الأهرام
د. نبيل السجينى
نحو الحرية – سياحة الموت
سياحة الموت

هناك العديد من أنماط السياحة، أشهرها السياحة الترفيهية والدينية والتاريخية والعلاجية، ولكن ظهرت في السنوات الأخيرة سياحة جديدة وهي "سياحة الموت" وهي رحلة للقتل الرحيم، بلا عودة. يقصدها اليائسون من الشفاء. تتم هذه العملية بمساعدة طبيب انتحار لإنهاء حياة المريض ومعاناته.
الرحلة اختيارية وقانونية في عدد متزايد من البلدان. كانت هولندا أول دولة ألغت تجريم القتل الرحيم الطوعي وساعدت على الانتحار بإقرار قانون في عام 2002. وحذت حذوها سويسرا وإسبانيا وبلجيكا وأستراليا وكندا وكولومبيا وألمانيا وبعض الولايات الأمريكية. ولكن عندما لا تتوفر موافقة المريض، يصبح القتل الرحيم جريمة.
يأتي الناس من جميع أنحاء العالم إلى سويسرا من أجل "السياحة الانتحارية" من خلال تقديم طلب إلى "ديجنيتاس"، وهي مؤسسة سويسرية غير ربحية تنفذ الانتحار بمساعدة الطبيب لأولئك الذين يعانون من مرض عضوي أو عقلي خطير، بدعم أطباء مستقلين. 90٪ منهم أجانب وفقًا للقانون السويسري. ويسبق التنفيذ، تحقيق للشرطة، لا يتنقل الى القضاء إلا إذا أثيرت شكوك حول أهلية المريض لاتخاذ قرار الانتحار.
يظل القتل الرحيم، على الرغم من محاولات تقنينه في الغرب عمل غير أخلاقي تحرمه الأديان السماوية وهناك نوعين من القتل الرحيم -الإيجابي والسلبي-، والأخير يُمارس فقط في بعض الدول الاسلامية على الرغم من عدم تقنينه. بإزاله أجهزة التنفس الصناعي عن المريض بليل الأمر، لتتلقى عائلته مكالمة هاتفية في الصباح الباكر بوفاته، وبرحيله تنتهي معاناته ونزيف المال لتبدأ معاناة الاهل على فراقه.
د. نبيل السجيني
n.segini@ahram.org.eg
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف