الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم - مصر تعيد ترتيب أولوياتها .. «الصناعة أولاً»
مصر تعيد ترتيب أولوياتها .. «الصناعة أولاً»
تعيد مصر الكبرى اكتشاف نفسها وإمكاناتها يوماً بعد يوم لتعيد ترتيب أولوياتها وفق الظروف التي تمر بها نتيجة حماس قيادتها وشعبها الطواق إلى التنمية واستعداده لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تسعى لمنعه من الوصول إلى نهضة شاملة، خصوصاً أن الاقتصاد يعتبر أحد الركائز الأساسية للتقدم في المجتمعات كافة، ولذا لم يكن تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسي ، الرمال السوداء في كفرالشيخ قبل ساعات مجرد مصادفة، بل نتيجة تخطيط مدروس يؤشر إلى أن مصرتسعى لإعادة ترتيب أولوياتها في المرحلة المقبلة لتضع الصناعة على رأس اهتماماتها لتحقيق التنمية المستدامة، فالاقتصاد كما قال الفيلسوف الأغريقي إيسوب " أن تُحضر اليوم ما تحتاجه غداً"،جاءت دعوة الرئيس للقطاع الخاص والشركات المحلية إلى المساهمة والاستثمار في المشروعات المتعلقة بتعظيم القيمة المضافة من الرمال السوداء، بهدف دعم هذه الصناعة الحديثة في ضوء حجم الاحتياطي الكبيرالذي تمتلكه مصر منها والطلب العالمي المتزايد على هذه المنتجات التي تدخل في العديد من الصناعات التكنولوجية الدقيقة، ما يعني تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وكذلك تحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، خصوصاً أنه يعتبر الأحدث من نوعه على مستوى العالم الذي يستخدم التكنولوجيا الحديثة في التعدين.
وجه الرئيس العديد من الرسائل للقطاع الخاص أثناء كلمته في افتتاح المصنع، وكان أهمها على الإطلاق كلمة للقطاع الخاص والشركات المحلية، إذ أكد أن المشروع متاح للقطاع الخاص الدخول فيه، وأقول ذلك في كل المشاريع التي افتتحها"،ويقينى أن هذه الرسالة تعتبر نهجاً جديداً للدولة المصرية، إذ صار ترتيب الأولويات على رأس إهتمامات الرئيس، وأظن أن الصناعة أولاً سيكون شعار المرحلة المقبلة دون إفراط أو تفريط في الاهتمام بالملفات الأخرى وعلى رأسها التعليم والصحة واستكمال المشروعات القومية خصوصاً المدن الجديدة لأن دخولها الخدمة يعني تدفق الاستثمارات إلى مصر الساعية لبناء الجمهورية الجديدة، وجاء تدشين مصنع الرمال السوداء بعد ساعات من لقاء الرئيس بوفد يضم عدد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين، لبحث مشكلاتهم وتنفيذ الإجراءات التي تسهم في دعم الاستثمارالجاد وتذليل العقبات أمام القطاع الخاص، في المجالات كافة بعد أن باتت مصرقادرةعلى الانطلاق إلى المستقبل خلال الفترة المقبلة، ولذا لم يكن غريباً أن يشهد اللقاء حواراَ مفتوحاً مع رجال الأعمال والمستثمرين حول ما تقوم به الحكومة لدفع عملية التنمية الشاملة والآفاق المستقبلية للوضع الاقتصادي في مصر، ولذا فأن ما يحدث الاًن منعطف جديد في إعادة ترتيب الأولويات للحكومة فالكفاءة يد التنمية اليمنى والاقتصاد يدها اليسرى، ولا يمكن لدولة أن تتقدم في عالمنا الذي يشهد حروباً عالمية من دون إقامة نظام إقتصادي قوي قادر على امتصاص الصدمات والقدرة على مقاومة التحديات الداخلية والخارجية، إن التاريخ الحديث يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحروب التي يشهدها العالم حالياً ومستقبلاً اقتصادية، ولم يعد دق طبول الحروب العسكرية في ميادين القتال حلاً للصراعات بين الدول، ولذا فأن مصر تحتاج لكل سواعد أبنائها للمساهمة في تطويرها وتنميتها وتغيير واقعها إلى الأفضل، خاصةً أنها باتت تتمتع بمعايير القدرة على الانطلاق وفق فرص حقيقية، مع اعتزامها استمرار قوة الدفع للتحرك بشكل متوازن ومدروس في سبيل تحقيق مستهدفات الإصلاح الاقتصادي الشامل كنهج وطني استراتيجي لبناء الجمهورية أثبت الاقتصاد المصري قوته ومرونته وقدرته على مواجهة الأزمات طوال السنوات الثمان الماضية، إذ استطاع عبورالكثيرمن التحديات بفضل المشروعات الكبرى التي أقامتها الدولة، ولذا لم يكن غريباً أن يصمد أمام الأزمة العالمية التي بدأت مع انتشار جائحة كورونا قبل عامين وتفاقمت مع اندلاع الغزوالروسي لأوكرانيا في 24 فبرايرالماضي، وجاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإطلاق مؤتمراقتصادي يوم 23 أكتوبر 2022، لتؤكد أن مصر تسيرعلى الطريق الصحيح نحو الانتصارعلى هذه الأزمة العالمية التي تضررت منها جميع دول العالم، ولذا حرصت الحكومة على دعوة الكثيرمن الجهات المحلية والدولية ونحو 500 خبيرلطرح رؤى وأفكارجديدة لمواجهة تداعيات هذا المأزق بأقل الخسائر، وذلك من خلال عرض الوزارات والاتحادات والمجالس والغرف المتخصصة ورجال الأعمال وجمعياتهم المشكلات التي تواجههم خصوصاً أن جلسات المؤتمرستشهد مشاركة رؤساء الجامعات واللجان بمجلسي النواب والشيوخ وممثلين عن المؤسسات الدولية العاملة في مصروالأحزاب السياسية لوضع خريطة طريق تسهم في تعافي الاقتصاد في أسرع وقت ممكن، فعقد المؤتمر يعتبر بداية الحل الجذري ونهاية الأزمة وبدء مراحل إعلان انتصار مصر عليها وعودة التنمية إلى معدلات ما قبل كورونا.
يجئ ذلك في الوقت الذي يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى بناء اقتصاد قوي قادرعلى الصمود أمام أي تهديدات في المستقبل حتى ينعم المواطنين بالعيش في أمان ورخاء في حياتهم اليومية، ولذا وجه قبل أيام بالاستمرارفي استكمال مشروعات تطويرالبنية التحتية التي تعتبر بمثابة القاعدة الصلبة لبناء الجمهورية الجديدة، ورفع كفاءة الطرق والمحاورالمرورية فى القاهرة الكبرى، لتحقيق السيولة لتحركات المواطنين من مرتادى تلك الطرق والمحاورلتسريع معدلات التنمية، في الوقت الذي تخطط الدولة لتنويع مصادرالاقتصاد، وذلك من خلال توطين صناعات واعدة مثل التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية والاقتصاد الأخضر، وهو ما سيتيح لها فرص نموهائلة في المجالات كافة، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه رئيس المجلس الإشرافي لشركة "سيمنز" العالمية جو كايزر التي شيدت العديد من محطات إنتاج الكهرباء بمصر، إذ أعلن أن مصر حريصة لتصبح مركزاً إقليمياً لإنتاج وتبادل الطاقة الجديدة والمتجددة، في ظل ما تحقق من إنجازات في العديد من المجالات خلال السنوات الماضية وهو ما جعل مصر قادرة على التصدي للأزمات التي مرت بها والمضي إلى المستقبل بخطوات ثابتة، فيما أصبحت دول كبرى غيرقادرة على مواجهة الأزمة العالمية نتيجة نقص السلع الغذائية والطاقة والكثيرمن مستلزمات الإنتاج الصناعية.
تشيد مصرالمستقبل ويعلو البناء على كل مكان في أرض مصر لكن تأبي جماعات الإخوان الإرهابية التوقف عن محاولات إسقاط الدولة، فقد أصدرت جبهة إبراهيم منير في لندن وثيقة سياسية أعلنت فيها انسحابها من أي صراع على السلطة في مصر، زاعمة أن لديها ثلاث أولويات سياسية في المرحلة المقبلة، تتمثل في إنهاء ملف المعتقلين، وتحقيق المصالحة، وبناء شراكة وطنية، فيما ترفض الجبهة الثانية بقيادة محمود حسين في اسطنبول، نهج إبراهيم منير في لندن، وأكدت على مواصلة العمل من أجل إحياء الجماعة، في الوقت الذي أعلن عدد من أعضاء الجماعة تشكيل جبهة ثالثة أطلقت على نفسها "تيار التغيير"، وأعلن قادته وثيقة "الإصدار السياسى" لتنفيذ تعاليم حسن البنا وسيد قطب التكفيرية، ويتزعمه محمود الجمال، أحد القيادات القطبية المتشددة بالتنظيم وأعوانه الذين يطلقون على أنفسهم"الكماليون" نسبة إلى الدكتور محمد كمال قائد الجناح المسلح للجماعة وقت اعتصام رابعة، والذى شكل العديد من التنظيمات الإرهابية فى مصر عقب عام 2014، نفذت العشرات من من عمليات العنف والإغتيالات ويسعى هذا التيار إلى السيطرة على جبهتي منير وحسين المتصارعتين، وتشكيل مجموعات من الشباب لإحياء فكرسيد قطب ومحمد كمال، وتنفيذ وصايا محمود عزت، ومن بين هذه التنظيمات "لواء الثورة"، و"أجناد مصر"، و"المقاومة الشعبية"، و"العقاب الثوري"، و"كتائب حلوان".
وأقول لكم، إن استجداء بعض جبهات جماعة الإخوان الإرهابية للصلح لا يمكن أن تستجيب له الدولة لأن هدفها واضح منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928 وهو تكفير المجتمع وتنفيذ عمليات العنف والاستيلاء على السلطة لإقامة دولة الخلافة المزعومة، وأن حديث بعضهم عن عدم الصراع على السلطة و اللجوء إلى الصلح كلها مناورات تستهدف العودة للأضواء من جديد، لكن يبدو أن الانقسام سيستمر بين قيادات الجماعة الإرهابية وقد نرى جيهة رابعة وخامسة خلال الفترة المقبلة، لأن الصراع على الدعم المالي من بعض الدول هدفهم جميعاً، وتالياً فأن مبادراتهم التصالحية ليست سوى ذراً للرماد في العيون من أجل تنفيذ مخططاتهم الدموية، وأصبح حديث إحدى هذه الجبهات عن نبذ الصراع غيرمقبول في الوقت الذي تعلن فيه جبهات أخرى الاستمرار في الإرهاب وتالياً ليس هناك أمل لخروج الجماعة من مرحلة التأزم التي تعيش فيها ويتعين أن لا يكون هناك أى دعوات للتعاطي مع هؤلاء الإرهابيين الذين أعلنوا صراحة السير على خطى حسن البنا وسيد قطب، بعد أن عاد الفكر التكفيري الذي أسسه سيد قطب على أيدي القطبيين الجدد من شباب الجماعة الإرهابية الذين سيسعون لاستقطاب المزيد من العناصر خلال الفترة المقبلة معتقدين أن العنف وسيلتهم للعودة إلى حكم مصرعقب ثورة 30 يونية، بفضل تضحيات رجال الشرطة والجيش حماة الوطن من الإخوان وإرهابهم.
أحمد الشامي
Aalshamy 6610@yah00.com
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف