الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم الرئيس يطمئن شعبه: «سنعبرالمصاعب»
الرئيس يطمئن شعبه: «سنعبرالمصاعب»
يصل الرئيس عبدالفتاح السيسي دائماً في الميعاد، يعلم أن لا مجال للتأخير في أوقات الشدة، فالأزمات الفاصلة تحتاج إلى قائد جرئ تكون قراراته أكثر أماناً للشعب، ولذا بعث بالعديد من رسائل الاطمئنان للأمة في شهر النصر، أكد أن مصرتقف على أرض صلبة وقادرة على تخطى التحديات كافة وعبور الأزمات، بفضل الأمن والاستقرار فى البلاد، وهي ليست المرة الأولى التي يطمئن شعبه، إذ أكد مراراً وتكراراً أن مصر قادرة على عبور المصاعب مهما كانت، فالقلق ليس له مكان في عقل الرئيس الذي تربي في مياين القتال ونهل من عقيدة القوات المسلحة وتعلم أن لا حياد في الانتماء للدولة، وأن الزود عن حياض الوطن داخلياً وخارجياً جهاد لا يدانيه أحد، ولذا نزلت رسائل الرئيس على قلوب أهل مصر برداً وسلاماً، فأزمة كورونا التى استمرت عامين وروعت العالم أجمع وكان يصحبها توقعات غير متفائلة، مرت بسلام، وأصبحت من الماضى، بعد أن تكاتف الشعب مع قيادته في حماية الجبهة الداخلية من السقوط، والأزمة الاقتصادية العالمية التي تلقي بظلالها على العالم كله الاًن ستنتهي أيضاً وتصبح من التاريخ الذي يتذكره العالم ويستفيد منه، فمصر لا تسقطها أزمات طارئة مهما كانت خطورتها.
هكذا جاءت رسائل الرئيس السيسي، في حفل تخرج دفعات جديدة بالكليات العسكرية، قبل ساعات، واضحة ومبشرة لشعب اختار طريق الكفاح والبناء، فالأوطان لا تموت لمجرد العبوربأزمة مهما كانت عنيفة، فالشعب الذي رفض الهزيمة عام 1967 ووقف خلف قائده حتى حقق النصر في حرب أكتوبر، قادر على أن يواصل الصمود ويحقق حلم الجمهورية الجديدة الذي ينتظره منذ عشرات السنوات، لأنه يعلم أن الاستقرارهو الركيزة الأسياسة لبقاء مصر قوية وقادرة على النهوض، في ظل تضحيات أبطال الجيش والشرطة من أجل الحفاظ على مقدرات الدولة وكانت الرسالة الأهم من الرئيس لشعبه "مصر ستعبر كل المصاعب"، بعد أن انتصرت على الإرهاب الذي سعى لإسقاط الدولة عقب ثورة 30 يونيو، من يقرأ التاريخ يجد أنه يسطر أن كل من حاربوا مصر خسروا وفاز وطننا بإراده شعبه الفولاذية الذي يسلم رايات النصر من جيل إلى جيل خفاقة في سماء الوطن الأبي الذي لا يعرف الخوف ولا يرضى بالإنكسارمهما كانت المواجهة من أجل المستقبل الذي يحتاج إلى مجهود كل مواطن من أجل استكمال مسيرة التنمية رغم كل هذه الصعاب لأنها طبيعة الحياة.
إن التحديات والتهديدات التي تواجهها مصر حالياً ليست داخلية فقط بل خارجية أيضاً على الحدود من الإتجاهات الأربعة فالخطر بات على البوابات الأربع، نتيجة محاولات تهريب الإرهابيين والأسلحة إلى داخل مصر، فضلاً عن محاولات خلق صراع في البحر المتوسط بسبب الغاز وعدم التوصل إلى إتفاق مع أديس أبابا حول السد الأثيوبي، فضلاً عن رفض مصر واليونان اتفاقية ليبيا مع تركيا بشأن التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، ولذا أكد وزيرا خارجية مصر واليونان قبل أيام عن رفضهما لمذكرة التفاهم الموقعة بين ليبيا وتركيا بشأن التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، واعتبرا أن حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة ليست لها سيادة على المنطقة وأن المذكرة "غير قانونية"، لأنها تسمح لأنقرة بتأكيد حقوقها في مناطق واسعة شرق البحر المتوسط ، ولذا كان قرار الرئيس السيسي قبل سنوات بتنويع مصادرالسلاح في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وتقلبات ما اضطر مصر إلى تغيير مصادر أسلحتها من أجل تنويعها، في ظل إمتلاك بعض التنظيمات الإرهابيى لأسلحة متطورة قادرة على الوصول لأهداف اقتصادية مهمة في الكثير من دول المنطقة ورغبة دول وكيانات وجماعات العنف في السيطرة على ثروات المنطقة. يقول الحكماء إن الحمقى فقط هم من يتسرعون، يفتقرون إلى الوعي، يروجون الشائعات و يصدرون الأحكام المُضللة، لايكف أبواق الجماعة الإرهابية العاملون في قنوات تليفزيونية ولجانهم الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي المرتهنون إلى الخارج عن محاولات تأليب الرأي العام ضد الدولة لإسقاطها، لا يتوقفون عن الإساءة للوطن بعد أن باعوه بأبخس الأثمان دون تأمل أو تدبر، لأنهم مجموعة من المأجورين الذين باعوا أنفسهم للشيطان، ينفذون ما يملى عليهم قراراتهم ليست في أيديهم، يعزفون على أوتار الأزمة الاقتصادية العالمية، وكأن مصر في كوكب بعيد عن العالم ويجب أن لا تتأثر بما يحدث بما يحدث على كوكب الأرض، يتاجرون بزيادة أسعاربعض السلع وسعى الدولة لاستكمال المشروعات القومية، يسعون إلى الإساءة للاقتصاد المصري بأخبار كاذبة ساعين إلى وقف مشروعات البناء والتنمية لتعود إلى الخلف، والسؤال الاًن ألا يخجلون من أنفسهم؟ يحاربون الدولة من أجل الضغط عليها للتصالح والعودة إلى قواعدهم الإرهابية لنشرالأكاذيب وإثارة الفتن، يظنون أن مصردولة صغيرة يمكن أن تهزها مثل هذه الأزمات الطارئة وتودع أحلامها متناسين أنها قوة عظمى قادرة على المواجهة بفضل إرادة شعبها الذي لا يقهر، ونسف شائعات الإخوان.
لا تتوقف الإشادات الدولية بصلابة مصرأمام الأزمة العالمية، فقد أعلن البنك الدولي قبل أيام أن الاقتصاد سينمو بنسبة 4.8% خلال العام المالي الجاري رغم التحديات التي تواجه كل الدول المتقدمة والناشئة وذلك عبرتقريره الصادرأخيراً بعنوان"المستجدات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وهو بذلك يعد ثاني أعلى مستوى متوقع من البنك للنمو للعام المالي 2023 بين الدول التي ذكرها سواء المصدرة أوالمستوردة للبترول، في الوقت الذي توقع فيه إنخفاض النمو في الكثير من دول العالم نتيجة تأثرها بجائحة كورونا والأزمة المالية العالمية، وتزامن ذلك مع تقريرنشرته وكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتمانى، وهي مؤسسة أمريكية من أكبر ثلاث وكالات تصنيف في العالم، أكدت فيه أن مصر صعدت نصف درجة في "مؤشر متعقب الإصلاح" إذ سجلت 6 درجات من أصل 10 درجات في الربع الثاني من عام 2022، مقارنة بـ 5.5 درجة في الربع الأول من العام نفسه، وأرجعت الوكالة ذلك إلى تبنى الحكومة برنامجًاً طموحًا لزيادة دور القطاع الخاص، عبر تقديم حوافز معززة للاستثمار، ومشاركة القطاع الخاص في ملكية الأصول المملوكة للدولة، إذ وصفت الحزمة العاجلة للإصلاح الاقتصادي بأنها "برنامج طموح لتمكين القطاع الخاص، ما يؤكد أن مصر جادة في وعودها بتعزيز دورالقطاع الخاص، كما عبرت الكثير من المؤسسات الاقتصادية الدولية عن نظرة مستقبلية متفائلة لمستقبل الاقتصاد في ظل إعلان هيئة قناة السويس أخيراً ارتفاع إيرادات شهرأغسطس الماضي إلى 744.8 مليون دولار مقابل 562.7 مليون دولار في أغسطس 2021، بنسبة زيادة 32.4% على أساس سنوي، لتحقق بذلك أعلى إيراد شهري في تاريخها ما يؤكد أن الاقتصاد المصري يسير في الاتجاة الصحيح بفضل رؤية القيادة السياسية وإمتلاك الدولة لاقتصاد مرن قادرعلى عبور الأزمات.
إن شائعات إعلام الجماعة الإرهابية الذي لا يتوقف حول الوضع الاقتصادي والمشروعات القومية التي لم تتوقف يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر تنتصر على أعدائها الذين يرغبون في تدميرها بعد أن نالوا هزيمة شنعاء على يد الشعب المصري وقواته المسلحة وشرطته بعد أن أسقطتهم ثورة 30 يونيو، ونالوا هزيمة سا حقة في الحرب على الإرهاب، ولذا اتجهوا إلى التشكيك في الإنجازات التي تتحق كل يوم في جميع المجالات خصوصاً تدشين المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في كافة المحافظات، إضافة إلى المدن الجديدة والمصانع التي يتم تشييدها كل يوم لاستيعاب الزيادة السكانية، لقد كان سقوط نظام الإخوان بعد عام من الفشل والإحباط ضربة قاصمة لمشروع حسن البنا مؤسس الجماعة، بعد أن ظلوا عشرات السنين يجهزون أنفسهم للحظة الاستيلاء على الحكم وحتى الاًن لا يصدقون أن حلمهم ضاع أدراج الرياح ولم يبق منه سوى الحسرة والألم، ولذا يسعون بكل من يمتلكون من قوة ودعم من الخارج إلى محاولة إثارة الفتن ومواصلة معركة الإرهاب بالشائعات ضد المواطنين ومشروعات التنمية التي يرونها عائقاً أمام تحقيق حلم العودة، لكن المؤسسات الدولية الاقتصادية لا تتوقف عن الإشادة بما تحققه مصر في مجال التنمية.
وأقول لكم، إن مصر لا يمكن أن تنكسر ولن يعيد التاريخ نفسه لإعادة تنفيذ مخطط تقسيم الوطن العربي، عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي لا يختلف كثيراً عن إتفاقية " سايكس بيكو" التي وقعت عام 1916 بين إنجلترا وفرنسا لتقسيم الدول العربية بينهما والتي مكنتهم من الاستيلاء على ثرواتها، إذ لا زالت المنطقة تئن من ضياع خيراتها طوال عشرات السنين حتى الاًن، لكنهم يظنون إنهم قادرون على العودة، لكن الجيش المصري المنتصر في حرب أكتوبر عام 1973 قادرعلى حماية الدولة المصرية والدول العربية كلها من التفكك والتدمير، ولا يتوقف دوره عند هذا الحد بل يشارك في التنمية والتطوير في كل المحافظات وتوفير فرص العمل للشباب للإسهام في رفع مستوى معيشة المواطنين، ولذا على الإرهابيين أن يتذكروا حكمة المتنبي، " لكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها"، فحماقة الإخوان وإصرارهم على نشرالشائعات تؤكد أنهم ضعاف النفوس، فقدوا عقولهم ولا أمل في إصلاحهم مهما كانت الأسباب.

أحمد الشامي
Aalshamy6610@yahoo.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف