المصرى اليوم
ياسر أيوب
هبة ومصر وألعاب الشتاء
لم يتميز فيلم طار فوق عش الوقواق الذى أنتجته هوليوود 1975 بأنه ثانى فيلم فى التاريخ الأمريكى يفوز بأوسكار أحسن فيلم وإخراج وسيناريو وممثل وممثلة.. إنما اشتهر عالميا أيضا بعبارة قال فيها بطل الفيلم جاك نيكلسون.. لقد حاولت أليس كذلك.. ليرد على كل من سخروا منه وأصبحت عبارة يرددها كثيرون اختصارا لمحاولاتهم التى لم ينجحوا فيها.. وتذكرت ذلك وأنا أصغى للدكتورة هبة جرجس، حاملة شهادة الدكتوراة من جامعة سينسيناتى أوهايو وهى تحكى عن محاولاتها لإدخال الرياضات الشتوية إلى مصر، وبالتحديد الانزلاق الفنى على الجليد.. خاصة أن دولا كثيرة لها نفس المناخ والطبيعة المصرية لكنها اعترفت بألعاب الشتاء وباتت تشارك فى الدورات الأوليمبية الشتوية مثل السعودية وغانا والهند وإيران والمغرب وباكستان ونيجيريا.. وبدأت هبة جرجس سلسلة محاولاتها.. وفى بداية كل محاولة تخيلها كثيرون ستحتاج لعبارة جاك نيكلسون حين ستفشل رغم أنها حاولت..
لكنها لم تفشل وبدأت أولا فى 2017 كلجنة داخل الاتحاد المصرى للرياضة للجميع.. وفى 2010 أقامت أول بطولة للجمهورية قام بتحكيمها 4 حكام دوليين.. وأسست بعدها أول اتحاد مصرى للعبة شتوية.. ونظم الاتحاد بطولته الأولى فى 2021 وشارك فيها مصريون يقيمون فى أمريكا والإمارات والكويت وألمانيا وكوريا الجنوبية إلى جانب أبطال اللعبة فى مصر.. وقام بتحكيم البطولة 12 حكما دوليا.. واعترف الاتحاد الدولى بعد هذه البطولة بالاتحاد المصرى فى 2022.. وشاركت مصر فى بطولة بولندا الدولية بلاعبة واحدة هى هنا دعبيس التى شاركت أيضا فى بطولة إيطاليا الدولية وقدمت عروضها فى البطولتين مع موسيقى أغان مصرية شهيرة.. ولاتزال الدكتورة هبة تحلم بما هو أكثر.. وكنت أحد الذين فاجأتهم رئيسة الاتحاد المصرى للانزلاق الفنى على الجليد بأن هناك كثيرين فى مصر يعرفون اللعبة ويحبونها أيضا.. فلم أكن أتوقع أو أعرف ذلك، خاصة أن لنا تجربة سيئة مع الألعاب الشتوية حين شاركت مصر فجأة فى دورة سراييفو الأوليمبية الشتوية 1984 بلاعب واحد يقيم فى نيويورك اسمه جمال الريدى لم يشارك قبل فى أى بطولة.. وحين وافقت مصر على مشاركته جاء به والده إلى مصر واحتجزه 40 يوما فى أحد كهوف الصحراء الغربية وسط الثعابين والعقارب.. وكتب العالم وقتها عن المصرى الذى لم يحقق شيئا فوق الثلج بعدما استعد وسط الصحراء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف