للرد على اعلام الخارج
درسنا ونحن طلبة في كلية الاعلام في ثمانينيات القرن الماضي منذ أكثر من ثلاثة عقود ان مصادر الخبر الأساسية للصحيفة هي تصريحات المسؤولين بمؤسسات الدولة والخدمات الصحفية وفى مقدمتها وكالات الانباء والصحف المحلية والأجنبية ومحطات الإذاعة والتليفزيون والمراسلين والمؤتمرات الصحفية.
لكن معظم هذه المصادر أصبحت الآن بالية في ظل ثورة المعلومات والاتصالات وظهور الإنترنت والقنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي التي يستعين بها الحكام والمحكومين، وموقع اليوتيوب الذي يوثق ويحتفظ بمقاطع الفيديو لكل مسؤول وإعلامي منذ تأسيسه قبل 17 عاما وظهور ما يُعرف باسم المواطن الصحفي، وهو كل شخص يحمل هاتفًا محمولًا يمكنه فتح بث مباشر عبر برامج الاتصالات ليتابعه ملايين الأشخاص حول العالم وبالتالي فإن فرض الوصاية على القارئ والمشاهد أمر مستحيل.
أتاحت ثورة المعلومات ومواقع الصحف العالمية وهي المادة الخام التي يوظفها الإعلام المعارض في الخارج لصالحه في نسج رواياته، ومعنى الخوف وتجاهل ما ينشر ويذاع بشكل يومي عن مصر في الاعلام الغربي عبر الإنترنت والفضائيات دون الرد عليه في حينها يفسح المجال للأعلام المعارض بدون مجهود لتوظيفه لصالحه.
الإعلام العالمي لا يعرف إلا الأرقام الموثقة ومن مصادرها، ومواجهتها فقط بالصراخ والصوت العالي، لن تثمر في كبح جماح الإعلام الأجنبي، ولن تقنع المواطن في مصر، الذي أصبح منفتحا على العالم عبر الإنترنت.
ولا يمكن للإعلام المصري أن يلعب دوره في الرد على إعلام المعارضة في الخارج. إلا بإتاحة جميع البيانات والأرقام من جانب الدولة، وعدم الاكتفاء ببيانات المكاتب الإعلامية، في ظل مناخ من الحرية والتفاؤل وعدم التخوين.
د. نبيل السجيني
n.segini@ahram.org.eg