احمد الشامى
أقول لكم « 30 يونيو»..ثورة شعب وبطولة جيش
« 30 يونيو»..ثورة شعب وبطولة جيش
كان يعلم أن الحياة عقيدة وجهاد،حرب وقتال، كلمة شرف وميعاد، موقف نبيل وكبرياء، وأن الخائفين لا يصنعون التاريخ ولايسطرون ملامح المستقبل، وإنما يصنعه أصحاب القلوب الجسورة والمبادئ النبيلة الذين يعشقون تراب الوطن، وتعلموا من أخطاء الماضي، فقاد ثورة 30 يونيوبعدأن غاب العدل والأمن والأمان في وطن مقهورمكسورفاقد القدرة على الحلم، إنه القائد عبدالفتاح السيسي، الذي أعلن أنه لا تنازل عن التغيير والاستجابة لنداء الميادين وأن دماء الشهداء الذين إرتقت أرواحهم إلى السماء لن تضيع هباء، إمتلأت الشوارع بالثوارالعظماء وتعالت النداءات والشعارات والصيحات " يسقط حكم المرشد"، لإعلان لحظة الخلاص من سارقي الوطن برئاسة مرسي، بعد عام سعت خلاله الجماعة الإرهابية لإخونة مصروبناء دولة الخلافة المزعومة، فجاءت الثورة قوية كالطوفان الذي أغرق الإحباط ولم يذرالخونة، نعم كانت الثورة مؤلمة لكنها كانت الطريق الوحيد إلى الأمل الذي أضاء بعبق دماء الشهداء الذكية، لننتقل من الفوضى إلى البناء والنماء، إختار الشعب زعيمه وانطلقت التنمية على أرض مصر بعد القضاء على الإرهاب الذي كان كابوساً يهدد وجود الدولة، إنها مصرأرض الحضارة والتاريخ التي لم تسقط طوال السنين وظلت حتى الاًن الامبراطورية الوحيدة على وجه الأرض التي لم ولن تندثر بل تزداد ركائزها قوة وقدرة على مواجهة العواصف والتحديات لتودع مصر الحياة تحت نير الخطر والخيبات.
تسع سنوات من الفخزقضاها الشعب الأبي ينتقل من إنجاز إلى إنجاز، كان يعلم أن يداً واحدة لا تصفق وأن البناء لن يعلو إلا بالتلاحم والتكاتف، لم يأخذ بمبدأ" أن تعيش لتأكل..أوتأكل لتعيش"، بل وضع في عقله أن ينطلق إلى المستقبل بخطى فائقة السرعة وأشرقت شمس الجمهورية الجديدة لتنير ربوع مصر،وانطلقت المبادرات الرئاسية لدعم المواطنين، جاء في مقدمتها القضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية، وتبعها إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، وتنطلق مبادرة "نور حياة" التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى يناير عام 2019، والتي تم تخصيص مبلغ مليار جنيه من صندوق "تحيا مصر" لتنفيذ المبادرة خلال ثلاثة أعوام وتهدف إلى مكافحة ضعف وفقدان الإبصار، وتطوير القرى المصرية، ودعم صحة المرأة، لتأتي أيقونة هذه المبادرات "حياة كريمة" التي انتشلت الفئات الأكثر إحتياجاً من حياة العوز إلى حصن الأمل والأمان، وتتوالى المبادرات لتصل مصر إلى مرحلة الاستقرار والقدرة على حماية أمنها بعد بناء جيش وطني يحافظ على عرين الأمة في الحرب والسلام يحمي ولا يهدد يبني ولا يهدم، حريص على أمن الأمة العربية وتقدمها والحفاظ على ثرواتها التي تسعى دول كثيرة إلى الاستيلاء عليها في ظل أزمة عالمية تهدد الدول الكبرى والصغرى، ولذاجاءت كلمة الرئيس السيسي في الذكرى التاسعة للثورة لتضع النقاط فوق الحروف إذ أكد "إن مصر تواجه تحالفاً ملعوناً بين قوى الشر والدمارأرادت وما زالت تريد النيل من وطننا، تلك الموجات التي تحطمت على صخور إرادة المصريين الصلبة، وكما فشل الأشرار من قبل سيفشلون مجددًا بإذن الله وبتماسكنا ووحدتنا"، وأرى أن التحاف الملعون الذي تحدث عنه الرئيس ليس الجماعة الإرهابية المارقة وحدها بل إنضمت إليها أخيراً قوى شر جديدة قد تكون دولاً كبرى أو صغرى فضلاً عن كيانات مخابراتية اتفقت جميعاً على استغلال ما يمر به العالم من أزمة عالمية لبث الشائعات والأكاذيب عن وطننا عبر حروب الجيل الخامس، إذ تحرص على استقبال مقدمي البرامج التليفزيونية الإخوانية والهاربين من أحكام قضائية في مصروحثهم على مهاجمة مصر ومؤسساتها وتتخذ من هدم الإنسان وسيلة لإسقاط الدولة بعد أن انتهى عصر الحروب التقليدية، ودخلنا مرحلة الحروب المستقبلية بالفعل، ولذا حان الوقت لأن ينتبه المصريون لخطورة ما يحاك ضدهم من مؤامرات لا تتوقف بعد أن قضت على الجماعة الإرهابية ومشروعها لبيع مصر.
لقد أرست ثورة 30 يونيو مبادئ الأمن القومي المصري لحمايته من التهيدات والمخاطر والتحديات التي تحيط به إقليمياً ودولياً، وفتحت الطريق أمام مصر لبناء الجمهورية الجديدة وتطوير علاقاتها مع جميع دول العالم، بعد أن أصبح لها درع وسيف وجيش وشعب مقاتل من أجل تحقيق طموحاته وقيادة لا تعرف التراجع أو الاستسلام، فبعد أيام من زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان للقاهرة من أجل تنسيق المواقف قبل زيارة الرئيس الأمريكى بايدن إلى السعودية ولقائة زعماء الخليج ومصر والأردن والعراق، كان من المهم أن يتحرك الرئيس السيسي، ليزورسلطنة عمان ثم البحرين في إطار توحيد الصفوف العربية واستهدفت مباحثاته مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، وهو ما أكد عليه الرئيس أثناء زياته إلى البحرين ولقائه مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وتم مناقشة لفرص الاستثمارية بين البلدين وتوقيع 10 اتفاقات اقتصادية لتتويج العلاقة بين مصر والمملكة الحريصة على استقرارمصر ودعمها اقتصادياً عبر جسور من التعاون في المجالات كافة فالمصير العربي مشترك والتعاون بين دوله في هذا الوقت الذي تزداد فيه التوترات في العالم هو الطريق الوحيد للنجاة من طوفان المخاطر التي تهدد العالم بالكامل.
جعلت التوترات الكثيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط هنرى كيسنجر، ثعلب الدبلوماسية الأمريكية ووزيرخارجيتهاالأسبق وأحد قادة الفكر الإستراتيجي الأمريكي والعالمي، يقول إن أحداثاً كبيرة ستشهدها منطقة الشرق الأوسط وآسيا قريباً، مؤكداً أن واشنطن تشهد انقساماً سياسياً أكثرمما كانت عليه في حرب فيتنام في أوائل سبعينيات القرن الماضي بسبب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفاً أن الصراع في أوروبا سيكون له تبعات على الأمن والوضع الجيوسياسي العالمي، متابعاً "السؤال الآن هو كيفية إنهاء هذه الحرب بعد أن تنتهي، يجب إيجاد مكان لأوكرانيا، وكذلك لروسيا، إذا كنا لا نريد أن تصبح روسيا موقعا أمامياً للصين في أوروبا"، ويقيني أن توقع كيسنجر أن تسيطر الصين على روسيا في المستقبل القريب لن يكون في مصلحة أوروبا وأمريكا لأن التنين الصيني بدأ في التلويح بالقدرة على ملء فراغ واشنطن في العالم كله حتى في أوروبا بفضل قدراته الاقتصادية الخارقة وهو ما دعا بكين إلى الإعلان قبل سنوات أن 2030 سيكون عاماً حامساً بالنسبة لها وهو الموعد المحدد من قبلها لتسيد العالم اقتصادياً وقد يتبع ذلك السيطرة على العالم سياسياً وعسكرياً، وأرى أن الصين قادمة لا محالة لتتبوأ المكانة التي تليق بها في العالم في هذا العام أو بعده قليلاً، المهم أن كل المؤشرات تؤكد أننا أمام قوة جديدة ستقود العالم شئنا أم أبينا وهو ما دفع الكثير من دول العالم إلى محاولة كسب ود الصين سياسياً واقتصادياً بأي شكل خلال السنوات الأخيرة.
وأقول لكم، إن ثورة 30 يونيو أعادت وطناً وجددت أملاً ووحدت أمة واستعادت كرامة شعب وأهدته مستقبلاً مشرقاً وحلماً وشيدت جمهورية جديدة، بعد أن تعرضت مصر لأكبر عملية خطف في التاريخ على يد عصابة من مصاصي الدماء تسعى لنشر الفوضى وتدميرها وتقسيمها، لكن قدرات شعب مصر العظيمة أحبطت المؤامرة بعد أن أصبح شعار الثورة " الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة"، تكاتفت ملايين القلوب للقضاء على محاولات هذه الفئة الباغية لبناء دولة الخلافة الشيطانية وأجبارها على الهروب خارج مصر، لتبدأ بعدها مرحلة البناء لنصل إلى ما نحن فيه الاًن من استقرار وتنمية بعد تسع سنوات من الجهد والكفاح تمكنت خلالها مصر من استعادة الأمن وبناء الاقتصاد وقضت على الإرهاب فى سيناء بفضل أبطال لا يهابون الموت نذروا أعمارهم من أجل أن يظل الوطن صامداً في وجه المتربصين بعد أن نهض من سباته كالمارد واختار الحياة بعد حرب على الخونة كانت ولا تزال مريرة لكنها معركة حياة أو موت من أجل مصر.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yah00.com