فى كل قطار، هناك من لا ينتظرون توقف القطار تماما ليعرفوا أنهم فى المحطة الأخيرة إنما يجمعون حقائبهم وأشياءهم قبل النهاية استعدادا لمغادرة القطار فور الوصول.. وفى قطار كرة القدم.. لم ينتظر ليونيل ميسى المحطة الأخيرة ليجمع حاجياته ويقرر إلى أين سيذهب حين يغادر القطار.
أعلن النجم الكبير منذ يومين عن تأسيسه شركة جديدة فى مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة.. وأطلق ميسى على شركته الجديدة اسم بلاى تايم سبورتس تك، حيث نشاطها الأساسى هو الاستثمار فى تكنولوجيا كرة القدم.. وأعلن ميسى بنفسه أن هذه الشركة بالنسبة له ليست مجرد مشروع جانبى فى حياته بغرض ربح المزيد من المال وإنما ستصبح هى حياته ووظيفته الأساسية مستقبلا.

اقرأ المزيد...

وأصبح رازميج هوفاجيميان هو المدير التتفيذى للشركة الجديدة، ومايكل ماركيز مستشارها.. ومن الواضح أن النجم الكبير الذى أصبح إحدى أساطير كرة القدم فى العالم لا يريد الابتعاد عن كرة القدم حتى بعد اعتزال اللعب.. ولم يشأ استثمار أمواله فى أى نشاط تجارى بعيدا عن لعبة حياته.. ولم يكن مفاجئًا للبعض اختيار ميسى لتوقيت إعلانه تأسيس شركته الجديدة وإطالة الحديث عنها ومجالاتها وأهدافها رغم أنه لا يزال لاعب كرة قدم فى نادى باريس سان جيرمان.

فميسى لم يعد يحتاج أن يذكّره أحد بأنه يعيش نهاياته داخل ملاعب الكرة.. فلأول مرة منذ سنين.. لم يكن ميسى أحد اللاعبين المرشحين للفوز بالكرة الذهبية رغم أنه أكثر لاعب فى التاريخ فوزًا بها.. ويحتفظ ميسى فى بيته بسبع كرات ذهبية فاز بالكرة الأولى 2009 والكرة الأخيرة كانت العام الماضى.

اقرأ أيضاً...

لكنه يعرف أن السبع كرات لن تمنحه حق البقاء الطويل داخل الملاعب.. كما يعرف ميسى أيضا أن المونديال المقبل فى قطر هو محطته الأخيرة كلاعب فى المنتخب الأرجنتينى.

والأهم من ذلك أن ميسى أدرك أنه اقترب كثيرا وجدا من لحظة الرحيل عن الملاعب ليسكن صفحات الكتب الكروية عن التاريخ ونجوم اللعبة الكبار.. وهو يريد أن يرحل وقتما يريد ويقرر هو ولا يكون ممن يخرجون مغضوبًا عليهم من جماهير كانت يوما تغنى له وتحتفى به كلما لعب وأينما ذهب.. فمن أسوأ خيارات أى إنسان فى كل وأى مجال هو ألا يعرف متى يسكت ومتى ينصرف ويغيب قبل أن يطالبه الكثيرون بذلك.