الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «حكاية جلبانة» : زيتون وإرهاب وأبطال شهداء
«حكاية جلبانة» : زيتون وإرهاب وأبطال شهداء
تظل مصرصامدة نابضة بالأمل رائدة بالمشروعات القومية الكبرى، ولذا لا يتوقف الكارهون عن تدبير المؤامرات الخبيثة لإسقاطها، كلما حققت إنجازاً وتجاوزت عقبات زادت مخططات ضربها،أعداؤها لا يكفون عن محاولة حصاراقتصادها، وإطلاق الشائعات عن قيادتها ومستقبلها،عندما أثمرت أشجارالزيتون في قرية جلباية التابعة لمركز القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، وحان موسم الحصاد، كان للخونة رأى اَخر، هاجم التكفيريون القرية الاَمنة حتى يزعم إعلام جماعة الإخوان أن الإرهابيين يسيطرون على القرية القريبة من قناة السويس، لكن أبطال القوات المسلحة والشرطة كانوا هناك ينتظرون كالعادة في الميعاد، طاردوا الجرذان في زراعات الزيتون ورفعوا رايات النصر، ونال العديد من رجال الجيش الشهادة إرتقت أرواحهم إلى السماء على أرض الفيروز تحت ظلال أشجار الزيتون من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن من مؤامرات الخونة في الداخل والخارج التي لا تتوقف والذين يقدمون الدعم الفكري المنحرف والمالي لهؤلاء المفسدين في الأرض الذين باعوا أنفسهم بالمال ليريقوا الدماء في حدائق الأمل والخيرلأهالي سيناء وتنفيذ عمليات عنف ضد المنشاَت الحيوية بعد أن صور لهم خيالهم المريض أنهم قادرون على الوقوف في وجه دولة مؤسسات قوية استطاعت أن تحرم أرباب الفتنة من إيجاد موطئ قدم لهم على أرض سيناء الطاهرة و في قرية جلباية التي هربوا إليها من شمال سيناء نتيجة القبضة الأمنية القوية التي أفقدتهم توازنهم، منذ أعلنوا عن تنظيمهم الدموي " ولاية سيناء" في 13 نوفمبر 2014 بقيادة جماعة أنصار بيت المقدس التي بايعت داعش في سوريا والعراق، وأكدت على الولاء لخليفتها اَنذاك أبو بكر البغدادي قبل مقتله عام 2019 في محافظة أدلب بسوريا.
أرى أن المواجهة التي حدثت قبل أيام قصة تروى للأجيال المقبلة لأبطال الجيش الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، لأن ما حدث يعتبر ضربة قاصمة للتكفيريين في سيناء بعد أن تمكن رجال القوات المسلحة من تصفية الكثير من قيادات وعناصرالتنظيم خلال المواجهات الأخيرة فضلاً عن القضاء على المئات من هذه العناصر خلال السنوات الماضية، بعد أن نال أبناء المؤسسة العسكرية شرف المواجهة مع التكفيريين والاستشهاد دفاعاً عن الوطن، حتى بات ظهور الخوارج من كلاب النار مرتبط بوصول الدعم إليهم من الخارج، إذ تمكنت القوات المسلحة من تصفية أخطر قياديين بالتنظيم وهما باسل خالد شيخ عيد وحمزة عادل الزاملي، خلال عمليات تمشيط مزارع الزيتون بنطاق قرية جلباية التي تقع بالظهير الصحراوي لمحافظة الإسماعيلية، ليواصل بعدها أبواق جماعة الإخوان الإرهابية بث الأباطيل عن ما حققه التكفيريون خلال الأيام الماضية ونسوا أنهم جميعاً صاروا جثثاً تحت الرماد بعد أن نالوا العقاب الرادع على أيادى أبطال الجيش خلال الاشتباكات التي شهدتها مزارع الزيتون في قرية جلباية، إذ أثبت اتحاد قبائل سيناء وطنتيه من خلال التنسيق مع مؤسسات الدولة وتقديم المساعدة لتنفيذ حملات تمشيطية للقضاء على العناصر التكفيرية الهاربة التي حاولت السيطرة على القرية قبل أن تدفن تحت رمالها.
وحكاية جلباية مثلها مثل عشرات القرى المصرية التي واجهت هؤلاء التكفريين منذ عام 1928 نشأة الإخوان على يد حسن البنا حتى الاًن، في الصعيد والدلتا زيتون وإرهاب وأبطال شهداء، وتتسم جلباية بزراعات الزيتون الكثيفة بعد أن ظلت مدن العريش والشيخ زويد ورفح شرق سيناء بؤرة المواجهات الساخنة مع التكفيريين منذ بداية الأحداث عام 2013 وحتى نهاية 2018 ما اضطر العناصر التكفيرية الباقية إلى الهروب شرقاً في اتجاه الإسماعيلية هرباً من قوات الجيش والشرطة التي أفقدتهم توازنهم ووجدت في زراعات قرية جلبانة مكاناً للهروب حتى جاءت هذه المواجهة الأخيرة لتقضي على ما تبقى منهم ليصبح مشروع إعادة التموضع الذي ينفذه التنظيم كل فترة هرباً من مطاردة رجال الجيش الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن مجرد مضيعة للوقت وتأجيل لمقتلهم خصوصاً في ظل المتغيرات التي شهدتها سيناء خلال السنوات الماضية في مكافحة الإرهاب، إذ نجحت مقاربة الجيش الأمنية في التعاون مع أبناء القبائل الشهيرة في سيناء الذين يقدمون الدعم للقوات المسلحة لتنفيذ استراتيجيته الأمنية الساعية للقضاء على الإرهاب في أرض الفيروز بعد أن تأكدت هذه القبائل أن الإرهاب يبطئ من تنميتها وهو ما يعود عليهم بالضرر ويفسد أراضيهم الزراعية ومحاصيلهم خصوصاً مزارع الزيتون التي تعتبر مصدر دخل وحيد للكثير من المزارعين في سيناء.
إن ما حدث في سيناء يؤكد أن التكفيريين لايزالون يتلقون الدعم الفكري والمالي من الخارج، وهو ما يعني أن أحداث جلبانة التي اندلعت يوم 11 أغسطس الجاري على الطريق الدولي " القنطرة – العريش" بعد أن حاول الإرهابيين خطف عدد من السيارات وتعطيل المرور، استهدفت جذب الانتباه إليهم وأنهم لايزالون على قيد الحياة لكن القوات المسلحة والشرطة كانت لهم بالمرصاد، إذ طاردتهم على الطريق وهربوا مثل الفئران وكان مصيرهم مثل من حاولوا دخول قرية جلبانة، إذ تم تصفية غالبيتهم وهو ما يؤكد أن التنظيم الضال الذي يحارب الله والوطن لتحقيق أهداف أعداء الوطن مصيره الفناء إن عاجلاً أو اَجلاً، ويجئ عقد القمة العربية الخماسية في مدينة العلمين بحضور قادة مصر والامارات والبحرين والأردن، ورئيس الوزراء العراقي وسط تحديات تواجه العالم خصوصاً المنطقة العربية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية، لقد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، القيادات الخمسة وكان أولهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، ليتوافد باقي القادة تباعاً وناقشت القمة الخماسية ملفات مهمة في مقدمتها أمن الخليج العربي، ودعم حكومة تسيير الأعمال في العراق لدرء الفتنة وإعادة الأمن والاستقرار، كما ناقش القادة الملف الليبي بهدف إعادة ليبيا إلى طريق السلام والتنمية والاستقراروتداعيات الملء الثالث لسد النهضة، فضلاً عن تنفيذ استراتيجية من أجل العمل العربي المشترك في إطار الشراكات السياسية والاقتصادية لمواجهة التحديات غيرالمسبوقة التي تشهدها المنطقة العربية جراء الحرب الروسية الأوكرانية والصراع الصيني الأوكراني في تايوان.
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية تسعى مصرلتوفير الأمن والأمان لمواطنيها إذ أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء قبل ساعات ، بدء تنفيذ إضافة الـ100 جنيه لكل أسرة من 9.1 مليون أسرة مصرية مستحقة لبطاقات التموين اعتبارا من «تموين سبتمبر»، بإجمالي عدد مستفيدين يُناهز 37 مليون مواطن، مع بدء صرف معاش تكافل وكرامة اعتباراً من سبتمبر لنحو 920 ألف أسرة جديدة، بينها 500 ألف أسرة ستمول الحكومة الصرف لهم بتكلفة 3 مليار جنيه، و420 ألف أسرة سيمول معاشهم «تحالف العمل الأهلي»، بما يرفع عدد من يحصلون على هذا المعاش لنحو 5 مليون أسرة، تمثل " ربع الشعب"، وشدد مدبولي على عدم وجود شيء يجبر عليه الحكومة المصرية من جانب صندوق النقد الدولي يمس المواطن، لأن مسئولي «الصندوق» حريصون على إطلاق حزم وخطط الحماية الاجتماعية التي تعمل عليها الحكومة لصالح المواطن، لأن أي إصلاح اقتصادي، لابد وأن يتواكب مع «حماية اجتماعية»، وسيتم التوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي في أقرب فرصة بعد انتهاء المفاوضات التي تتسم بالسرية وتالياً ستعلن الحكومة التفاصيل وقتها.
وأقول لكم، إن مصر سجلت أحد أعلى نسب النمو في العام المالي الماضي، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، بلغ 6.6% رغم أن التوقعات حددت6.1، فضلاً عن استقرارمعدل البطالة عند 7.2%، فيما اعتمدت الحكومة مبلغ 130 مليار جنيه كاحتياطي عاجل للتعامل مع أي ظروف ما يؤكد قوة الاقتصاد المصري، ولذا على الجميع أن يعلم أن التحدي الحقيقي الذي تشهده مصر حالياً الزيادة السكانية غير المنضبطة، إذ باتت التحدي الكبير الذي يواجه الدولة، إذ سيبلغ معدل الزيادة الطبيعية العام الجاري مليون و600 ألف مواطن، ما يعادل تعداد دول بأكملها وهو ما يؤكد أهمية العمل على تقليل هذا العدد بما يقلل العبء على الدولة، وأرى أن إنجاب طفلين فقط للمتزوجين حديثاً من الممكن أن يقي مصر من التحديات الخطيرة التي ستواجهها خلال السنوات المقبلة، إذ تسمح " سياسة الطفلين" لكل عائلة بإنجاب طفلين كحد أقصى، من خلال دفع الإعانات الحكومية لأول طفلين فقط، واستُخدمت سياسة الطفلين سابقًا في العديد من البلدان منها إيران وسنغافورة وفيتنام، فيما اتبعت الصين سياسة الطفل الواحد والتي تسمح لكل أسرة بانجاب طفل ونفذتها من عام 1978 حتى عام 2000 ما أسهم في تقليل عدد المواليد بمقدار 400 مليون نسمة خلال 22 سنة وفي عام 2013 أقرت الصين قانوناَ يسمح بإنجاب طفل ثان، وإذا كانت دول كبرى اتبعت هذه السياسية حتى حققت التنمية وبعدها صححت أوضاعها علينا أن نفكر في إصدار قانون جديد بانجاب طفلين حتى نستطيع تحقيق النهضة المنشودة.
أحمد الشامي
Aalshamy6110@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف