الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم « فض اعتصام رابعة للحقيقة وجه واحد »
« فض اعتصام رابعة للحقيقة وجه واحد »
علمتني الحياة أن الأوطان لا تباع ولا تشترى، لايحمكها أحد من الإرهابيين أوالخائنين، تحييها الدماء الزكية الطاهرة والتضحيات الخالدة، ولذا كان يوم 14 أغسطس 2013 فارقاً في تاريخ مصر، إذ تحركت قوات الجيش والشرطة لفض الاعتصامات المسلحة لجماعة الإخوان خصوصاً في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وحلت الذكرى التاسعة خلال الشهر الجارى وسط بكائيات الإخوان وإدعاء المظلومية، ونسى هؤلاء القتلة أنهم هاجموا رجال الشرطة بالسلاح وبلغ عدد الشهداء منهم خلال فض اعتصام رابعة 8 شهداء و156 مصاباً، فضلاًعن استشهاد اثنين من رجال الشرطة وإصابة 14 آخرين خلال فض اعتصام ميدان النهضة، إضافة إلى قتل مواطنين مسلمين وأقباط وحرق كنائسهم، لكن هؤلاء الإرهابيين لازالوا يرجون حتى الاَن لروايات كثيرة حول فض الاعتصامين ويدعون أنها كانت تتسم بالسلمية للمطالبة بعودة المعزول مرسي، لكن للحقيقة وجه واحد، فقد أحبط الجيش مخطط جماعة الإخوان الإرهابية التي تأسست عام 1928 للوصول إلى السلطة وأخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها وفرض سيناريو" الخلافة " على المجتمع، ولذا تصدى لهم الشعب في يوم 30 يونيو وجاءت قرارات 3 يوليو، التي أعلنها المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك استجابة لإرادة الشعب بإسقاط حكم المرشد وجماعته، بعد أن نزل ملايين المواطنين إلى الميادين مطالبين بإنقاذ مصرمن حكم المعزول وعصابته الذين اعتصمت عناصرها بالسلاح في ميداني رابعة والنهضة، ونفذوا العديد من الجرائم بحق شعب مصر الذي أعلن رفضه لإقامة دولة دينية يحكمها الإرهاب.
أعلن المشيرعبدالفتاح السيسي، في يوم 3 يوليو، أن الجيش تحرك استجابة لمسئوليته التاريخية ووضع خارطة طريق للمستقبل بحضور ممثلي الأزهروالكنيسة والقوى السياسية بعد اجتماع استمر لعدة ساعات لبحث رفض الإخوان الاستجابة لمطالب المصريين برحيل "محمد مرسي" وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأكد الجيش في بيانه أن القوات المسلحة استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي استجابة لنداء جماهير الشعب، لتستمر الجماعة في ترويج الروايات الكاذبة عن فض الاعتصامين طوال تسع سنوات كاملة، إذ لازالت تسعى لبث بذور الفتنة بين فئات الشعب، لا تتوقف عن المتاجرة بالدماء التي يعتبرونها بضاعتهم لاستدرارعطف دول كبرى ومخابرات عالمية للحصول على المال، ويزعمون أن هدفهم هو "الجهاد" لكنهم مثل غالبية تنظيمات العنف والتطرف التي تتخذ من "خطاب الدم" والقصاص وسيلة لدغدغة مشاعرعناصرها الإرهابيين لحثهم على ما تسميه الانتقام بزعم أنهم بذلك ينتصرون للدين.
لا تتوقف أبواق الجماعة الإرهابية عن ترويج الشائعات والأكاذيب عبرالقنوات التليفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي يحرضون ضد مؤسسات الدولة ويتشفون في الوطن في حال شهد أعمال عنف حتى لو كان حادث قضاء وقدرمثل الحريق الذي اندلع في كنسية أبوسفين في إمبابة، في نفس يوم ذكرى فض الاعتصامين، فقد نَصبوا سرادق عزاء لإثارة الفتنة والتشكيك في كيفية وقوع الحادث، رغم أن المصريين من أهالى منطقة المنيرة بإمبابة سطروا ملحمة بطولية وحملوا أرواحهم فوق أكفهم واقتحموا مبنى كنيسة أبوسيفين لإنقاذ المصابين بعد أن ألقوا بأرواحهم في النيران حتى وصلت سيارات الإطفاء، ومن بين هذه البطولات ما سطره الشاب محمد يحيى من تضحية عندما خاطربحياته من أجل إنقاذ المصابين وانتشال جثامين الضحايا بعدما حاصرتهم النيران داخل الكنيسة، لقد سجل قصة في الوطنية عندما اقتحم النيران وسط الدخان الكثيف، ونجح فى إنقاذ عدد من المصابين الذين كانوا يصارعون الموت، وتم نقله مع المصابين إلى مستشفى إمبابة العام لإنقاذ حياته بعد أن أصيب بكسر فى قدمه وضيق فى التنفس، لكن أبواق الجماعة الإرهابية لا تتوقف عن بث الفتنة بين أبناء الوطن في محاولة للربط بين " مظلومية فض اعتصامي رابعة والنهضة" التي ابتدعوها لزرع غريزة الانتقام والقتل داخل مجتمعنا لتحويله إلى مجتمع غاب، والحادث الذي وقع بسبب ماس كهربائي لزرع الشكك في نفوس المصريين لكنهم كسبوا معركة الوعي من زمن ولم تعد هذه الأبواق المريضة تهزمهم.
إنهم مجموعة من القتلة المأجورين الذين يتباهون بجرائم القتل ويعترفون بها في بيانات رسمية وأمام المحاكم، لكن ما أن تصدرضدهم الأحكام العادلة حتى يشهرون سلاح المظلومية في وجوه الجميع باعتباره وسيلة للضغط النفسي على مؤسسات الدولة، والمظلومية استخدمها عبيد أثينا وفلاحو الرومان قديماً للحصول على حقوقهم، وازدهرت بعد ذلك لدى الشيعية وعُرِفت لديهم بالكربلائيات نسبة إلى مدينة كربلاء العراقية التي شهدت عام 61 هجرية استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، على أيدي أتباع يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، لكن جماعة الإخوان الإرهابية لا تكف عن استخدام هذا المصطلح منذ عشرات السنين في محاولة للوصول إلى حكم الدولة وتحقيق مكاسب سياسية كبيرة تمكنهم من السيطرة على مفاصلها، ويأتي يوم 14 أغسطس من كل عام لإطلاق الروايات والقصص والحكايات عن فض اعتصامي رابعة والنهضة، لكن التاريخ يسجل الحقيقة كيف عانى الشعب من هذه الجماعة الإرهابية وأطلق ثروة 30 يونيو للتخلص من حكم المرشد حماية للوطن من هؤلاء المجرمين،ولذا لا يجب إغفال المواجهة الإعلامية مع الأبواق والمنصات الإعلامية التي لازالت تروج لهذه المظلومية لتفنيدها لكشف الكذب والزيف ونسوا أنّهم يرفعون السلاح ضد الدولة ويسعون لإسقاطها لا لشيء سوى الوصول إلى السلطة.
إن أرض مصر ليست تراباً أوعقاراً لكنها بشر وماء وزرع وقلوب تنبض بالحياة، لا يموت الأمل في ربوعها بل يظل مثل شجرة وارفة الظلال يحميه الرجال بأرواحهم، خرج أجيال خلف أجيال من أبناء الوطن يصونون الحضارة ويشيدون المستقبل، لا تجف الدماء في شرايين الدولة الناهضة الصامدة في وجه المؤامرات والأزمات العالمية التي لا تتوقف، من جائحة كورونا إلى الحرب الروسية على أوكرانيا وأخيراً الصراع الأمريكي الصيني في تايوان، ولذا جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتعديل الوزاري أخيراً ليضخ أفكاراً جديدة في دولاب العمل الحكومي وبالتحديد في 13 وزارة خدمية بهدف تطوير الأداء في عدد من الملفات المهمة داخلياً وخارجياً لحماية مصالح الدولة ومقدراتها حتى يشعرالمواطنون بتحسن مستوى المعيشة من خلال زيادة الدخل وتوفير فرص العمل وهو ما يرتبط بجودة الحياة وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لجميع أبناء الدولة، ولذا يتعين على الجميع أن يعوا حجم المخاطر التي تحيق بالأمة في وقت تسعى فيه قيادة الدولة إلى البناء والتنمية، ويجب أن تصل الرسالة لكل المواطنين على أرض مصر، أنتم الهدف السامي الذي تسعى الحكومة إلى إسعاده "حافظوا على وطنكم"، أثبتوا للعالم أنكم شعب صاحب ريادة وحضارة، فوتوا الفرصة على المتربصين الذين لا يريدون خيراً لبلدكم.
وأقول لكم، ليس سراً أن التعديل الوزاري الذي أجراه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، جاء في وقت مهم يعاني فيه العالم كله من خيبات الأزمات الاقتصادية وتراجع النمو، ولذا جاء التركيزعلى تعديل عدد من وزراء المجموعة الاقتصادية ومن بينها وزارة التجارة والصناعة، إذ تسعى مصر لبناء قلاع صناعية قادرة على الإنتاج للاستهلاك المحلي والتصديروهو ما يتطلب أفكاراً جديدة قادرة على التعامل مع ما يمر به العالم ومصر من تحديات، فضلاً عن أن تطويرمنظومتي الصحة والتعليم بات أمراً ملحاً في وطن يسعى إلى التقدم، ولذا من الضروري أن تقف الدولة على أرض صلبة لبناء إنسان جديد قادر على مواجهة كل أشكال التهديدات داخلياً وخارجياً، في ظل التطورات التي يشهدها العالم حالياً، ما جعل توطين الصناعة خصوصاً التكنولوجية منها هدفاً استراتيجياً للقيادة المصرية وهو ما يستلزم رؤية ثاقبة على أن نبدأ من حيث انتهى الاًخرون في هذه المجال الذي يحتاج إلى شراكات مع كبرى الشركات الصناعية في العالم خصوصاً أوروبا وأمريكا واًسيا خصوصاً أن الفترة المقبلة تحتاج إلى تكاتف جميع أبناء الوطن المخلصين من أجل العمل ليلاً ونهاراً للعبور إلى الجمهورية الجديدة، وأرى أن التعديل الوزارى سيكون بداية الانطلاقة فى الحقيقية في بعض القطاعات وخاصة الصناعة التي تعتبرركيزة التنمية لما توفره من فرص عمل وإنتاج وتصدير.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف