الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «ثورة 23 يوليو» ..«من الحفاء إلى الرخاء »
«ثورة 23 يوليو» ..«من الحفاء إلى الرخاء »
سبعون عاماً مضت على استعادة كرامة مصربعد قيام ثورة 23 يوليوالبيضاء، التي قادها تنظيم الضباط الأحرار بزعامة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لم تكن مجرد انتفاضة قادها الجيش بل ثورة شعبية بإمتيازعبرعنها أبناء القوات المسلحة الأبرار بسبب ما وصلت إليه أحوال البلاد والعباد من تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والسياسية، وأرغم الجيش الملك فاروق على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد، لتصبح مصر في قبضة مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطاً، الذي إذاع البيان الأول بصوت الرئيس الراحل أنور السادات معلناً ستة مبادئ للثورة وهي القضاء على الاقطاع والاستعماروسيطرة رأس المال وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وجيش وطنى قوي وعدالة اجتماعية، كانت حرب 1948 التي أدت إلي احتلال فلسطين، الحافز لظهور تنظيم الضباط الأحرارفي الجيش المصري، لأنهم مجموعة من الرجال المخلصين للوطن أعلنوا سقوط الملكية وبدء بناء جمهورية يحكمها أبناء الشعب لتصبح مصر دولة قوية إقليمياً ودولياً مستقلة يصونها جيشها وشعبها يد بيد بعد أن قضت على الأقطاع وسلمت الأراضي الزراعية للفلاحين وشيدت اًلاف المصانع للعمال وصارللبسطاء نصيب في الدخل القومي ليشعر كل شخص أنه مواطن صاحب حقوق، إذ انطلقت الثورة لتحقيق الإنجازات التي وعدت بها الشعب، فصدر القرارالتاريخي للرئيس عبدالناصر بتأميم قناة السويس، وتدشين السد العالي، وسرعان ما تبعه المزيد من القرارات التي أكدت على السيادة المصرية واسترداد الكرامة والاستقلال وطرد المستعمر، بعد توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاماً من الاحتلال.
لكن لماذا قام الجيش بالثورة؟ يتصور البعض أن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت في أفضل حالاتها قبل عام 1952 لكن ذلك لم يكن صحيحاً فقد أصدر الملك فاروق منشوراً تم نشره في الصحف لتأسيس " مشروع مقاومة الحفاء"، الذي أسهم فيه مؤسسات وأشخاص وصحف، فيما تبرع الملك بألفي جنيه، فكان هذا المشروع القومي في مصرطوال عشر سنوات قبل ثورة 1952، والغريب أن صفحات موجودة حتى الاًن علي فيس بوك تابعة للعائلة العلوية تؤكد أن القاهرة كانت المدينة الأجمل في العالم والموضة كانت تظهر في محالها قبل باريس وأن الجرسون كان يونانياً والترزي إيطالياً والمربيات من أسكتلندا وحارس العقار من السودان، وتناست هذه الصفحات أن هؤلاء كانوا يخدمون قوات الأحتلال الإنجليزي وطبقة النصف في المائة من الباشوات بينما كان معظم الشعب المصري من الفلاحين العراة والحفاة والأميين، إذ تجاوزت نسبة الأمية بين المصريين ال 90% وأكثر من 70% كانوا مصابين بالبهارسيا ونسبة الفقراء في الريف بلغت 85% عام 52، فيما بلغ دخل الفرد 7 جنيهات فى العام وركزت الأفلام السينمائية على جمال ونظافة الشوارع والعمارت الفخمة في شوارع القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية التى كانت حكراً على الباشوات والجاليات الأجنبية فقط.
تعددت إنجازات مجلس قيادة الثورة فأصدر قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952 بعد أن قضت على الإقطاع وأممت التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب وألغت الطبقات بين فئات الشعب وأصبح أبناء البسطاء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري، وأصبح العمال وقود الصناعة وإمتلك الفلاحون الأراضي الزراعية بعد صدورقانون الإصلاح الزراعي، وأصبح التعليم مجانياَ وشيدت المصانع والمدارس والجامعات ومراكز البحث العلمي والمستشفيات في جميع محافظات مصر، وكان الاهتمام بالثقافة عنواناً لثورة 52 إذ أنشأت المتاحف وقصورالثقافة وأكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، فضلاً عن رعاية الاًثار والإنتاج السينمائي، وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته بمناسبة الذكرى السبعين للثورة إذ قال إنها أسست الجمهورية الأولى لدولتنا، وتغيروجه الحياة بشكل جذري ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأسرها وسيظل تاريخ قواتكم المسلحة، كعهدكم بها دائماً حافلاً بالبطولات والإنجازات الوطنية، مشيراً إلى أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية، تحديات متنوعة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية ولولا جهود الدولة في مجال الإصلاح الاقتصادي، التي تحملها الشعب المصري وكذلك المشروعات التنموية العملاقة لما كان من الممكن أبداً الصمود أمام تلك الأزمات العاتية، التي تجتاح العالم منذ ثلاث سنوات.
إن ما تحقق على أرض مصر خلال السنوات الثمان الماضية منذ وصول الرئيس السيسي إلى سدة الحكم، يعتبر معجزة بكل المقاييس، وبمثابة انتقال من مقاومة الحفاء الذي ظل مشروع مصر القومي من عام 1941 حتى عام 1951 إلى الرخاء الذي ينعم به المصريون رغم الأزمات التي يمر بها العالم ومنه مصر، لكنه الشعب الذي أصبح مشاركاً في بناء وطنه ولا ينتظر مساعدة من أحد، فأصبحت حقوق البسطاء مصانة عبرمبادرات رئاسية لا تتوقف، وبات المواطن في قلب الحكومة وعينها عبر مشروعي تكافل وكرامة وحياة كريمة ومبادرات أخرى كثيرة منها القضاء على فيروس سي وتأهيل الريف، وأخيراً انضمت مصرإلى نادي الطاقة النووية العالمي، بعد بدء تشييد أول وحدة للطاقة في محطة الضبعة وذلك خلال حفل صب الخرسانة لأول محطة نووية في مرسى مطروح، في حضور وزيرالكهرباء المهندس محمود شاكر، ويعني تشييد أول وحدة للطاقة في محطة الضبعة النووية انضمام مصر إلى نادي الطاقة النووية العالمي، لأنها ستسهم بالوصول إلى مستوى جديد من التكنولوجيا والصناعة والتعليم، وستكون أكبر مشروع للتعاون المصري الروسي منذ تشييد السد العالي في أسوان، كما أن امتلاك مصر لصناعة الطاقة النووية حلم للشعب المصري منذ ستينات القرن الماضي تحقق أخيراً، وجاء دخول مصرنادي الطاقة النووية تتويجاً للمشروعات العملاقة التي شيدها شعب مصر خلال السنوات الثمان الماضية ومن بينها إنشاء 20 مدينة ذكية في مقدمتها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة إضافة إلى الجسور والطرق ومحطات الكهرباء وقناة السويس الجديدة والمبادرات الرئاسية التي تراعي البعد الاجتماعي التي حققت العدالة بين الشعب المصري، وحرص اللواء محمود توفيق وزيرالداخلية على تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإخلاء سبيل عدد من نزلاء المؤسسات العقابية في الأعياد، ولذا أفرجت عن 727 نزيلاً تنفيذًاً لقراررئيس الجمهورية بشأن الإفراج عن باقى مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم الذين استوفوا شروط الإفراج بمناسبة الاحتفال بثورة 23 يوليو1952، التي سلمت الراية لثورة 30 يونيو2013 لاستكمال البناء والتنمية على أرض مصر.
وأقول لكم، إن مصر القوية ستظل رمانة الميزان لحفظ الأمن والأمان والاستقرارفي منطقة الشرق الأوسط وتعد صمام الأمان للدول العربية بفضل جيشها الوطني الحارس الأمين لمقدراتها، ولا يكف الرئيس عبدالفتاح السيسي عن زياراته للدول الصديقة من أجل جذب الاستثمارات والحفاظ على المكتسبات التي حققتها مصرخلال السنوات الماضية، فضلاً عن استقبال زعماء بعض هذه الدول، وجاءت زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، لمصر قبل أيام ومباحثاته مع الرئيس السيسي بهدف بحث قضية سد النهضة وتبادل الرؤى حول الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي وسعي مصر للقضاء على الإرهاب لتحقيق التنمية المنشودة لشعوب المنطقة، إذ كانت مصر إحدى الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية الصومال عام 1960 بعد أن شاركت في حصولها على استقلالها، ولا يشغل ذلك الرئيس عن القضايا الداخلية إذ يحرص على تقديم الدعم لأبناء الوطن الأكثر إحتياجاً ووجه بصرف مساعدات استثنائية لـ 9 ملايين أسرة لمدة 6 شهور مقبلة، بتكلفة إجمالية حوالي مليار جنيه شهرياً بعضهم من أصحاب المعاشات الذين يحصلون على معاش شهري أقل من 2500 جنيه، وأيضاً من العاملين بالجهاز الإداري للدولة الذين يحصلون على راتب اقل من 2700 جنيه شهرياً وهو ما يؤكد أن جهود الدولة مستمرة لاستمرار إجراءات الحماية الاجتماعية لمجابهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية على البسطاء الذين يعتبرون بحق أصحاب هذا الوطن.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف