لا أصدق أن يقول الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، إن وزارته سترخص سناتر الدروس الخصوصية، وستمنح المدرس فيها رخصة لتضمن سلامة البيئة التى يؤدى فيها من ناحية، وتحصل الدولة على حقها من ناحية أخرى!.
لا أصدق لألف سبب، ولكن أهمها أن الدكتور حجازى هو نفسه الذى قال عند مجيئه وزيرًا قبل شهرين إن النهوض بمستوى المدرس فى مدرسته سيكون قضيته الأولى، وإن أى تطوير فى العملية التعليمية لا يبدأ إلا من عند المدرس على وجه التحديد!.
وحين تضع حديث الرجل عن السناتر أمام حديثه عن النهوض بمستوى المدرس، ستكتشف أن كل حديث منهما ضد الآخر على طول الخط!.
اقرأ المزيد...
ولا تعرف ماذا بالضبط وراء الحديث المفاجئ للوزير عن ملف السناتر من هذه الزاوية تحديدًا!.. هل فاتورة الدروس الخصوصية، التى قال إنها تصل إلى ٤٧ مليار جنيه هى السبب، أم إحساسه بعدم قدرته على تحسين حال المدرس هو السبب، أم ماذا بالضبط؟!.. لا تعرف، ولا تستطيع أن تخمن.. ولكن ما نعرفه جميعًا أنه صدم الناس بهذا الكلام عن السناتر كما لم يصدمهم شىء فى هذا الموضوع من قبل!.
وما نعرفه أيضًا أن المدرسة فى الدنيا كلها هى مكان التعليم الأول والأخير، لا السناتر، ولا البيت، ولا سواهما، وما نعرفه أن التوجه إلى ترخيص سناتر الدروس الخصوصية إنما يصادر دور المدرسة تمامًا باعتبارها مكانًا أصيلًا ووحيدًا للتعليم، فضلًا عن أنه يفرغها مما يتبقى من معناها!.
اقرأ أيضاً...
ولو شاء الدكتور حجازى لعاد إلى ما صدر عن منظمة التربية والعلوم والثقافة الشهيرة باليونسكو، عندما أشارت فى تقرير أصدرته بعد كورونا من مقرها فى باريس، فقالت إن تجربة التعليم أون لاين فى أيام الوباء تؤكد أن التعليم مكانه المدرسة، وأنه لا أون لاين ينفع، ولا البيت، ولا السنتر!.
الشىء الذى يحز فى النفس أن الدكتور حجازى كان مدرسًا للعلوم فى فترة من حياته، وأنه لهذا السبب أدرَى الناس بما يعنيه وجود المدرس أمام الطالب فى مدرسته.. فكيف هان عليه أن يفرط فى مكانة المدرسة إلى هذا الحد؟!.. إن أفضل ما يمكن أن يفعله الرجل أن يصرف النظر عما يقوله فى هذا الشأن كليًّا، وأن يعتذر للمصريين، الذين يتابعون ما يقوله ويتألمون أشد الألم، ولا يصدقون!.