتوطين الصناعة المحلية وتنشيط البورصة المصرية وتوفيرالسلع خصوصاً الاستراتيجية منها بعد أن تمكنت الدولة من إقامة العديد من المشروعات القومية وتشييد مدن ذكية وشبكة طرق عالمية ما أدى لتوفير نحوخمسة ملايين فرصة عمل، ولذا تخطط الحكومة لإطلاق قانون جديد لإعفاء المشروعات الصناعية في المدن الجديدة والحدودية من الإعفاءات الضريبية.
إن القرارات الجريئة التي يحرص الرئيس على إتخاذها ستسهم في الوصول إلى النتائج المرجوة في أسرع وقت ممكن، ويأتي في مقدمتها حصاد 10 ملايين طن قمح العام الجاري، ويقيني أنه إنتاج استثنائي يحدث لأول مرة في تاريخ مصربعد بلوغ المساحات المنزرعة إلى 3 ملايين و659 ألف فدان وفق توجهات القيادة السياسية، ويقينى أنه ليس هناك ما يدعو للقلق تجاه المخزون الاستراتيجي من القمح، مع بدء موسم الحصاد الجديد ويتوقع أن يكفى حتى نهاية العام الجاري وزيادته العام المقبل في ظل التوجه إلى التوسع فى زراعة القمح ودعم المزارعين بمنحهم المزيد من الحوافز الإضافية عن طريق زيادة سعر توريد القمح لتشجيعهم على توريد أكبر كميات من القمح لوزارة الزراعة، وهذا دليل جديد على تكاتف جميع أبناء الشعب للخروج من هذه الأزمة بفكر جديد قادر دعم الوطن للعبور من هذه الأزمة العالمية.
يحدث ذلك في الوقت الذي ينطلق فيه الحوار الوطني الذي يشارك فيه كافة أطياف المعارضة المصرية، لكن الغريب أن تطلب " جماعات الإخوان" الإرهابية المشاركة بعد أن تفتتت إلى أكثر من ثلاثة تنظيمات بسبب الصراع على الأموال، فأصبحت تعيش في عزلة أكبر من الأزمة العالمية، واشتعل الصراع بين جبهتي إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد الذي يقيم في لندن، ومحمود حسين أمين عام الجماعة، والذي يتخذ من اسطنبول مقراً له، إضافة إلى جبهات في دول أخرى، كلهم يتقاتلون من أجل المال في الوقت الذي تبرأ منهم شباب كثر غالبيتهم في السجون وطلبوا الحوارمع الدولة، والطريف أنهم جميعاً يستجدون المشاركة في الحوار، كما طلب أيمن نور في بيان العودة إلى مصر والمشاركة ويبدو أنه أصبح أحد قيادات إحدى "جماعات الإخوان" المتصارعة ومتحدثاً باسمهم، وهذا يؤشر إلى أنهم لم يفهموا الدرس جيداً فالشعب قال كلمته في 30 يونيو ولن يتراجع عن قراره برفض هؤلاء الإرهابيين وطردهم من مصر بسبب أفكارهم التكفيرية ودعمهم للتنظيمات المسلحة في سيناء وغيرها في أنحاء مصر والتي كلفتنا الكثير من الشهداء والمال ولاتزال مصر تنزف حتى الاًن والجروح لم تندمل والكثير من الأزمات التي تعاني منها بسبب حروبهم الإعلامية ضد الدولة ومؤسساتها ونشرالأكاذيب و الشائعات.
وجاء التصدى للأزمة الاقتصادية العالمية في وقت تتصاعد فيه الأزمة الروسية الأوكرانية بعد أن اشتعلت وتيرة القتال على الجبهة بين الدولتين نتيجة فشل المفاوضات بينهما في الوقت الذي تسعى فيه أمريكا إلى ضم فنلندا والسويد إلى حلف الناتو لكنها فوجئت بالرئيس التركي رجب أردوغان، يقول إن بلاده بصفتها عضواً في الحلف سترفض انضمام السويد وفنلندا بزعم أن الدولتين تستضيفان أعضاء حزب العمل الكردستاني المعادي لأنقرة، وتالياً ترى تركيا أن السويد دولة حاضنة للإرهاب، وينص قانون الحلف على موافقة الأعضاء الـ 30 على إنضمام أعضاء جدد وهو ما لن يتحقق دون موافقة أنقرة، جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أن حلف الناتو لا يزال فعالاً ووجوده ضرورى أكثر من أى وقت مضى وندعم طلب السويد وفنلندا الانضمام للناتو، وأرى أن انضمام الدولتين للناتو قد يكون بمثابة صب الزيت على النار إذ لم يجئ في إطار صفقة لإنهاء الصراع المشتعل بين موسكو وكييف، إذ يكون إنضمام الدولتين للناتو مقابل عقد إتفاق بين روسيا وأوكرانيا يحول دون إنضمام الأخيرة إلى الناتو وتالياً إنهاء مخاوف بوتين من نشر أسلحة نووية على حدود روسيا مباشرة، وكان ذلك أهم سبب لإندلاع الحرب بين الدولتين وإتساعها وتدخل أمريكا والناتو فيها لدعم كييف، لكن كل الشواهد تشير إلى عدم توصل أي جهة إلى قت محدد لإنهاء هذه الحرب.
وأقول لكم،إن حرص الرئيس السيسي على التوصل لحلول سريعة لهذه الأزمة العالمية داخلياً وخارجياً لم يشغله عن زيارة الإمارات الشقيقة لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي قدم الدعم لمصر في ظروف تاريخية صعبة عقب أحداث 25 يناير وظل وفياً لوصية والده الشيخ زايد طيب الله ثراه الذي أوصى أبناءه بمصر، قبل رحيله قائلاً « نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيكم بأن تكونوا دائمًا إلى جانب مصر، أكرّرها أمامكم، بأن تكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن يكتب للعرب الحياة»، كماً هنأ الرئيس السيسي، صاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان على توليه رئاسة الإمارات، معرباً عن أطيب التمنيات بالتوفيق لأخيه الشيخ «بن زايد» في مواصلة مسيرة التطور والازدهار للإمارات الشقيقية، واستكمال السياسات الرشيدة التي حققها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؛ امتداداً لمسيرة الازدهار التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأرى أن القيادة الجديدة للبلاد ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قادرة على خدمة الإمارات وشعبها وتوطيد علاقتها بالدول الشقيقة لما فيه مصلحة الأمة العربية.
أحمد الشامي
Aalshamy610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف