الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم «الصناعة».. قاطرة التنمية في «الجمهورية الجديدة»
«الصناعة».. قاطرة التنمية في «الجمهورية الجديدة»
لا تتوقف مصرعن إبهار العالم بما تحققه من إنجازات في المجالات كافة، شعارها « إن لم تستطع الطيران فأركض، وإن لم لم تستطع الركض فأمش، وإن لم تستع المشي فأحبى، كيفمما تحركت عليك أن تتقدم « ، لذا لم يكن غريباً أن تنطلق مصر في عام 2014 بسرعة طائرة فائقة السرعة إلى المستقبل، إذ شيدت الاًلاف من المشروعات القومية العملاقة، بفضل القطاع الخاص الذي يمثل 75 % من حجم الأعمال، وكان من الطبيعي أن تتسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية في تباطؤالنموعالمياً ومحلياً لكن مصر لم تتوقف ولازالت تصرعلى استكمال أحلامها في بناء الجمهورية الجديدة، وقبل أيام ِشَدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أهمية حل جميع المعوقات التي تقابل المستثمرين ورجال الأعمال قائلاً: «نحط أيدينا في إيد بعض ونجتهد وكل المعوقات اللى بتقابل المستثمرين ورجال الأعمال نحلها»، مشيراً إلى انطلاق أجندة وفعاليات المؤتمر الاقتصادي الشهر المقبل"، وأرى أن الرئيس حريص على أن يؤكد أن قوة الدول في تلاحم شعوبها مع قيادتها ولذلك جاءت رسائله أثناء تدشين عدد من المشروعات الخاصة بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة واضحة ولا تقبل التأويل، إذ أكد اهتمام الدولة الكبير بالصناعة ودعمها وإزالة كل المعوقات التي تقابلها، وحالياً يتم العمل على تيسير الإجراءات أمام المستثمرين وأنه سيتم خلال شهرأو إثنين الانتهاء من علاج كافة المعوقات القائمة في مواجهة الاستثمار، فضلاً عن دعم رجال الأعمال من أجل التوسع في إقامة المدارس المهنية لتخريج عمالة ماهرة ومدربة تكون لديها فرص عمل حقيقية، ويقيني أن الرئيس وضع النقاط فوق الحروف بتأكيد الاهتمام بالصناعة لأنه يرى أنها قاطرة التنمية في الجمهورية الجديدة.
تسابق مصر الزمن لتوطين التكنولوجيا في المجالات كافة لأن نهضة الأمم لا تتحقق بدون العلم، ولذا تحرص قيادة الدولة على ميكنة كافة الخدمات التي تقدمها المؤسسات للمواطنين بشكل ميسر بما يسهم في إقامة « دولة رفاهية» وإنجازالمشروعات، إذ تعتبر الثورة الرقمية قاطرة التنمية في «الجمهورية الجديدة»، من خلال التوسع فى شبكة الإنترنت الأرضى فائق السرعة، على إعتبارأن البنية الأساسية ركيزة أي توجه نحوالتطورالتكنولوجي، وهذا التوسع والتطويريتحقق من خلال زيادة استخدام شبكات الألياف الضوئية، وكذلك زيادة أعداد أبراج المحمول لتحسين الخدمة فى كل مناطق الجمهورية التي تشهد تحولات جذرية في كافة مناحي الحياة خصوصاً السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خلال الثمان سنوات الماضية لتحقيق تنمية مستدامة من خلال «رؤية مصر 2030» لتطويروتحديث الدولة فى شتى المجالات والقطاعات، وانطلقت حركة التطوير والبناء بتشييد العاصمة الإدارية الجديدة وهى إحدى مدن الجيل الرابع التي تعتبرنقلة حضارية في تاريخ مصر الحديث، إذ يتأهب 55 ألف موظف يعملون في نحو 30 وزارة للانتقال إلى العاصمة الجديدة قريباً وهى المدينة التى من المخطط أن تستوعب 6.5 ملايين مواطن سيقيمون في مدينة ذكية تقدم الخدمات الرقمية عبرشبكة المعلومات وتجمع بيانات من خلال أجهزة الاستشعارعن بعد لتضمن تقديم تجربة عيش مميزة لقاطنيها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه مصر مع العالم لدخول الثورة الصناعية الرابعة التي ترتكز على الثورة الرقمية عبر استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو البلوك تشين والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والمركبات المستقلة بعد أن وصلت «الثورة الصناعية الثالثة»، وهي ثورة الحوسبة الرقمية، التي انطلقت في الخمسينات إلى ذروتها وتطبيقاتها في الذكاء الصناعي والتكنولوجيا، ولذا بدأت مصر الثورة الرقمية من المجال الاقتصادى بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعتبرأيقونة المشروعات القومية ومنارة المدن الذكية في مصر التي سيصل عددها إلى 20 مدينة، إذ شيدت باستثمارات داخلية وخارجية بعيداً عن الموازنة العامة للدولة، بعد أن أكدت دراسة صادرة عن البنك الدولى فى2014، أن مصر تخسر47 مليارجنيه سنوياً بسبب الإزدحام الشديد الذي بات خارج السيطرة بالقاهرة الكبرى، وتوقعت ارتفاع الخسارة لـ 80 ملياراً بحلول عام 2030 في حال عدم إقامة عاصمة جديدة بديلة للقاهرة لتستوعب الزيادة السكانية، ولذا يمكن القول إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء عاصمة جديدة شرق القاهرة، لم يكن الهدف منه إنفاق مبالغ مالية على مشروع غير مجدِ بل بناء مدينة جديدة ذكية ومشروعات تستوعب الزيادة السكانية المتنامية لتمتلك مصر أسس إعلان ِ«الجمهورية الجديدة»، إذ تعتبر العاصمة الإدارية واحدة من 22 مدينة ضمن مخطط استراتيجى يضم 30 مدينة ذكية.
إطلاق مصطلح «الجمهورية الجديدة» لم يأت من فراغ بل دليل على تضحيات أبناء مصرمن أجل دخولها مرحلة جديدة من الحداثة والتطور، بعد أن انتصرت على التحديات التي واجهتها عقب سقوط حكم الإخوان في 2013 ، ولذا حققت إنجازات لم تحدث في مصر منذ عشرات السنين رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، ولذا تعتبرالجمهورية الجديدة نقطة إنطلاق لبناء دولة حديثة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بفضل توطين الصناعات التكنولوجية والتحول الرقمى الذي بات قاطرة التنمية لدولة حضارية تسعى لبناء نظام ديمقراطي يرتكزعلى الدستوروالقانون وبناء إنسان مصرى جديد قادر على مواجهة التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية، والرقمنة تعني ببساطة تحويل الاتصال الكتابي أوالشفوي إلى رسائل إلكترونية من خلال الشبكات اللاسلكية والإنترنت ما جعل العالم يصبح أكثرتطوراً خلال السنوات القليلة الماضية وهو الطريق الذي سارت فيه مصر خطوات متسارعة حتى حققت تقدماً كبيراً حتى سار تقديم الخدمات للمواطنين إلكترونياً دليلاً على دخول مصر عصر الرقمنة، ويؤكد الباحث الفرنسي المتخصّص في اجتماعيات الإعلام، ريمي ريفيل، في كتابه «الثورة الرقمية .. ثورة ثقافية؟»، قدرة الرقمنة على إحداث تغييرهائل في العالم المعاصر، بحيث لم تقتصرآثارها على الصناعات وطرق الإنتاج فحسب، بل امتدت كذلك إلى المنظور المعرفي الإنساني عموماً بعد أن أصبحت ثورة معرفية جديدة.
أكد ريفيل أن الثورة الرقمية التي يمر بها العالم المعاصرهي ثورة مرتبطة بتنمية التكنولوجيا والإعلام والتواصل، وهي الثورة العالمية الثالثة على المستوى المعرفي، بعد الثورة الصناعية الأولى التي ارتكزت على تطور الآلة البخارية والسكة الحديد، ثم الثورة الثانية التي اعتمدت على استغلال الكهرباء والبترول، ويقيني أن القيادة المصرية التي تحرص على بناء الجمهورية الجديدة قررت أن تبدأ من حيث إنتهى الاًخرون، ولذا لم تبخل بالجهد والمال على استخدام التكنولوجيا الرقمية التي تعد هدفاً للعالم المتقدم خلال العشرين عاماً الأخيرة خصوصاً بعد أن أحدثت الثورة الرقمية نماذج جديدة في الإعلام يتكامل مع الإعلام التقليدي، عبر البث الحي وذلك من خلال صحافة الموبايل وصحافة المواطن وغيرهما من الأشكال الجديدة للإعلام، ولذا تستعد مصر للانتقال إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بعد أن قفزت أكثر من خمسين مركزاً على هذا المؤشر العالمي، والذي أصبح أيقونة الثورة الرقمية والمستقبل التكنولوجي للبشرية، هكذا أنجزت مصرخلال ثمان سنوات في مجال التقدم التكنولوجي ما لم يتحقق خلال مئات السنين.
وأقول لكم، إن وفاة يوسف القرضاوي رمزجماعة «الإخوان الإرهابية»، قبل أيام يعني أفول أشهر نجوم أبواقها الإعلامية، فقد باع نفسه منذ نعومة أظفاربالمال وبعدها أسس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وأصبح رئيساً له عدة سنوات قبل أن يترك موقعه، وهو المعروف بإصدار الفتاوي الشاذة التي تنوعت ما بين تحريم الاحتفال بعيد الأم، كما حرم الحج قائلاً فى تغريدة له عبر موقع “تويتر” عام 2018، “هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه، الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم، كما أصدر فتاوي تحرض على القتال، وجواز العمليات الانتحارية، حيث ظهر على أحد المحطات الفضائية معقباً بجواز القيام بعمليا.ت انتحارية إرهابية ضد المسلمين وغيرهم ، وأكد أن "التفجيرات الانتحارية لا تجوز إلا بتدبير جماعى، فلابد للجماعة أن ترى أنها بحاجة إلى هذا الأمر، فإذا رأت الجماعة أنها فى حاجة إلى هذا الأمر بأن يفجر شخص نفسه فى آخرين يكون أمرًاًمطلوباً، وتدبر الجماعة كيف يفعل هذا بأقل الخسائر"، كما كان للقرضاوي فتوى مثيرة للجدل عندما أباح انضمام المسلمين إلى الجيش الأمريكى للمشاركة فى الحرب على أفغانستان والعراق، وأصدر فتوى أخرى حلل فيها قتل معمرالقذافى ، وفي عام 2008 أحل القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقتها، شرب الكحول، وقال إن «نسبة خمسة بالألف لا أثر لها في التحريم»، في فتوى أثارت كثيرا من الجدل، كما اعتبر أن غناء المرأة حلال وأباح الجهاد ضد الرئيس السوري بشار الأسد ، واشتهر بمفتي الماسونية والناتو، واعتقل القرضاوي 3 مرات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نتيجة أفكاره المشبوهة والمُحرضة على الفتن ما دفعه للهروب إلى قطر منتصف الستينات وظل مقيماً بها حتى مات لتستريح البشرية من أفعاله وأقواله وفتاويه المخالفة للشرع والمؤيدة لجماعة الإخوان وأعداء الوطن.
أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف